كتاب جديد لتوثيق فضاعة مجازر 8 ماي 1954

“مجازر 8 ماي 1945 في الجزائر: تقارير شهادات و أعلام” هو عنوان الإصدار الجديد الذي أصدرته جمعية النبراس الثقافية لبلدية سطيف وهو كتاب جماعي يتضمن تقاريرا وشهادات لمن عايشوا أحداث المجزرة.
الكتاب حسب وكالة الأنباء الجزائرية يحتوي في صفحاته ال 153 “تقارير لباحثين و مختصين في التاريخ و هم الأساتذة سفيان لوصيف و بشير فايد و محمد بن ساعو و محمد كراغل و كمال خليل من قسم التاريخ و الآثار بجامعة سطيف 2 والدكتورة خميسة مدور من جامعة قالمة”.
منسق الكتاب، البروفيسور سفيان لوصيف، وفي تصريح لوكالة الأنباء قال بأن هذا العمل يتناول عديد القضايا ذات الصلة بمجازر 8 ماي 1945 من بينها تقرير المحافظ المركزي لشرطة مدينة سطيف حول تلك المجازر والذي يقدم وجهة نظر فرنسية، أيضا تقريرين سويسريين عن الأحداث، و تداعيات تلك المجازر على المجتمع السطايفي من خلال الأرشيف الفرنسي.
الكتاب يتحدث أيضا في طياته عن دور الميليشيات الأوروبية في مجازر 8 ماي 1945 في كل من مدينة قالمة و ما جاورها من خلال الوثائق الفرنسية و غيرها.
البروفيسور سفيان لوصيف قال أيضا أن هذا الإصدار الجديد يركز على الشهادات الحية لبعض من عايشوا وعانوا من تلك المجازر في كل من مناطق سطيف وأولاد عدوان و عموشة وواد البارد.
حيث يوثق الكتاب شهادات كل من خضرة فايد بنت لعبيدي و صالح هلال و إسماعيل شلوش و محمد وشن المدعو المبروك و غيرهم.
الشهادات التي قال عنها الأستاذ الدكتور بشير فايد في الكتاب أنه من خلالها يلاحظ “أن أحداث و مجازر 8 مايو 1945 كانت من الضخامة والوحشية و الهول و الآثار بحيث حفرت أثلاما عميقة في أذهان و ذاكرات و وجدان كل من عاشها من قريب أو من بعيد من ذلك الجيل”.
فيدلي المناضل الراحل الشريف محمد الهادي المدعو جنادي ( 1923-2022) في الكتاب، حسب وكالة الأنباء، بشهادته حول مشاركته في مسيرة 8 ماي 1945 وكيف تم اعتقاله من طرف الشرطة الفرنسية أنذاك ويروي تعرضه لأقسى أنواع التعذيب.
الشريف محمد الهادي يتحدث أيضا في شهادته عن ظروف اعتقال الصحفي الشاب كاتب ياسين و الصحفي الكاتب عبد الحميد بن زين أحد المسؤولين في منظمة حزب الشعب و غيرهم وجزءا مما تلا الثلاثاء الأسود لينهي الشريف محمد الهادي شهادته قائلا “إن تلك الجراح في حاجة إلى وقت طويل كي تندمل”.
أما الأستاذ محمد كراغل وهو أحد المساهمين في الكتاب، كتب حسب وكالة الأنباء أن “القمع الذي تعرضت له مدن سطيف وقالمة وخراطة (بجاية) منقطع النظير بل و يرتقي إلى مجزرة وحرب إبادة في حق الشعب الجزائري”.
الكتاب يحتوي أيضا في صفحاته، وإضافة للشهادات، مجموعة من الصور الحقيقية للاقتتال عقب مسيرة بعدسات الصحافة العالمية وصورا أخرى تصور الترهيب و القتل الجماعي بالقرى و المداشر والميليشيات الأوروبية في مدينة قالمة خلال تلك المجازر.