-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..”كلاوها”!

جمال لعلامي
  • 1335
  • 2
..”كلاوها”!
أرشيف

عندما تخرج 100 ألف مليار من البنوك، كقروض طلبتها عائلات ومؤسّسات، لكنها لم تعد، فهذا يعني فيما يعنيه، أن “الحالة ما تعجبش”، فإمّا أن المقترضين “كلاو” الدين، وهذا نوع من أنواع النهب والسطو، وإمّا أنهم أصبحوا عاجزين عن التسديد، وهذا مؤشر اقتصادي خطير!
إذا علمنا حسب تقرير للبنك المركزي، بأن 24 بالمائة من القروض استهلكها “بلا حسيب ولا رقيب” المستفيدون من دعم مشاريع “أونساج” و”كناك” و”أنجام”، فإن مثل هذه الأرقام والنسب والإحصائيات، تعطي الانطباع أن سياسة “إهداء” القروض، لم تعد تجني الثمار المرجوة!
لكن، عدم ردّ أو استرجاع 100 ألف مليار، هو دون شك وبكلّ اللغات، ضربة موجعة، إن لم تكن قاضية للخزينة العمومية، وهي واحدة من الأسباب التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر، على انهيار الدينار والقدرة الشرائية، والتهاب الأسعار، وفرض زيادات حتمية على الضرائب والرسوم!
الظاهر أن “حلّ” طبع النقود، والذي وصل حدود 40 مليار دولار، حسب أرقام وزارة المالية، لم يكن سوى حل سهل، وبديل عاجل، عالج مؤقتا آثار ضائقة مالية، تحوّلت بفعل تنامي الكرة الثلجية إلى أزمة مستعصية، لينتقل الخوف إلى إمكانية “تضييع” الـ100 ألف مليار من القروض التي غادرت البنوك والمؤسسات المالية ولم ترجع!
لا يُمكن لا لبنك الجزائر، ولا لوزارة المالية، ولا للجنة المالية والميزانية في البرلمان، ولا للخزينة العمومية، ولا لجمعية البنوك، أن ترسم صورة وردية، طالما أن محنة البترول مستمرّة، وطالما يظل بديل النفط غائبا أو مغيّبا نتيجة لعدّة أسباب ومبررات!
حين يقول مواطن بأن “البطاطا” هزمت الحكومة برمّتها، فهو لا يُبالغ ولا يضخم ولا يهوّل ولا يقلّل، ففعلا هل يُعقل أن يتجاوز “قوت الفقراء” كلّ الحدود وما تصدّقه العقول وكلّ معقول مقبول؟ وكيف بوزارتي التجارة والفلاحة، ومعهما اتحادي التجار والفلاحين، يرقدون في “شهور البصل” ولا يبتكرون مخرج النجدة الذي بوسعه تفادي الأسوأ؟
صدق وزير المالية عندما يعترف أمام “نواب الشعب” بأن الوضعية المالية للبلاد لم تتعاف بعد، محذرا من تهاوي احتياطي الصرف، لكن إلى متى يتواصل الانهيار، بينما يقف هؤلاء وأولئك موقف المتفرّج الذي لا يمكنه التدخل لتغيير مسار الأحداث والمشاهد، ويبقى أسير السيناريو والإخراج، ينتظر النهاية، مثل ما شاهد البداية دون أن يتدخل لتغييرها؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • امازيغي حر

    الرئيس بومدين في احد خطاباته قال: سياستنا واضحة اذا اعطينا لأحد شكارة دراهم فقلنا له وصلها من تبسة الى مغنية لاينقص منها فلس واحد اي سنتيم -- اما اليوم فاذا كلفنا شخصا ما بتأمين الاموال البنكية واخراجها وفق القانون التشريعي الاقتصادي للبلاد فاذا به في عشية وضحاها تضيع منه حولي 100 الف مليار وزعت مجانا لهم -لأن المؤمن يبدأ بنفسه -ولأهاليهم واقاربهم ومعارفهم باسم القروض المصغرة: الانساج والكناك لأنجاز المشاريع الوهمية -ابلع ولا ترجع -سياسة اللاعقاب انتشرت السيولةخارج اطار التنمية فانهار الديناروارتفعت الاسعاروتخبط التجار في مايحدث في جزائرألابرار التي اسيد لها رجال غيرمؤهلين في جميع مناحي الحياة

  • مواطن زعفان

    الملاحظ لتقرير البنك يخيل اليه اننا نتكلم عن معاملات بين تجار صغار بل اشخاص في قرية او دوار يا سيدي الكريم هذه دولة و لديها مؤسسات تلتهم ملايير الدينارت من الضرائب المفروضة على العمال و المواطنين فاين هي الهيئات المكلفة بالتحصيل و المتابعه و المقاظاة و السجن اذا لزم الامر.