-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قصف‮ ‬سياسي

الشروق أونلاين
  • 1036
  • 0
قصف‮ ‬سياسي

يهمنا ويفرحنا جدا إعلان السيد حسن نصرالله الدخول في مرحلة ما بعد حيفا، لأننا ننتظر أن تدك المقاومة تل أبيب، لما لذلك من رمزية قتالية مهمة جدا، فإسرائيل التي ركزت قصفها منذ البداية على العاصمة بيروت كانت ترسم صورة مشوهة بأن موازين القوى في صالحها وأن المعطيات الميدانية توحي بتفوقها، لكن عندما تدك المقاومة ما بعد حيفا وتنقل صواريخ حزب الله الرعب إلى تل أبيب، فإن ذلك يعني مما يعنيه أنها ضربت العمق الإسرائيلي والقلب الصهيوني تماما كما يُضرب الآن لبنان في عمقه وفي قلبه النابض بيروت، وهنا فقط يسمح لنا بالحديث عن معركة‮ ‬متكافئة‮ ‬عسكريا‮ ‬بعد‮ ‬ما‮ ‬كنا‮ ‬نأمل‮ ‬الخروج‮ ‬منها‮ ‬بأقل‮ ‬التكاليف‮ ‬والخسائر‮ ‬كأقصى‮ ‬ما‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬نحلم‮ ‬به‮ ‬في‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الظروف،‮ ‬أما‮ ‬مرحلة‮ ‬ما‮ ‬بعد‮ ‬حيفا‮ ‬فستكون‮ ‬العنوان‮ ‬الكبير‮ ‬لمرحلة‮ ‬النصر‮ ‬الميداني‮. ‬

جغرافيا.. ما بعد حيفا نجد الخضيرة ونتانيا، وما بعد ما بعد حيفا هناك تل أبيب وبئر السبع، ومن الطبيعي جدا أن يعلن حسن نصرالله دخول حزب الله هذه المرحلة وفي هذا الوقت بالذات، الذي يشهد ارتفاع حدة الشكوك داخل المجتمع الصهيوني حول قدرة قيادته القضاء على المقاومة، حيث أصبحنا نسمع كلاما طويلا وعريضا من خبراء يهود يعترفون بأن هدف القضاء على حزب الله أصبح الآن في حكم المستحيل، ووفقا لهذه المعطيات فإن الإعلان عن دخول مرحلة ما بعد حيفا قرار صائب تم اتخاذه في وقت مناسب.

سياسيا.. الأمر يختلف كثيرا، فلن نجد لا نتانيا ولا تل أبيب ولا حتى القدس، ما بعد ما بعد حيفا هناك عواصم عربية هي في الحقيقة غربية، وأبعد من حيفا هناك حكام (عرب) يستحقون القصف بصواريخ سياسية لا يجب أن تقل تدميرا عن صواريخ الرعد والزلزال، وسيكون من الطبيعي جدا كذلك أن تبدأ هذه المرحلة السياسية، لأن الظروف مهيأة وأسهُم غالبية الحكام العرب تعرف انخفاضا شديدا في بورصة الشعوب العربية، ومن الحكمة أن يتم قصفهم بالرعد والزلزال الشعبي في هذا الوقت بالذات، ليتحقق النصر السياسي من مرحلة ما بعد ما بعد حيفا بعد النصر الميداني‮ ‬الذي‮ ‬ستحققه‮ ‬المقاومة‮ ‬من‮ ‬مرحلة‮ ‬ما‮ ‬بعد‮ ‬حيفا‮. ‬

لا يجب أن يدفع لبنان وحده ثمن فاتورة هذا العدوان، وليس من العدل أن يكون وحده من يستفيد منها إذا نجحت المقاومة في إلحاق الهزيمة بالصهاينة ومن يدعمهم.. ولا يجوز أن تنجح أمريكا في فرض خريطة الشرق الأوسط الجديد على دول المنطقة، ومحرم على الشعوب العربية أن تسمح بعد الآن بحكام من أمثال هؤلاء، أثبتوا أنهم لن يُغلبوا في العمالة والخيانة.. وإلا فإننا سنكون كلنا أهدافا أمريكية صهيونية لمرحلة ما بعد لبنان وما بعد فلسطين وما بعد ما بعد عمَّان والقاهرة (!).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!