-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قسما

الشروق أونلاين
  • 2123
  • 0
قسما

نور الدين قـلالـه:norddinekelala@ech-chorouk.com

ونحن على أعتاب الدخول إلى معركة تشريعية حاسمة، أعدّ لها المرشحون، ومن وراءهم، ما استطاعوا من القوة والمال والدهاء ليرهبوا بها عدو الشعب وعدوّهم، على اعتبار أنهم أفضل من ينوب على هذا الشعب، وأصلح من يدافع عن مصالحه. ونحن في قلب هذا التطاحن السياسي من أجل الهرولة نحو قبة البرلمان، ألم يتساءل أحدكم لماذا لا يؤدي النائب في بلادنا “اليمين” أو “القسم الوطني”، مثله مثل الجندي والشرطي والقاضي…؟؟صحيح أن النائب ملفوف بحصانة برلمانية تبيح له التصرف في العديد من القضايا، لكن مؤكد أنه لا يتمتع بحصانة “ربانية”، فهو ليس من فئة الذين لا ينطقون عن الهوى، وهو ليس بقديس بعيد عن كل الشبهات.. لماذا يبقى القسم مقصورا على الجندي أو الرجل العسكري بصفة عامة، دفاعا عن التراب الوطني وصونا لكرامته وكرامة شعبه، لماذا يضحي العسكري بنفسه من أجل هذا العمل النبيل، في حين يستفيد النائب من كل الإمتيازات، محمولا على كفوف الراحة، أينما حلّ وأينما ذهب، من دون أن يكون لدفاعه عن الشعب أي وزن، مقارنة بالفائدة التي يجنيها من وراء ترشحه لشغل المنصب.

هذا المنصب الذي أصبح مجرد وظيفة حساسة وممر استراتيجي للولوج إلى عالم المال والأعمال، وأصبحت العهدة البرلمانية عهدة لتحصيل الثروة وتحصين المركز النافذ بكل أنواع المصالح وأشكال الخدمات المحظور منها وغير المحظور. ومن أجل أن ينصلح حال هذا الوضع المقلوب علينا جميعا أن ندعو من أجل أن يقسم النائب وبأغلظ الأيمان، على الأقل أمام الله، على الدفاع عن هذا الشعب المسكين الذي ينوب عنه، وعلى صونه من السرقة والرشوة والدين وذل الدول، وأن يرفع هيبته في المحافل الدولية، ويمنع نفسه من استغلال مركزه ونفوذه لأغراض شخصية تخدمه وعائلته وأهله وجيرانه، وأن يبتعد عن شر الشبهات اللاأخلاقية في المواقع المخلة بالحياء العام والخاص، وأن يكون منضبطا وهو تحت قبة البرلمان، فلا ينام أثناء الجلسات، ولا يقاطع زملاءه، ولا يعقد الصفقات ويصنع اللوبيات، ولا يتمنع عن مساءلة الوزراء، وملاحقة الخبثاء والمجرمين بقوانين يشارك في صنعها وصياغتها والمصادقة عليها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!