-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تتسبب سنويا في خسائر في الأرواح والممتلكات

فيضانات الخريف.. تجدّد الرعب في قلوب الجزائريين

كريمة خلاص
  • 594
  • 0
فيضانات الخريف.. تجدّد الرعب في قلوب الجزائريين

بعثت فيضانات الخريف التي سجّلتها بعض ولايات الوطن في غربه وشرقه، خلال الأيام القليلة الماضية، الخوف والرعب من جديد في نفوس الجزائريين على حياتهم وعلى ممتلكاتهم، داعين السلطات المحلية والولائية إلى ضرورة التفكير مليا في حلول مسبقة لتجنب هذا النوع من السيناريوهات الكارثية التي تتكرر سنويا وقبيل حلول كل فصل شتاء.

فيضانات قصر الشلالة بولاية تيارت التي راح ضحيتها أربعة مواطنين، من عائلة واحدة بينهم رضيع يبلغ 20 يوما، أعادت إلى قلوب البعض شعور الحزن والأسى والحيرة، فقد كانت فيضانات عارمة وسيولا جارفة بعد أمطار غزيرة أتت على كل ما كان أمامها..خرّبت وشرّدت عائلات بأكملها، وخلّفت ضحايا جرفتهم السيول، منهم من تم انتشال جثتهم ومنهم من غادر المستشفى بعد تلقي الإسعافات الأولية.

مختصون يدقون ناقوس الخطر

ورغم بعض عمليات الصيانة والتنقية للبالوعات ومجاري صرف المياه التي بادرت إليها بلديات عديدة على مستوى الوطن، إلاّ أنّ تماطل وتهاون البعض الآخر في القيام بها قد يعيد مثل هذه الحوادث الأليمة في أيام لاحقة عبر بعض المناطق والنقاط السوداء، وهو ما جعل المواطنين والخبراء في مجال المخاطر الكبرى يدقّون ناقوس الخطر لتدارك الأمور قبل وقوعها، كما دعت بعض التنظيمات والجمعيات إلى الخروج في حملات تنظيف للأحياء وروّجت لذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها مناشير لمواطنين في أحياء مختلفة مفادها “لا تنتظروا عمال البلدية.. تجنّبوا الكوارث ما دام مازال لدينا وقت لذلك” و”أخرجوا في حملات تنظيف لأحيائكم ولا تتكلوا على البلديات فقط..” وغيرها من الكتابات الداعية إلى الحرص أكثر على نظافة البيئة والمحيط وحفظ سلامة المواطنين.

النشريات الجوية تستنفر أعوان “أسروت”

بدورها تقود مؤسسة التطهير وصيانة الطرقات لولاية الجزائر حملة تطهير خلال الأيام الماضية تحسبا لأية طوارئ قد تسجل، حيث ترابط فرق مختلفة على مستوى النقاط السوداء بعد تلقي مصالح المؤسسة لنشريات جوية خاصة من مصلحة الأرصاد الجوية.

شلغوم: انسداد البالوعات مسؤول عن 5 في المائة فقط من الفيضانات..

وتنتشر هذه الفرق المجهزة بالعتاد في مختلف المناطق المنخفضة بإقليم العاصمة والتي عادة ما تشهد تراكم لمياه الأمطار وارتفاع منسوبها، وذلك من أجل تسريح البالوعات التي تعرف انسدادا جرّاء تراكم مختلف النفايات التي تعيق تدفق وسريان المياه داخلها.

ويحدث هذا إلى جانب بعض التدخلات هنا وهناك ببلديات مختلفة استنفرتها النشريات الجوية والحوادث المأساوية لبلديات أخرى.

التعمير العشوائي في الوديان أهم أسباب الفيضانات

وفي هذا السياق أفاد رئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم، في تصريح للشروق أنّ أسباب تكرر الفيضانات سنويا وفي ولايات مختلفة معروفة وواضحة وتتعلق بالتعمير العشوائي والبناء في الوديان وعلى ضفافها.

وقال شلغوم “نسجل فيضانات في كل شهر تقريبا تمس ولاية معينة فلا نجد منطقة في شرق الوطن ولا في غربة ولا في شماله أو جنوبه إلا وطالتها الفيضانات التي تخلف خسائر في الأرواح والممتلكات، باختصار لا يوجد ولاية محمية من الفيضانات”.

واستغرب الخبير في المخاطر الكبرى انجاز مشاريع كبرى وبنى تحتية على ضفاف الوديان وفي مناطق مهددة بالفيضانات، حسب دراسات الخبراء. وعدّد المتحدث الكثير من المناطق السوداء عبر كل من ولايات الجزائر ووهران وتيارت وباتنة وأولاد جلال وغيرها، وهو ما يتعارض مع القانون 04-20 المؤرخ في 25 ديسمبر 2004.

وكشف عبد الكريم شلغوم بأنّ البالوعات ومجاري المياه مسؤولة عن أقل من 5 في المائة فقط من الفيضانات المسجلة، وغالبيتها تحدث في الطرقات، في حين أن المشكل الحقيقي حسبه متعلق بالتعمير العشوائي الذي يعد سببا هاما في كل هذه الكوارث المسجلة. وتوقّع المتحدث تكرر الفيضانات مستقبلا وبنفس خطورة سابقاتها، إذا لم تسارع السلطات إلى تطبيق استراتيجية وطنية وقائية وواعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!