كأس إفريقيا للشبان فرصة أخرى لأحقية الجزائر في احتضان “الكان”

تضرب الجزائر موعدا جديدا مع تنظيم المنافسات القارية والإقليمية، وهذا بعد افتتاح النسخة رقم 14 من كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، وهي المناسبة التي يراها الكثير مواتية لمواصلة تأكيد الجزائر على أحقيتها وقدرتها في احتضان “كان 2025 أو 2027″، مثل ما تكون الفرصة مواتية للمواهب الكروية الإفريقية للتنافس على اللقب القاري لهذه الفئة موازاة مع رسم هدف آخر طموح يتمثل في افتكاك تأشيرة المشاركة في كأس العالم 2024 بالبيرو التي تكون متاحة للمنتخبات التي حجزت مكانة في المربع الذهبي.
ستكون نسخة كأس إفريقيا للشبان لأقل من 17 سنة فرصة أخرى للجزائر بغية البرهنة على تقاليدها وحنكتها في إقامة المنافسات الإفريقية والإقليمية في ملاعبها ومرافقها الرياضية، وبالمرة مواصلة إعطاء صورة ايجابية في حسين التنظيم والاستقطاب الجماهيري، وهذا بناء على النجاح الباهر لمنافسة العاب البحر المتوسط التي جرت الصائفة الماضية في وهران، وعرفت أجواء مميزة وسط حضور جماهيري قياسي وإشادة واسعة على الصعيد الرسمي والإعلامي والشعبي، ناهيك عن الانطباع الطيب الذي أخذته مختلف المنتخبات والرياضيين المشاركين من بلدان افريقية وأوروبية تقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط. والكلام نفسه ينطبق على النجاح الباهر للنسخة الأخيرة من “الشان” التي جرت مطلع هذا العام وصنعت الحدث في ملاعب نيلسون مانديلا ببراقي و19 جوان بعنابة وحملاوي بقسنطينة وميلود هدفي بوهران، وسط حضور جماهيري قياسي وتنظيم ايجابي على جميع الأصعدة وتنافس مثير ورح رياضية عالية، أجواء جعلت منافسة “الشان” ترتقي لأول مرة إلى مصاف “الكان” أو فاقته في بعض الطبعات من الناحية الإعلامية والجماهيرية والتنظيمية، وهو ما أعطى انطباعا ايجابيا عن الجزائر حول قدرتها في انجاح مختلف التظاهرات الكروية والرياضية في ظل الإمكانات المسخرة والجهود المبذولة، وهذا باعتراف رئيس “الفيفا” ورئيس “الكاف” الذي أشاد بالجزائر قبل وخلال وبعد منافسة “الشان” الأخيرة التي عرفت نهائي مثير بين المنتخبين الوطني والسنغالي، لتعود الكلمة لهذا الأخير بركلات الترجيح.
والواضح حسب الكثير من المتتبعين فإن نسخة كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة تعد فرصة أخرى مهمة للجزائر بغية البرهنة على تقاليدها النوعية من الناحية التنظيمية، ومواصلة البرهنة في هذا الجانب حتى تضع جميع الهيئات والجهات في الصورة بعد ترشحها لاحتضان نسخة 2025 من كأس أمم إفريقيا وتفكيرها أيضا في نسخة 2027 من ذات المنافسة. ويأتي ذلك وفقا لجملة من المعطيات التي تقف في صف الجزائر، وفي مقدمة ذلك الملاعب العالمية التي تتوفر عليها، بعضها معروف منذ سنوات وتم تهيئتها مثل ملاعب 5 جويلية و19 ماي بعنابة وحملاوي بقسنطينة، وأخرى افتتحت مؤخرا مثل ملعب نيلسون مانديلا ببراقي وميلود هدفي بوهران، إضافة إلى ملعب تيزي وزو الذي تصنع صوره الحدث هذه الأيام، وكذلك ملاعب أخرى باتت مستعدة لاحتضان أي حدث كروي قاري أو إقليمي وحتى عالمي، وهو ما يؤكد في نظر المتتبعين قدرة الجزائر وأحقيتها في احتضان العرس القاري في أقرب وقت، وتفادي كل الكواليس السلبية التي تقف ضد رغبة إرادتها السياسية وطموحها الرياضي والتنظيمي، لتبقى بذلك الكرة في مرمى هيئة الكاف حتى تتحمل مسؤولياتها في هذا الجانب وسط إصرار الجزائر على مواصلة تسيد القارة السمراء من هذه الناحية ناهيك عن سمعتها العريقة من الناحية الفنية وهي التي توجت بألقاب افريقية كثيرة على صعيد الأندية والمنتخبات.