-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قبل أن يرحل الجميع!

قبل أن يرحل الجميع!

إذا كان مِن أملٍ نعيده للجزائريين عامة وللشباب الجزائري خاصة في السنوات القادمة فليس أفضل من أن نُمكِّنهم من الاقتناع ببلدهم وبقدراته، وبإمكانية العيش فيه بأمان وبعدم الرحيل.. ذلك أن أكبر تهديد يعرفه بلدنا اليوم هو المتعلق بعدم الثقة في هذا البلد وفي قدراته وفي إمكاناته، وبأنه يمكن أن يكون أفضل بديل للمستقبل. كل السياسات تصب عن وعي وعن غير وعي في هذا الاتجاه القائم على التيئيس من المستقبل، وكثيرة هي المؤشرات التي تكاد تُصنَع فقط لهذا الغرض، من قبلنا ـ وما أكثرها ـ ومن قِبل غيرنا أيضا. قليلة هي الدالة عكس ذلك إن أَقنَعت..
إذا كان من مشكلة أولى ينبغي أخذُها بعين الاعتبار اليوم أو غدا فهي هذه. علينا ليس فقط أن نحلها، بل أن نجعلها محور جميع مشاريعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية إذا أردنا بهذا البلد خيرا؛ إذ لا معنى لأي تدابير نتخذها ولا لأي إجراءات نقوم بها مهما كانت صالحة إذا لم تتمكن من تمكين عامة الناس والشباب على وجه الخصوص من استعادة الثقة في بلدهم وفي مقدراتها وفي إمكانية العيش فيها في المستقبل.
لقد بات واضحا اليوم فشل السياسات المختلفة في إقناع فئات واسعة من المجتمع أنَّ ما تقوم به البلاد هو الحل. لم تعد أي من التدابير مُقنِعة ولو حملت معها بعض النتائج، سواء تعلق الأمر بالشغل أو السكن أو الصحة أو التربية أو غيرها من القطاعات، دون الحديث عن السياسة والديمقراطية والتمثيل الشعبي والتداول على السلطة التي كادت تُصبح من الخرافات.. لذا فإنه ليس من باب التهويل أو التخويف القول إنه لم تبق لنا الكثير من الخيارات لمنع هذا التوجه العام الذي أصبح يُهيمن على العقلية الجزائرية شعوريا أو لا شعوريا، وأولها الخيارات السياسية.
ولعل هذا ما يجعلني أكاد أجزم أن الخيارات القادمة ستكون مفصلية في تاريخ بلادنا، إما أن تعيد إحياء روح الأمل في الناس، لتنتعش بعد 05 أو 10 سنوات من الآن، أو تُكرِّس الإحباط واليأس الذي ليس بعده سوى مزيد من التدهور والانحطاط، بل والصعوبات والأزمات…
لقد تبين الآن ومن خلال مؤشرات عدة (الرغبة في مغادرة البلد، ازدياد الوعود الكاذبة، عقم الخطاب السياسي، تكلُّس الرموز القيادية، غياب الإبداع والتجديد في الأفكار والمشاريع والفنون والآداب، انتشار الأفكار الشاذة باسم الدين أو الحرية، انعدام الرؤية البعيدة المدى الواثقة في المستقبل، ضعف الاستجابة للتحديات وعدم الاكتراث لها… الخ)، أننا في حاجة إلى تصحيح المسار بهدوء وبنظرة بعيدة المدى بعيدا عن كل تهويل أو تقليل من شأن الحالة التي نحن عليها.. ذلك أننا بالفعل في مفترق طرق: إما تصحيح المسار واستعادة الثقة في المستقبل، أو الاستمرار في وهْم بناء بلد يرغب الجميع في الرحيل عنه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ابن الجبل

    رحل الجميع أو بقي ...! هؤلاء لا يرحلون ولا يتزحزحون من مناصبهم ... باقون ،وهم يرددون قول اليهود لموسى عليه السلام :" اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ..." !. فهؤلا لا يهمهم الا مصالحهم الشخصية . أما العبارات :" الوطنية ، وحب الوطن" ، فقد وضعت للاستهلاك اليومي ، وتنويم المصففين والمصفقين للرداءة . ولكن نقول ماقاله الرسول "ص" لأبي بكر الصديق وهما في الغار :" لا تحزن ان الله معنا ".

  • م/ بـ

    أو لايته ؛ وقدموا له وعودا خيالية طوباوية . لما يراهم بهذه البلطجة . ماذا عساه أن يفعل غدا عندما يحتج.. !ومن يقف في طريقه عندما يهيج. ! ومن يحاوره عندما يهدأ غضبه ؟ هؤلاء البلطجة الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا بفعلتهم .التي لا تحدث الا من السفهة.الذين لا يراعون في أنفسهم . الا؛ ولا ذمة.. بل سنوا سنة غير حميدة فلهم وزرها؛ ووزرمن يعمل بها الى.. فكيف نربي الاجيال على الانضبات؛ ونواب المجلس الشعبي يفسدون ؛ ولايصلحون.. فلا نلومن الشباب على ؛.. وهم يروهم نوابهم يغلوقون مقر .. بالسلاسل: ويتفوهون بكلمات .. أين هي القدوة ؟؟ ومن يحمي الوطن ؟؟ كيف نقنع الاجيال الصاعدة والصورة أمامهم؟؟ أنها الطامة .

  • م/ أولاد براهيم.

    يا دكتور . كم من مرة ؛ وأنت نفسك تعاج مثل هذة القضايا ؛ وكم من خطب على منابر المساجد؛ وكم من ندوات ؛ وملتقيات؛ وكتب طبعت ؛ ونشرت؛ وكم؛ وكم. لكن لاحياة لمن تنادي. وعلى من تقرأ زابورك ياداود؟؟ الكل يشك ؛ الكل يبكي ؛ الكل يطلب الحقوق ؛ ولا يقدم واجبا واحدا. الكل يغش. وينهب؛ الكل يتسابق؛ ويتفنن في تركيع هذا الوطن العزيز. وتشويه سمعته بين الامم . أريت ياأستاذ . كيف تناقلت الوسائل الاعلامية العالمية مهزلت البرلمان المغلق بالسلاسل الصدئة ياليتها كانت على الاقل من النوع الرفيع؟؟ قل بربك لما يرى الشباب هذه الظاهرة المشينة . فاعلوها هم هرم السلطة التشريعية . أنتخبهم من تنمية؛ وتشييدبلدته .