-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فوضى جونسون قطعت صلة بريطانيا بإرثها العريق  

فوضى جونسون قطعت صلة بريطانيا بإرثها العريق  
ح.م

أرى أن بريطانيا غائبة، كأنها خرجت من خارطة وجودها، وقطعت الصلة بتراثها السياسي العريق، وارتضت أن تكون مجرد لاعب احتياطي في ملاعب السياسية الدولية، يستعان بها في تنفيذ مخطط وضع القطب الأوحد تفاصيله، وزج بها في مرحلة التنفيذ، أداة تتقن تنفيذ دورها المرسوم.

ما كان أحدنا يتخيل، أن يلعب رئيس وزراء بريطاني دخل مكتبه عبر بوابة الأزمة، لعبة سياسي هاو في العالم الثالث، يلهو بشرائع دستورية، ويغيرها أو يشلها كما يشاء، رغبة في خروج غير قانوني من مأزق يحاصره.

قرار “بوريس جونسون” توقيف البرلمان لمدة خمسة أسابيع، لتمرير مشروع خروج بريطانيا الفوضوي من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، بعيدا عن عراقيل مجلس العموم بمواليه ومعارضيه، وقطع عطلة الملكة إليزابيث الثانية، لتصادق على قراره، حدث يلتف على تقاليد دستورية، لم تشهده بريطانيا من قبل، يضع هيبة دستورها “قاب قوسين أو أدنى” من الانهيار.

منذ بضعة عقود، بدت بريطانيا وهي تتخلى عن إرثها، وكأنها لم تقد العالم في قرون سبقت، فقدت بريق مملكتها منذ رحيل السير ونستون تشرشل، العسكري السياسي المحنك، والفنان والأديب المتوج بجائزة نوبل للأدب، ومهندس “معاهدة أوروبا أولا” .

صدمتنا بريطانيا برئيس وزرائها الأسبق توني بلير، حين فضحته لجنة “شيلكوت” وهي تكشف تضليله وكذبه على الشعب البريطاني لتبرير غزو العراق واحتلاله، ووصفته أسر ضحايا الحرب في لندن بـ”المجرم والإرهابي الأسوأ في العالم”، ومر جرمه دون عقاب.

ويصدم بوريس جونسون الآتي على مركبة الصدفة لـ”مبنى 10 داون ستريت”، بريطانيا والعالم، بتلاعب سافر على الدستور بخطى نظم ديكتاتورية في آسيا أو إفريقيا أو أمريكا اللاتينية.

قوة القانون البريطاني الذي تغنى به الراحل ونستون تشرشل، أحاله توني بلير إلى ورقة يتمسح بها سياسيو الزمن الرديء ووريثهم “بوريس جونسون” الذي يصم أذنيه من صيحات الغضب الشعبي المتعالي في مدن المملكة المتحدة.

توني بلير خان أمانة الشعب البريطاني، من أجل وعد قطعه على نفسه تجاه الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش بالوقوف إلى جانبه في احتلال العراق “مهما حدث”، و”تحت أي ظروف”، وهو يمثل دور التابع الصغير الذي أسقط هيبة بلاده.

أما بوريس جونسون الذي بدا التطرف في مضامين خطابه الأول، فيحذو حذو توني بلير، الذي وظف الأكاذيب في تمرير سياسته التبعية، وخرج من دائرة العقاب، دون اعتبار لعدالة القضاء البريطاني.

بريطانيا بهويتها القومية تدرك مخاطر خروجها من الاتحاد الأوروبي، فأوروبا عمقها السياسي والأمني والاقتصادي، وجغرافية بلادها المفتوحة على قارة كبرى تحتمي بوحدتها وتكاملها من متغيرات عظمى، حتى يبدو إصرار حكومتها على “بريكست”، ليس خيارا قوميا في ظل الانقسام الشعبي الحاد!!

كانت الولايات المتحدة الأمريكية وراء توني بلير “الكاذب”، فمن يقف وراء بوريس جونسون “المتطرف”؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • seddik

    al fawda al hakikia rahi fi bladek machi fi great britain fa inglitra laisat moltasika bi oroba ya hada wahia takol ana dawla faila wa lasto odwan wa anta daam mawkef fransa taak wa nchoufouraho gallhe nigel faraj rani wajed waawdou al fot we anchoufouaw twellhou bebladkem bark

  • أنور freethink

    ما فائدة الإتحاد الأوروبي حقيقة ، سوى فرض قوانينه وتشريعاته على الدول ، والمستفيد الأكبر هم مجموعة من المصارفة الصهاينة ، الذين لايريدون أن تكون هناك دول مستقلة ذات سيادة، بل يهمهم أن تكون هناك تشريعات تناسبهم وتسمح لمصارفهم وشركاتهم بالنهب والفساد تحت غطاء قانوني في كل الدول المنضوية بدون تعقيدات القوانين المحلية الوطنية والرادعة لهم او المقيدة لنشاطهم لفائدة الشعوب ، إضافة إلى إستعباد الناس ، وفتح الحدود ، وإذابة الهويات الوطنية ، لخلق نسيج مجتمعي غير متجانس يتلاعبون به كيف شاؤو؟ .. فمن المستفيد سوى هم؟
    واليوم في ظل الازمة العالمية المرتقبة ، أحسن شيء هو القفز من السفينة الغارقة.

  • مسطفى

    عندما تتعارض الديموقراطية مع المصالح العليا للوطن فلتدهب الديموقراطية الى الجحيم........هدا هو الطريق الدي ستختاره بريطانيا العظمى......في لعبة التحكم في القرار السياسي و الاقتصادي لدول اوروبا تم انشاء الاتحاد الاوربي من طرف اللوبي العالمي الدي كان هدفه ايجاد كونغرس اوروبي مثل الكونغرس الامريكي المسيطر عليه