-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في ذكرى رحيله أبو عمار: انقضت مرحلة

الشروق أونلاين
  • 1209
  • 0
في ذكرى رحيله أبو عمار: انقضت مرحلة

صالح عوض
رجل التكتيك المذهل الذي استطاع ان يواجه التعقيدات الداخلية والخارجية بلياقة عالية أذهلت أصدقاءه وأعداءه سواء وكان يخرج دوما أكثر عزيمة وإصرارا.. حاربته كل أجهزة الأمن الإقليمية والأجنبية تخترق الدوائر المحيطة به تحصي عليه أنفاسه، إلا انه طالما فاجأها بتحركات غير متوقعة.كان يعرف مندوبي الأجهزة الأجنبية ويرد على من ينتقد وجودهم ان عميلا مكشوفا خير من عميل غير مكشوف.. كانت ثقته عالية بشعبه وبإرادته في مواصلة الكفاح. وكان يحاول قدر الإمكان ان يستمر في ميدان الكفاح في انتظار تحولات إقليمية ودولية.

قال يوما: كلما زرت الجزائر تيقنت ان نصرنا في فلسطين أكيد.. كلما رأيت مباني العاصمة الجزائرية آمنت بأن يافا ستعود وأننا سندخل عكا وحيفا… كان عربيا بإتقان يؤمن بأمته لا يخونها ولا يتردد في الدفاع عنها في كل المواقع.. وعندما زارته أولبرايت وزيرة خارجية أمريكيا الأسبق تبلغه نية أمريكا بالقيام بعملية ثعلب الصحراء ضد العراق تحذره من قيام الشعب الفلسطيني بمظاهرات مناهضة للأمريكان.

هناك صرخ أبو عمار في وجهها وطردها من مكتبه قائلا لها أنا أول من سيخرج منددا بما ستفعلون. يقول شلومو بن عامي وزير خارجية اسرائيل الاسبق والذي شارك في مفاوضات كامب ديفيد. “لقد كان ياسر عرفات لا يملك الا استراتيجية صراع” لقد كان في صدره قلب صلاح الدين الايوبي…

كانت المفاوضات هناك قادرة على كشف ياسر عرفات سجنوه وحيدا ألبوا عليه وفده حتى ان البعض تصور ان ياسر عرفات أضاع الفرصة. ولما ازداد ضغط الرئيس الأمريكي، بل كلنتون عليه ليقبل بالطرح الامريكي.. قال له عرفات: أنا أعرف انك رئيس دولة عظمى وأنا ليس لدي قوة أقول لك إنني لا أتنازل، ففلسطين هي أمانة المسلمين في عنقي بإمكانك ان تسير في جنازتي..

شنت إسرائيل وأمريكا والنظام العربي الحصار على عرفات وتكاملت جهود الجميع لإسقاطه.. فأمريكا اعتبرته غير ناضج للسلام وإسرائيل اعتبرته غير شريك.. والنظام العربي رفض ان يبث كلمته في مؤتمر القمة ببيروت.. حوصر في المقاطعة دمر مقره وهو يكرر: يا جبل ما يهزك ريح.. وظل يدير الانتفاضة والمقاومة حتى دسوا إليه السم.

يكتشف الفلسطينيون اليوم، ان موت عرفات كان موت مرحلة بكاملها.. موت الكبرياء الوطنية..موت الرحمة فيما بين الفلسطينيين.. موت الانتباه السياسي.. موت القدرة الفلسطينية على اختراق الحصار.. اليوم حصار على الشعب وتخبط سياسي وفوضى وفلتان أمني وقسوة.. يفتقد الفلسطينيون حنان القائد ورحمته وحنوه، فكل شيء اليوم في فلسطين يابس وكالح..

أجل لقد كان رجلا بمستوى فلسطين.. وحتى يمن الله على فلسطين برجل في مستواها سيظل شعب فلسطين في الشقوة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!