في عز حرب الإبادة…المخزن يسوق للسردية الصهيونية
حلّ وفد صحافي مغربي بالكيان الصهيوني، في زيارة رسمية تستمر لعدة أيام، بتنظيم من مكتب الاتصال الصهيوني في المغرب، في خطوة أخرى تعكس مدى انخراط المملكة في التطبيع مع دولة الاحتلال في عز حرب الإبادة بغزة والتي خلفت أزيد من 43 ألف شهيد، وفي ظل العزلة التي صار عليها الكيان نتيجة لإجرامه في حق المدنيين من النساء والأطفال.
وذكر الموقع الإخباري المغربي “هسبريس” الذي بدا مزهوا، وهو ينشر المعلومة مرفقا بـ”هاشتاغ” لصالح المتحدث العربي للجيش الصهيوني افيخاي أدرعي، أن الوفد استقل طائرة تابعة لشركة “العال” الصهيونية، ظهر الإثنين، في رحلة مباشرة من مطار شارل ديغول في باريس إلى مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.
ووفق المصادر ذاتها، حظي الوفد المغربي باستقبال حار في مطار بن غوريون، قبل التوجه إلى القدس المحتلة، حيث أقام جلعاد شدمون، المدير العام لوزارة التعاون الإقليمي الصهيونية، حفل عشاء خاص على شرف الوفد.
ويتضمن برنامج الزيارة محطات ميدانية بارزة، من بينها زيارة معبر كرم أبوسالم، الذي أغلقه الاحتلال الصهيوني ومنع وصول المساعدات إلى جنوب القطاع، لكن الموقع استبق الزيارة بنشر معلومات مكذوبة وتعبر عن لسان حال الكيان الصهيوني، بالادعاء أن معبر “كرم أبوسالم تتدفق عبره المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة”،
والمعلومة الثانية المكذوبة التي سوقها موقع “هيسبريس”، أن الوفد الصحفي سيزور موقع “رعيم، الذي شهد هجوماً نفذته حركة “حماس” على مهرجان “نوفا” الموسيقي في السابع من أكتوبر 2023، في إطار عملية “طوفان الأقصى”، رغم أن كل الشواهد تؤكد أن المقاومة لم تستهدف أبدا المحتفلين وأن هدفها المواقع العسكرية وفقط، وبالصدفة وصل عناصر من المقاومة إلى موقع الحفل، كما أن غالبية القتلى من المحتفلين قد سقطوا بنيران الجيش الصهيوني وهذا بشهادة دولة الاحتلال.
ويظهر من البرقية التي نشرتها “هيسبريس” أنها محاولة من المخزن المغربي الذي يضع يديه على وسائل الإعلام في المملكة، التسويق للسردية الصهيونية التي تتهاوى في وسائل إعلام غربية وحتى من الإعلام العبري، جراء المذابح التي يقترفها جيش الاحتلال في حق المدنيين، قتلا وتجويعا.
وفي ردود الفعل، على الزيارة الفضيحة، قالت جبهة العدالة والتنمية –الحزب الذي وقع اتفاقية التطبيع مع الصهاينة- “إذا صح الخبر الفضيحة الذي نشرته إحدى الصحف الإلكترونية، حول زيارة سيقوم بها وفد يضم ثمان صحفيين من القطاع العام والخاص للكيان الصهيوني بدعوة من مجرم الحرب “النتن-ياهو”، فإننا بكل تأكيد أمام سابقة خطيرة بكل المقاييس”.
وشدد بيان للحزب “إن الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطيرة لزيارة كيان غاصب يشن حرب إبادة لم تشهد البشرية لها مثيلا في تاريخها، تعبر عن القاع الذي وصل إليه البعض ممن نتشارك معهم سقف هذا الوطن، وممن يبيعون أنفسهم بأرخص الأثمان، ضدا على قيم الإسلام والعروبة والمصير المشترك، وعلى قيم الإنسانية النبيلة، وهم يضعون بذلك انفسهم في موضع المسائلة الجنائية باعتبارهم شركاء ومتواطئين في جرائم الحرب مع “النازيين الجدد” قتلة الأطفال والنساء والعجزة”، وتابع “إن هذه الزيارة الفضيحة إن صحت فإنها من جهة تكشف عمق الاختراق والصهينة الشاملة التي تكتسح المغرب، ويتم فيها الرهان على الإعلام وأدوات الاختراق الناعم من فن وسياحة أوما يسمى تبادلا ثقافيا، ويكشف من جهة ثانية أن “تيار كلنا إسرائيليون” رغم انكشافه أمام المغاربة، فإنه مصر على أداء مهامه الوظيفية ضمن خطة الصهينة الشاملة، وأن الوقاحة والخسة وصلت به درجة الولوغ في دماء الشهداء من الصبيان والنساء والعجزة الذين تستهدفهم بوحشية آلة الدمار الصهيونية كل يوم، بل في كل لحظة وحين منذ 8 من أكتوبر 2023 وإلى اليوم”.
وتبرا الحزب من ضيوف الكيان الصهيوني قائلا إن هؤلاء الشرذمة الراقصون على جثث وجراح الفلسطينيين لا يمثلون الشعب المغربي الأصيل الذي يخرج باستمرار في مئات المظاهرات والوقفات في كل المدن المغربية للتعبير عن تضامنه مع إخوة الدم والدين والإنسانية بغزة وكل فلسطين. وحاشا أن يكون هؤلاء أبناء وحفدة المجاهدين الذين حرروا هذا البلد من ربقة الاستعمار، ولم تشغلهم مقاومتهم للاستعمار عن فلسطين فساهموا آنذاك في 1948 بما يستطيعون لمساندة إخوانهم، كما أن شهداء المغرب في سيناء والجولان في حرب 1973 ومع الحركات الفدائية الفلسطينية يتبرأون من هذه الشرذمة كما تتبرأ منهم أرض المغرب وسماؤه”.
والزيارة على هذه الشاكلة ليست الأولى من نوعها، ففي الصائفة الماضية، نظمت جمعية “مغرب التعايش” بالتعاون مع مؤسسة “شراكة” التي تتخذ من تل أبيب مقرا لها، بتمويل من الحكومة الألمانية، زيارة لـ24 شابا مغربيا إلى الكينا الصهيوني تحت مزاعم ” تعزيز العلاقات”.
وعقد الوفد المغربي لقاءات مع مسؤولين صهاينة، أبرزهم أمير أوحانا، رئيس الكنيست، ومائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الصهيوني السابق، ممنن وضعوا “خطوة الجنرالات” التي تستهدف تهجير سكان شمال غزة حيث خلفت العلمية هنالك 1800 شهيدا خلال شهر واحد فقط.
وهاجم مناهضو التطبيع في المغرب زيارة وفد الجمعية إلى الكيان الصهيوني واعتبروها خيانة لقضية تعتبر في المغرب “مقدسة”.
ووصف الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، عزيز هناوي، الزيارة بأنها عملية “لغسيل دماغ” الشباب المغاربة ودفعهم إلى “ترديد السردية الصهيونية بشأن أحداث 7 أكتوبر وخدمة البروبغندا الإستخباراتية الصهيونية في الأوساط المغربية”.