-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تبدأ بألبسة تقليدية وخيول وتنتهي بسيارات وعقارات

كباش مشوية وألبسة تقليدية.. خيول وسيارات للولاة والوزراء

فاطمة عكوش
  • 5092
  • 1
كباش مشوية وألبسة تقليدية.. خيول وسيارات للولاة والوزراء
ح.م

يتنافس الأميار في العديد من الولايات عبر الوطن على غرار البويرة بإغراق الولاة والوزراء الذين يتنقلون إلى البلديات بالهدايا الثمينة التي يتم اقتناؤها من الميزانية الخاصة بالحفلات آو عن طريق تمويل المقاولين أو بعض رجال المال الذين لهم مصالح مع البلدية، وعادة يحرم المواطن البسيط من حضور هذه الولائم اللهم إلا البعض القليل منهم والمحسوبين على الحاشية.
كثيرا ما يقوم رؤسات البلديات وحتى مسؤولي الجمعيات والشخصيات النافذة ورجال الأعمال والمقاولين باستغلال زيارات الولاة والوزراء إلى القرى والمداشر ليقدموا هدايا مختلفة لهؤلاء ليس تعبيرا عن التقدير والاحترام وكرم الضيافة، لكن المؤسف أن أغلبيتها تقدم من أجل تسهيل الوصول إلى مصلحة والتقرب من المسؤولين والبقاء فى اتصال مستمر معهم، لأن الهدايا التي تقدم لهؤلاء تكون خارج إطار الاستحقاق كونها تستخدم لكسب قلب المسؤول، وعادة ما يستلم الولاة والوزراء، الهدايا أمام الملأ على شكل تكريمات مباشرة، حتى وان لم يقدم هؤلاء أي شيء ينفع المنطقة ماعدا الوعود المعسولة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

هدايا خاصة لا تخلو من الطرائف والغرابة للولاة والوزراء

ويتكرر بقرى ومداشر البويرة في كل زيارة رسمية المشهد التقليدي للأميار ورؤساء الجمعيات وغيرهم وهم يلبسون الولاة والوزراء شتاء وحتى فى عز حرارة الشمس القاتلة برانيس قطنية فاخرة مرفوقة بحلي تقليدية أصيلة، ويسلمون لهم براميل مملوءة بأجود أنواع زيت الزيتون والعسل المسكر وغيرها من التكريميات التي يتم جلبها من صغار الفلاحين والحرفيين، ويتذكر الجميع الحادثة الطريفة التي وقعت مؤخرا بإحدى البلديات الفقيرة بالبويرة لما استدعى المير الفلاحين الى مكتبه وطلب منهم المشاركة بطريقتهم الخاصة للتحضير للاحتفال بقدوم الوزير وتكريمه، فعرض عليه فلاح “معزة” وهي بالنسبة له كنز، كونها الوحيدة التي ورثها عن والده ليقدمها “هدية” للضيف، لكن بشرط أن لا يسلمها له إلى غاية أن تضع حملها! فرفض المير العرض، قائلا له “أتريد أن نتحول إلى أضحوكة بين الأجناس وتكتب علينا الصحافة بالبنط العريض “مير يهدي معزة سوداء للوزير احتفالا بإشرافه على إعطاء إشارة تعبيد مسلك فلاحي”، كما وقع وزير سابق فى إحراج كبير لما زار العام الفارط البويرة، حيث قام مسؤول بتسليمه هدية تبين أنها لباس تقليدي قبائلي خاص بالنساء، طالبا منه ارتداءه لالتقاط صور بعد أن ظن أن الأمر يتعلق ببرنوس، ما جعله يجد نفسه فى حرج كبير.

هدايا وراء الستار تصل قيمتها الملايير

لكن الأهم والثابت ميدانيا أن أغلبية الولاة والوزراء يفضلون تسلم هداياهم وراء الستار وبعيدا عن أعين المواطنين لتفادي الإحراج والقيل والقال، خاصة لما يتعلق الأمر بهدايا ثمينة بدءا من الخيول العربية الأصيلة، الخرفان المشوية، السيارات وحتى العقارات التي تصل قيمتها الملايير، لكن الطامة الكبرى أن البعض يطلب من الوالي آو الوزير التقاط صور تذكارية أثناء تسليم الهدايا الشخصية أو “الرشوة” على أساس أن الهدايا نادرا ما تكون بلا مقابل ما يشكل حرجا كبيرا للولاة والوزراء، لكن رغم ذلك لم يسبق وأن سمعنا بأحد من هؤلاء وأن رفض علانية تلك الهدايا غير المستحقة، والدليل أنه إلى غاية كتابتنا لهذه الأسطر لم يتجرأ أحدهم وأن حولها مباشرة وأمام الملأ لأحد الفقراء، بل جميعهم يحتضنون الهدايا غير المستحقة التي تقدم لهم على شكل “رشاوى”، مبتسمين، مشجعين الجميع على مثل هذه التصرفات التي تعتبر غير أخلاقية.

هدايا قيمة مقابل امتيازات قيمة

وعادة وفي كل الزيارات التي تقود الولاة والوزراء إلى البلديات غالبا ما يقوم المير بتقديم هدية مجاملة أو “شيتة” للضيف ونوع الهدية حسب درجة المسؤول (الضيف) وتكون الهدية أما برنوس فاخر أو لباس تقلدي لزوجة الضيف أو لأبنائه، أو هدية فاخرة قد تكون لوحة أو أية قطعة فنية غالية، كما يقدم بعضهم الخيول، العجول، أما الكباش والتي يتصدق بها صغار الفلاحين تخصص عادة لتحضير الشواء، وخلال زيارة وال سابق للبويرة لإحدى البلديات تم نحر 35 خروفا فجرا سلخت وشويت أثناء الزيارة التي تحولت إلى عرس حقيقي، خاصة بعد أن أسرعت احدى الجمعيات الثقافية المتواجدة على الورق منذ عدة سنوات بالاستنجاد بالفرقة الفلكلورية “أطبالان”، وتتكرر مثل هذه “الكرنافالات “فى كل قرية ودشرة خلال كل خرجة رسمية سواء للوالي أو أثناء الزيارات الوزارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عباسي

    ينبغي اجراء تحقيقات معمقة في كل الولايات ال48 لاكتشاف الفاسدين والفاسدات وما اكثرهم وكمثال على دلك اجراء تحقيق مع رئيس جمعية الصم والبكم بسيدي بلعباس وهو اصم وابكم كان في حزب الارندي ثم انتقل الىحزب الجبهة التي بهدلوها .... وما يملكه من عقارات داخل الولاية وخارجها باستغلاله لاموال الجمعية ومعه ولد الحوات والكثير من الفاسدين والفاسدا ت وما خفي كان اعظم