في ظاهرة غريبة.. ماكثات بالبيت يعشن خارجه

لم يبق الخروج من البيت، حكرا على النساء العاملات، بل حتى النساء الماكثات بالبيت لهن نصيب كبير من هذه الظاهرة، إن صح القول، بل تجاوزن الحدود، خاصة في المناسبات، حين تغرق الأسواق والمحلات بهن، وأغلبهن لا يشتغلن، وفي بعض الأحيان، لا حاجة لهن للخروج من البيت، لكنهن يفضلن قضاء أغلب الوقت خارجه، وهي ظاهرة وجب الوقوف عندها، خاصة وأن العديد من الناس، يعتقدون أن الخروج من البيت لا يكون إلا للمرأة العاملة، لكن ما نراه اليوم هو العكس تماما.

تنتشر هذه الظاهرة خاصة في المناسبات، مثل الأعياد، حين تزدحم الشوارع بالنساء، القادمات من كل فج وصوب. والغريب في هذا الأمر، أنه يتكرر كل يوم، في نفس الأسواق، ومن طرف نفس الوجوه، أي إن أغلبهن يزرن هذه المحلات كل يوم، دون كلل ولا ملل، وهو أمر غير طبيعي، أن تتواجد المرأة في نفس المكان كل يوم، خاصة وأن أغلب المحالات لا تقدم الجديد، فالسلع معروضة مند زمان، بنفس الألوان والأسعار، ونفس التجار في كل أيام السنة.

إن هذه الظاهرة التي انتشرت، في السنوات الأخيرة، بشكل كبير، تسقط التهمة عن المرأة العاملة التي بقيت إلى زمن بعيد في نظر الكثير من الناس أنها تقضي الوقت كله خارج البيت، بل أبعد من ذلك، أنها مهملة لبيتها، بحكم أنها تقضي الكثير من الوقت خارج بيتها، لكن، ظهر العكس بأنهن حريصات جدا على أشغال البيت وعلى الأولاد، وأكثر من هذا، أنها لا تقضي ما عدا وقت عملها خارج البيت، ومقارنة بالكثير من النساء الماكثات بالبيت، فهي أقلهن خروجا من بيتها، ولا تخرج إلا للحاجة، عكس العديد من النساء الأخريات، فإنهن يخرجن من البيت حتى من دون سبب، وفي نفس الوقت، ويذهبن إلى نفس الأماكن دون ملل، بل أبعد من هذا، فهن مهملات لبعض أشغال البيت، بالرغم من أنهن في الأصل ماكثات في البيوت، لكن ونتيجة لقضاء الكثير من الوقت في الشوارع والطرقات والتسوق في كل الأوقات، أصبحن مهملات للبيوت والأولاد.

للذكر، فإن هذه الظاهرة، ليست حكرا على المدن الكبرى فقط، بل وصلت حتى إلى المدن الصغيرة والقرى، وكأنها عدوى تنتقل بين النساء في كل الأماكن، وأكثر من هذا، فهي تشمل كل الأعمار وليس أعمارا محددة، بل حتى كبار السن، وهو ما نقف عليه اليوم من مسنات يقفن في طوابير “المحاجب” و”البيتزا” في الشوارع.