قلتم قناة رياضية؟
نسائم خريف 2010 تختلف عن كل الفصول الكروية التي عاشتها الجزائر منذ الاستقلال، فاليوم إما أن نكون كرويا أو لا نكون، ومباريات الملاعب الشاغرة بسبب العقوبات والصور التلفزيونية التي تلتقط أرضية الملعب ولا تلتقط الأهداف الحاسمة لأسباب تقنية، وصحافة تشجيع هذا النادي على حساب الآخرين، وجمهور الكلام الفاحش الذي يجعل من الملعب أشبه بمخامر الهواء الطلق، والبطولات والكؤوس التايوانية.. لابد وأن تنقرض نهائيا منذ اليوم الأول من بطولة سميناها محترفة، وفي عالم الكرة، التسمية أشبه بالرصاصة التي لا يمكنها أن تعود إلى مسدسها.
صحيح أن العقليات لم تصل بعد درجة الاحتراف، وصحيح أن النسمات الجميلة التي عشناها مع المنتخب الوطني كانت بسبب الرياح الشمالية الاحترافية التي هبّت علينا من البطولات الأوروبية، لكن كل ذلك لا يمنع من أن نحاول لأول مرة ـ وأيضا لآخرها ـ أن نكون ضمن الكبار.. فقد نجحت اليونان وتركيا، ومؤخرا قبرص، من أن تحول بطولاتها المحترفة إلى منافسة يتابعها العالم بأسره، ويحلم مشاهير الكرة باللعب فيها.. ومن غير المعقول أن تكون لنا الآن بطولة احترافية، وبعض لاعبينا الكبار يحلمون اللعب في دول مغاربية مجاورة، ومن غير المعقول أن تكون لنا بطولة احترافية، نأمل في أن تنتج لنا منافسات نظيفة ونجوما، وفرقنا الشهيرة التي تمثلنا إقليميا وربما عالميا ـ إذا تمكنت شبيبة القبائل من انتزاع كأس رابطة أبطال إفريقيا ـ مازالت ملاعبها من العشب الاصطناعي، وحتى ملاعب العشب الطبيعي غير صالحة، وهي مهددة بأن تتحول إلى البساط البلاستيكي ..
- ما حدث في رحلة المونديال.. وما يحدث الآن في رحلة القبائل في القارة السمراء.. وما سيحدث مستقبلا، أكد لنا أننا حتى لو نجحنا في الاحتراف فإننا لم نوفر أهم وسيلة تساعدنا على إبراز نجاحنا وتثمينه وإصلاح هفواتنا: وهو الإعلام المرئي.. فقد تحدث مسؤولون كبار عن فضائية رياضة، ومرت الأشهر وقد تمر السنوات وتبقى الجزائر البلد الوحيد في عالم الكرة الذي لا يمتلك قناة رياضية، يتنفس من خلالها الجزائريون، وتمنح لبقية الرياضات الفرصة لأن تسترجع بعضا من حياتها في عالم رياضة، اختصرها الجزائريون في لعبة كرة القدم، وقد لا نخطئ ونحن نقول إن وزراء رياضة جزائريين حملوا حقيبة كرة القدم وهم لا يعلمون قوانين بقية الرياضات، بما فيها التي منحت الجزائر القمة العالمية والأولمبية، مثل الملاكمة وألعاب القوى والجيدو.. بل إننا لن نخطئ في هذا…
- أليس من حق الجزائريين ألا يتيهوا وبلدهم من أغنى بقاع الكون في فضائيات تستنزف منهم ملايين البطاقات ولا تمنحهم إلا الرأي الآخر دون رأيهم؟ أليس من حق الجزائريين أن يجلسوا ليتابعوا بطولتهم المحترفة التي ضخت لأجلها الدولة مئات الملايير دون أن يشموا رائحتها؟ ألم يحن الوقت الآن لنجد منبرا نقول فيه جميعا بعد أن كنا نسمع ما يقوله الآخرون عنا؟ آخر خبر وهو عاجل جدا، يقول إن فلسطين ستطلق فضائية رياضة في عالم يزدحم بحوالي مئة ألف قناة، ونحن مازلنا “نشحت” قناة واحدة؟