قضية بلايلي تكشف أن المولودية مازالت دون الترجي التونسي
انتهى مسلسل يوسف بلايلي الطويل والصيفي، بمنح الغلبة للترجي التونسي دون مولودية العاصمة ولا يوسف بلايلي، والموسم الذي فازت به المولودية بالدوري العام، وجمعت في مبارياتها جميعا، داخل وخارج الديار عشرات الآلاف من المحبين، والأموال التي تهاطلت على النادي وصارت أجور لاعبيه مليارية، وانتهت بمنح النادي أجمل ملعب في إفريقيا يمتلكه ناد، ومع ذلك بمجرد أن أعلنت إدارة نادي الترجي التونسي، سهرة الأربعاء، عن ضم لاعب المولودية يوسف بلايلي..
حتى فتح الناس صفحة أخرى، وبدأ السؤال عن عدم مقدرة مولودية سوناطراك فريق ألف ألف مناصر وأكثر من قرن من الوجود وملعب عالمي، في الاحتفاظ بنجمها، ليس أمام كبار أوربا، وإنما أمام الفريق الجار الترجي التونسي، الذي يريد المولودية بداية من الموسم القادم منافسته ومنافسة الأهلي المصري وبقية الأندية في رابطة أبطال أوربا.
التونسيون بقليل من الجهد، خطفوا يوسف بلايلي من مولوية العاصمة عبر عقد يدوم إلى غاية صيف 2026، بالرغم من أن يوسف أمضى موسم أحلام، فتغنى المناصرون باسمه في كل مباراة وضغطوا على مدرب الخضر الجديد بيتكوفيتش لأجل إعادته للخضر، كما أن يوسف بلايلي فاز في موسمه الأول والأخيرة مع المولودية بلقب أحسن هداف في الدوري، وهو لقب لم يسبق لبلايلي على مدار سنوات احترافه ولعبه في الجزائر وتونس وقطر والسعودية وفرنسا وأن فاز به، أما عن مرتباته فقد حطم يوسف بلايلي الرقم القياسي كأعلى أجر في تاريخ الكرة الجزائرية، ومع ذلك عاد بلايلي سعيدا إلى الترجي التونسي، الذي سبق وأن تقمص ألوانه على فترات متقطعة ما بين سنتين 2012 و2019، وعودته تعني أن بلايلي ووالده على قناعة تامة باحترافية النادي التونسي وبأن موسمه السابق مع الترجي، لم يفسد للودّ قضية.
هل يمكن لأنصار المولودية أن يحلموا بانضمام دولي تونسي لناديهم في القريب العاجل، أو دولي مصري أو من جنوب إفريقيا؟ الأمور تبدو معقدة وصعبة ومستحيلة، فإدارة المولودية بقيت تنهل من بئر سوناطراك من دون، بحث عن موارد أخرى من بيع التذاكر وأشياء النادي إنجاز فنادق ومحلات ونادي لأبناء العاصمة، على شاكلة نادي الأهلي في القاهرة، إضافة إلى السبونسور الذي يوفر انتداب لاعبين كبار جدا، للمنافسة على اللقب القاري، بشكل دائم وليس التتويج مرة بلقب إفريقي، ثم النوم لعدة عقود.
يعود آخر تتويج وهو الأول أيضا للمولودية برابطة أبطال إفريقيا إلى شتاء 1976، أي منذ قرابة نصف قرن، وقبل تتويج الترجي وفرق المغرب والأهلي والزمالك، ومجرد منح رئيس الجمهورية ملعبا عالميا بكل تجهيزاته للنادي الأكثر شعبية في الجزائر، هو دليل على مرافقة الدولة للفريق المطالب بالحفاظ على مستوياته وهيبته وتاريخه وأيضا لاعبيه.. ما بعد قضية بلايلي.