“قراصنة الشواطئ”.. ابتزاز وترهيب والأمن بالمرصاد
رغم مجانية الشواطئ واتخاذ السلطات إجراءات لضمان الراحة للعائلات والمصطافين خلال العطلة الصيفية، إلا أن بعض تصرفات من بات يطلق عليهم “قراصنة البحر” الذين لا يترددون في إزعاج المصطافين وحتى طردهم من دخول بعض الشواطئ، أصبحت مزعجة. ولم يجد بعض المصطافين لها من حل سوى فضح أصحاب “البراصول” والمتحكمين في “الباركينغ” عن طريق تصوير تصرفاتهم المشينة ونشرها على أوسع نطاق لفضحهم، أو بتقديم شكاوي للمصالح الأمنية، التي تقف لهم بالمرصاد.
يستغل كثير من الشباب قدوم العطلة الصيفية، لمزاولة مهن موسمية على الشواطئ، والمتمثلة في تأجير المظلات الشمسية للعائلات، أو حراسة السيارات بالمواقف المحاذية للشواطئ.
ولأن كثيرا من هؤلاء الشباب كانوا مصدر إزعاج للمصطافين، بعدما حولوا بعض الشواطئ إلى ملكية خاصة، قررت السلطات جعل الشواطئ مجانية للجميع، مع التبليغ عن أي تصرفات مسيئة تصدر عندهم.
ومع ذلك، لا تزال فئة من “قراصنة الشواطئ” تثير استياء المصطافين بتصرفاتها المستفزة.
وفي هذا الشأن، انتشرت عشرات للفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي، توثق حالات اعتداء أو استفزاز أو حتى طردا من بعض الشواطئ تعرضت لها عائلات رفضت الخضوع لشروط هؤلاء الشباب.
بعض المصطافين بولاية تيموشنت استغربوا للأسعار التي يفرضها عليهم مؤجرو المظلات الشمسية، والتي اعتبروها خيالية.
“باراصول” للتأجير بـ5 آلاف دج..!
وأكد مواطنون أن سعر تأجير “باراصول” مع 4 كراسي وصل إلى 5 آلاف دج في بعض الشواطئ، وهو مبلغ خيالي، والمؤسف، أن مؤجري المظلات الشمسية دائما يحتلون المساحة الأفضل قرب الشواطئ للتحكم في الأسعار.
وصرحت إحدى العائلات المصطافة بشاطئ الأمراء بولاية تيموشنت، بأنهم تفاجؤوا بوصول سعر كراء “باراصول” إلى 5 آلاف دج، وهذا في حال أردت الجلوس بالصف الأول مقابلا البحر مع عائلتك، أما الجلوس في الصف الثاني فيكلفك دفع مبلغ 3 آلاف دج.
وعلق رب الأسرة على الأسعار قائلا: “لو اشتريت مظلة شمسية مع 4 كراسي من محل فستكون أقل من هذه الأسعار وسأستفيد منها لسنوات طويلة”.
دورة بالجاتسكي بـ2 مليون سنتيم للساعة..!
أما سعر ركوب دراجة “جاتسكي” بأحد شواطئ عين تيموشنت فوصل إلى 2 مليون سنتيم لساعة واحدة فقط!
وتختلف أسعار تأجير المظلات الشمسية بحسب جمال الشواطئ ونوعية مرتاديها.
ففي غالبية شواطئ الوطن تتراوح الأسعار بين 80 إلى 1000 دج، وترتفع في نهاية الأسبوع، أي يوم الجمعة إلى 3000دج..! وهو ما يعتبر “مضاربة” في السعر بسبب كثرة الإقبال على الشواطئ في نهاية الأسبوع. بينما لا يتعدى سعر تأجير “باراصول” بشاطئ الصابلات بالجزائر العاصمة 500 دج.
وهذه الأسعار ليست في متناول غالبية العائلات، لأن الفئة التي تضطر لتأجير مظلة شمسية على الشواطئ، هي الفئة المتوسطة والتي لا تملك سيارة وتتنقل إلى الشواطئ عبر الحافلات، فتحضر معها ما خف وزنه فقط.
وفي هذا الصدد، أكد صاحب وكالة سياحية بالجزائر العاصمة، ياسين بوشيبة، أن غالبية العائلات التي تهرب من السياحة المحلية، هو مثل هذه التصرفات التي يقوم بها أشخاص لا علاقة لهم بتطوير السياحة لا من قريب ولا بعيد، وكل ما يشغلهم هو جمع الأموال خلال مناسبة العطلة الصيفية، على حد قوله.
وأضاف: “الإقبال على حجز عطل صيفية بدولة تونس مثلا لا يزال لافتا، وهذا ما رصدناه مثلا في وكالاتنا والتي استقبلت حجوزات أفراد وعائلات وحتى بنات بمفردهن”.
وتأسف محدثنا، كون الجزائر من أجمل بلدان العالم تنوعا من حيث المناظر الطبيعية الخلابة، وقال: “تونس لا تملك غير شواطئ صغيرة فقط، بينما معظم مساحاتها الأخرى أرض خالية وجرداء، أما في الجزائر فهنالك تنوع كبير في التضاريس جبال ورمال وشلالات وشواطئ على مد البصر.. يمكنك كل يوم أن تزور منطقة تختلف كلية عن سابقتها..وهو ما يجعلنا ندعو للاهتمام أكثر بجلب السياح المحليين والأجانب بحسن المعاملة وتخفيض الأسعار وتهيئة المنشآت السياحية”.