“قضية الصحراء الغربية تُقاد في إطار الأمم المتحدة”

قالت وزير ة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، إن قضية الصحراء الغربية “تُقاد في إطار الأمم المتحدة وبقيادة المبعوث الخاص وإذا كان هناك حل بالفعل لما كنا نحتاج لهذه العملية”.

وأكدت الوزيرة في ندوة صحفية مشتركة مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، الخميس بالرباط، “من جانبي أنا أيضا الأسئلة التي وجهت لنا نحن الاثنين  كانت متشابهة، بالنسبة للصحراء الغربية لا يسعني إلا أن أؤكد اتفاقنا أن هذه العملية تقاد في إطار الأمم المتحدة وبقيادة المبعوث الخاص، وإذا كان هناك حل بالفعل لما كنا نحتاج لهذه العملية”.

وتابعت المسؤولة الألمانية “ولذلك فمن الأهم والجيد أن نؤكد نحن الاثنين، مرة أخرى على أننا سنطرق هذا الطريق سويا، هناك اختلافات ربما قليلة في التركيزات أو التأكيدات، ولكن الإشارة الهامة التي نطلقها من هنا والأمر بنفس الأهمية بالمغرب والموقف مختلف بالنسبة لي سواء بالمغرب آو بالجزائر، ولكن أن نخلق هذه الثقة بأن يكون هناك مكان لحل كل النزاعات فيه هو الأمم المتحدة، لكي لا يتم حل النزاعات بشكل عنيف كما نشهد اليوم بشكل عنيف لدينا في أوروبا”.

ونبهت الوزيرة “لذلك فان هذه العملية من وجهة نظري وهذا الوضوح في الموقف للاتحاد الأوروبي، وأيضا البلدين المغرب والجزائر، الأمر يفوق حدود المنطقة، لأنه التزام واضح بالأمم المتحدة وبالحل أو التسوية السلمية للنزاعات، لوجود هذه الإمكانية”.

بعيدا عن الدعاية المغربية وحلفائها والتأويل التي تم بشأن تصريحات الوزيرة الألمانية التي أكدت “وأنا كوزير خارجية ألمانيا ونحن كاتحاد أوروبي، سنعمل على هذه النقطة بالتحديد، لأنه هذا ما نروج لهذا الشركاء في جميع أنحاء العالم، لكي يدعمنا الشركاء كي نعيد تكريس النظام السلمي الأوروبي من جديد، ولا يمكننا النجاح في ذلك إلا بالشركاء الدوليين بشكل مشترك الذين يدعمون الأمم المتحدة والقانون الدولي والقواعد الدولية”.

في سياق متصل، قالت صحيفة “إلإسبانيول” إن التصريحات الأخيرة للممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، والتي أكد فيها على ضرورة احترام ارادة الشعب الصحراوي في اختيار مستقبله، خلفت قلقا في الرباط، وارتياحا لدى جبهة البوليساريو.

ونقلت الصحيفة أن بوريل شدد في مقابلة الثلاثاء مع قناة TVE على ضرورة استشارة الشعب الصحراوي في أي حل يتعلق بمستقبل الصحراء الغربية .

وتعليقا على دعم مدريد للموقف المغربي، أوضح المسؤول الأوروبي أن “موقف الحكومة الإسبانية كان ولا يزال موقف الاتحاد الأوروبي، أي الدفاع عن إجراء  استشارة حتى يكون الشعب الصحراوي هو الذي يقرر كيف يريد أن يكون مستقبله، الحكومة الإسبانية لم تبتعد عن هذا الموقف”.

وأضاف في نفس السياق، أن “موقف الاتحاد الأوروبي لا يزال كما هو. أي الدعم الكامل والاحترام لقرارات الأمم المتحدة. وأن أي حل  لقضية الصحراء الغربية  يجب أن يتم في إطار هذه القرارات.

ونقلت الصحيفة الاسبانية  عن ابي بشريا ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا ولدى الاتحاد الأوروبي، قوله إن تصريح بوريل “اعتراف بفشل جميع الخطط أو المقترحات التي يريدون فرضها علينا، وهو حل خارج إرادة شعبنا”، مضيفا “تدرك البوليساريو أن أوروبا، بهذه الطريقة، تضفي التوازن على الصراع رغم موقف إسبانيا التي مالت في مارس نحو خطة الحكم الذاتي المغربية”، ولهذا السبب “ترحب البوليساريو بهذا البيان” وتأمل “أن يتجسد في حقائق ملموسة”، بحسب ما تنقل الصحيفة.

وفي الرباط ، سقطت تصريحات بوريل مثل دلو من الماء البارد، تقول الصحيفة لأن المغرب اعتبر القضية محسومة منذ إرسال الرسالة من بيدرو سانشيز إلى محمد السادس التي أكد فيها أن إسبانيا “تنظر في مبادرة الحكم الذاتي المغربية ، المقدمة في عام 2007 ، كأكثر أساس جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة على النزاع، أن تصريحات بوريل جاءت لأن “الحكومة الإسبانية لم تعجبها بعض مضامين خطاب محمد السادس الأخير بمناسبة ذكرى “ثورة الملك والشعب”، لأنه حاول فصل موقف إسبانيا عن باقي دول الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة.