فوزي غلام أحد أحسن لاعبي الجزائر يعتزل في صمت

تكررت مأساة توقف مراد مغني عن ممارسة اللعبة الشعبية، في شخص فوزي غلام، بالرغم من أن فوزي غلام لعب في مستوى أعلى، فبينما تألق مغني مع لازيو روما الذي لم يلعب سوى مرة واحدة، أوربا ليغ وخرج من دور المجموعات..
إلا أن فوزي غلام لعب رابطة الأبطال مع نابولي، عدة مرات وكان يعتبر أحسن لاعب في العالم في منصبه وعلى مشارف الانضمام لريال مدريد أو أحد كبار لعالم، لولا الإصابة اللعينة التي تعرض لها أمام مانشستر سيتي في مباراة ضمن رابطة أبطال أوروبا، وأبعدته عن الميادين لعدة أشهر، فاستغل الفرصة المدافع البرتغالي ماريو روي الذي شغل مكانه وكان احتياطيا له، ومازال ماريو روي أساسيا لحد الآن منذ إصابة فوزي غلام، والمؤسف أن فوزي غلام لم يكن ضمن كتيبة بلماضي التي فازت بلقب أمم إفريقيا، وأيضا لم يكن ضمن تعداد نابولي الفائزة هذا الموسم بكل تأكيد لقب الكالشيو الذي لم تفز به منذ عهد الراحل مارادونا.
لم تكسب الجزائر لاعبا أحسن من فوزي غلام في منصبه، برغم المواهب الكثيرة مثل مصطفي كويسي والراحل فوزي منصوري وجمال مصباح، والنجوم الحاليين مثل بن سبعيني وريان آيت نوري ومحمد فارس، وللأسف فإن اللاعب الذي عاد هذا الموسم إلى اللعب مع أونجي في الدوري الفرنسي قرر الاعتزال في صمت وهو في الثانية والثلاثين، فهو في سن رياض محرز وعيسى ماندي وتقريبا في سن بغداد بونجاح ويوسف بلايلي وأقل سنا بكثير من إسلام سليماني.
عرف فوزي غلام أقوى مواسمه في موسم 2015 / 2016، حيث قارب وقت لعبه 3000 دقيقة، وكان يشارك باستمرار في رابطة أبطال أوروبا، مع نابولي، ومكانته مع الخضر لا نقاش فيها ولا أحد ينافسه عليها، ومنذ إصابته الشهيرة أمام مانشستر سيتي، التي طال فيها غيابه عن اللعب أكثر مما تصور المتشائمون، فقد بريقه ثم صار بعيدا عن الملاعب، وكل المدربين الذي قادوا نابولي والخضر لم يهتموا به ولا أحد وثق فيه، وحاول غلام العودة ومنافسة بقية اللاعبين ولكنه اكتشف بأنهم يتفوقون عليه في اللياقة وفي المعنويات وفي دقائق اللعب وفي المباريات، وتيقن بأنه لن يلحق بهم، إلى أن جاءت أزمة كورونا التي منحته فرصة اللحاق البدني ببقية اللاعبين، فأخذ كورونا الجميع إلى مساكنهم وتوقفت الكرة في العالم نهائيا، فانهارت معنويات كل اللاعبين ولياقتهم البدنية والفنية والتكتيكية وصاروا جميعا مثل غلام في نفس النقطة، فعاد غلام ولكن عودته تبخرت مرة أخرى بإصابة وتهميش من مدرب نابولي، وعندما أراد العودة عبر فرنسا اتضح بأن الإصابة جزء منه فقرر الرحيل.
يبلغ فوزي غلام حاليا سن الثانية والثلاثين وثلاثة أشهر، وهو سن يزدحم بالنجوم الذين يلعبون في أكبر الأندية في العالم، ومع ذلك فإن السيرة الذاتية لفوزي غلام تتحدث عن هشاشة حقيقية وإصابات متكررة وهو ما جعل عدد الأندية المهتمة به يتقلص، ثم ينعدم نهائيا فكان قراره الاعتزال ضمن أخلاق هذا اللاعب الذي لن ينساه الجزائريون خاصة ما فعله في مونديال 2014 في البرازيل.