-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في خدمة الشعب!

جمال لعلامي
  • 831
  • 3
في خدمة الشعب!
ح.م

“كيما رانا هنا أحنا في خدمة الشعب، وليس العكس”.. هكذا قال الرئيس تبون أمام الوزراء والولاة ورؤساء الدوائر والأميار والمسؤولين الحاضرين في الاجتماع بنادي الصنوبر، والحال أن هذه الكلمات، “أراحت” الأغلبية المسحوقة، ووضعت النقاط على الحروف، بعد سنوات طويلة من احتقار “شعيب لخديم” وإهانته والإساءة إليه بالتهميش و”الحقرة” والإقصاء ونشر البؤس!

النظام المنهار كان يعتقد أن “الشعب في خدمته”، ولذلك حوّلت العصابة والحاشية وبطانة السوء، الخزينة العمومية وأموال الدولة إلى ملكية خاصة يعبثون بها ويسرقونها بقوانين على المقاس، ويعملون على تسمين الفساد وخلق رجال أعمال من العدم وإنتاج مستوردين ومستثمرين وأصحاب “الشكارة” بأشكال غير مبرّرة، من خلال توزيع امتيازات غير مستحقة وصفقات مشبوهة وقروض بنكية بآلاف الملايير فكان الفساد حتما مقضيا!

منذ كنا صغارا قرأنا شعار “من الشعب وإلى الشعب”، ثم تحوّل إلى “بالشعب وللشعب”، فوق مداخل البلديات ومختلف الإدارات، لكن الوقائع أثبتت أنه فعلا كلّ شيء كان من الشعب، لكن لم يكن إلى الشعب، وكان فعلا بالشعب ولم يعد للشعب، لأن “عصابات منظمة” في القمة والقاعدة استحوذت على كل شيء مقابل لا شيء، فتحوّل الشعار إلى وهم وكابوس مفزع!

تصريح رئيس الجمهورية المنتخب في 12 ديسمبر 2019، بعد 8 أشهر من الحراك السلمي، في لقاء الحكومة-الولاة، وضع اليد على الجرح، ووضع النقاط على الحروف، بما أعاد الأمل إلى الزوالية في الجزائر العميقة، وهو ما رصدته الكاميرات عبر الأسواق والشوارع العمومية والمقاهي والإدارات، حيث عبّروا عن رضاهم في انتظار استكمال المهمة من طرف صغار المسؤولين!

نعم، مثلما يقول المثل الشعبي “يد واحدة ما تصفّق”، فلا يُمكن للرئيس، أو غيره، بمفرده مهما كانت نيته وقوّته وبُعد نظره، أن يبني وحده “الجزائر الجديدة”، ما لم ينخرط في هذا المسعى الوطني الجميع في السلطة والمعارضة، والمسؤولين والمنتخبين والهيئات الرسمية، على أن يكون المواطن الحارس الأمين، والمراقب والمبلـّغ عند الضرورة، إذا أراد هؤلاء وأولئك إنجاح التغيير ونقل البلد من وضعية الانتظار إلى مرحلة الانطلاق!

“في خدمة الشعب”.. “تحت تصرّف الشعب”، مصطلحات غابت عن الخطاب السياسي لعدّة سنوات، بما قتل الثقة بين الحاكم والمحكوم طوال السنوات الماضية، بل جعلها عدائية، وأصبح التيار لا يمرّ نهائيا، إلى أن انفجر “فخامة الشعب” غضبا، في 22 فيفري، وذلك غيض من فيض!

ذلك وغيره، يستدعي من جميع المسؤولين، كبيرهم وصغيرهم، إلى تغيير أسلوب العمل، وتغيير العقليات، وتغيير طريقة التعامل مع المواطنين، ومع المال العام، ومع الحقوق والواجبات، إذا أرادوا الوصول إلى التغيير الفعلي، ولو تدريجيا، بعيدا عن أيّ معجزة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد قذيفه

    الوطن لا يبني بالتصريحات والبيانات والخطابات بل يبنى بتفعيل القانون والعدل حتى الفقر الموزع بعدل رحمة ،أعان الله قادة الجزائر على بناء دولة القانون وان فعلوا ذلك سيدخلون التاريخ من بابه الواسع

  • نمام

    من المفروض خدمة الشعب ليست اليوم لقد كان الوزير الاول ورئيس دولة في المطبخ السياسي منهما منذ ان كانت السلطة امشاجا واليوم يثيرون التهميش والبدائية وحياة القرون الوسطى ونحن من تعنينا بالانجازات وان كانت لا تجدي شيئا ماذا فعلت بالاتحاد السوفيتي المطلوب من الافاكين من برلمان و مجلس امة الذين تغنوا بالجزائر العظمى تزلفا في ظل فحامته الاعتذار رسميا للشعب عن كذبهم و يخمدموننا باستفلاتهم جماعيا من البرلمان والامة و الصمت لم نخدم لا المدن التي شوهها البطون ودمرت التراث ولا الارياف اين الانجازات بالله عليكم ماذا نفعل لنسترد الثقة ويخوننا الوقت ونحن ننهار ولم يبق الا سرابا عالقا بايدينا اللهم عونكومددك

  • SoloDZ

    اقوى كلمة على الإطلاق حسب وجهة نظري البسيطة قالها الرئيس للحضور من المسؤولين ومن خلالهم لكل مسؤول لم يكن حاضرا ويمكن اعتبارها مرجعية الضمير المهني مستقبلا لكل من توكل له مسؤولية ما مهما كان مستواها والكلمة هي (لا تضعوا انفسكم في مواقف يوكل الشعب فيها عليكم الله) او بمعنى آخر لا تفسدوا ولا تسرقوا ولا تنهبوا ولا تظلموا ولا تخونوا ولا تتقاعسوا فنتيجة ذلك هي "حسبنا الله ونعم الوكيل" يقولها الشعب عليكم وهذا خطير كما يعرف الجميع وكان تحذيرا على لسان اول مسؤول في البلاد شخصيا انها كلمة تاريخية لم نسمع اي رئيس قالها من قبل لمن هم تحت امرته حماية لمناصب الدولة من الفساد ورعاية لمصالح الشعب من الكساد