كنت محظوظة بظهوري في بداية مشواري الفني مع نجوم كبار

ساسو الطائشة، نوسة حبيبة اللمبي، نهى التي تساءلت.. ليه خلتني أحبك؟ ياسمين التي لم تندم على حب حازم في السلم والثعبان، بل أكدت على أن الحب أجمل حاجة في الحياة، وبالطبع هي من تغزل بها عامر منيب، غير مميز هل وجودها بجانبه حلم أم علم؟ وكذلك هي الابنة الأقرب لوالدها من طفل رضيع متمسكا بحضن أمه، خشيةً من هول العالم الخارجي، وهي الكثير والكثير من الشخصيات المتميزة، التي عاصرت فترات مراهقة الكثير من المشاهدين، وبالرغم من غيابها الفني لفترات عديدة متفرقة، فما زالت حلا شيحة متمسكة بالمكانة التي حجزتها لنفسها منذ قديم الأزل.

وفي عودة قوية لحلا شيحة، وبعد غياب لفترات متفرقة عن الساحة الفنية لأسباب مختلفة، شاهدناها في رمضان الماضي، من خلال وجبة اجتماعية درامية، مسلسل إمبراطورية ميم، المأخوذ عن رواية الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، التي تحمل نفس الاسم.. عن غيابها وعودتها، كان معها هذا اللقاء الخاص لمجلة الشروق العربي..

 أميل أكثر إلى الأدوار الرومانسية واللايت كوميدي

الشروق: غياب وعودة لأكثر من مرة.. لماذا اخترت العودة بـ إمبراطورية ميم، وما الذي شجعك على المشاركة به؟

– عندما حدثني المخرج محمد سلامة عن مسلسل إمبراطورية ميم، إنتاج شركة أروما والشركة المتحدة، أحببت الفكرة، وأنا عمومًا أفضّل أن تكون الدراما واقعية وتلمس الجمهور وتُدخل الفرح عليهم بمعان ولحظات فرح ومشاعر إنسانية صادقة.

الشروق: ما أول كلمة قيلت لك بعد قرار رجوعك للتمثيل؟

– مبروك، وترحيب غير عادي من الناس، وعدد كبير من زملائي الفنانين.

الشروق: أول نقد لاذع وجه إليك؟

– “عجزتِ”، استغربتها حينما قيلت لي، فأنا دائما أدرك أن السن مجرد رقم في البطاقة، إنما الروح الأهم، وبعدين “أنا لسه ما عجزتش”، أنا متأكدة.. (ثم تضحك).

الشروق: بجانب الاجتماعية في إمبراطورية ميم.. كانت لك بصمات متميزة في مواسم رمضان القليلة السابقة من خلال الأدوار الجديدة، مثل الدور الشعبي في مسلسل زلزال.. حدثيني عن تلك التجربة؟

– أنا أميل أكثر إلى الأدوار الرومانسية واللايت كوميدي، ولكن أحببت أن ألعب دور البنت الصعيدية في مسلسل زلزال في رمضان لعام 2019؛ وتعلقت ببراءتها وطيبتها وجدعنتها، وهذا ما جعلني أقدم الدور.

الشروق: وكذلك دور فرح الشريرة في خيانة عهد التي شبهها الجمهور حينها بالشيطان.. كيف رأيت هذا الدور وتفاعل المشاهدين معه؟

دور الشر في خيانة عهد برمضان 2020 كان لأول مرة أقدمه، فكان تحديا كبيرا بالنسبة إلي، والحمد لله أرى أنني نجحت في التجربة، والمُشاهد كره الشخصية بشكل كبير، وهذا نجاح في حد ذاته.

أسعى دائما وراء الدور الذي أشعر بأنه يحركني كممثلة

الشهرة لم تكن هدفاً أرغب بتحقيقه، بل أحببت مهنتي كفنانة

الشروق: إذا تطرقنا إلى الحديث عن السينما، نجد أن لحلا شيحة مشاركات عديدة في مختلف نوعيات الأفلام التي مازالت تؤثر في الأجيال المختلفة.. فكيف يكون شعورك ببقاء أثر أدوارك السينمائية حتى يومنا هذا؟

– بالطبع، أشعر بسعادة كبيرة وفخر، وكنت محظوظة بظهوري في بداية مشواري الفني، مع نجوم كبار، عملت معهم وأحبوني وتعلمت منهم، وسعدت بالعمل معهم، مثل الفنان الكبير حسين فهمي، الراحل نور الشريف، المبدع جميل راتب، الجميلة ميرفت أمين، وبالتأكيد الأستاذ عادل إمام.

الشروق: بالطبع، هو مشوار فني مليء بالإنجازات على أصعدة مختلفة والأدوار المتنوعة.. فما هو الدور الذي مازالت حلا شيحة تسعى لتقديمه؟

– أسعى دائما وراء الدور الذي أشعر بأنه يحركني كممثلة ويدفعني بكل الطرق لتقديمه.

الشروق: قطعتِ مسيرة فنية طويلة، هل حققت لكِ الشهرة ما تحلمين به؟

– الشهرة لم تكن هدفاً أرغب بتحقيقه، بل أحببت مهنتي كفنانة، ولي مشوار فني طويل أفتخر به، وأكثر ما يسعدني هو محبة الجمهور لي وشغفهم بمتابعة أعمالي الفنية.

الشروق: هل تختارين أدوارك الفنية بحسب مقاييس معينة؟

– على الإطلاق، أسعى فقط أن أقدم للمشاهدين أدواراً تتناسب مع جميع الأعمار والطبقات في المجتمع المصري والعربي، وحقيقة، أفضل أن أجسد الأعمال الفنية السينمائية التي تميل إلى طابع اجتماعي بصورة كبيرة، وفيها حس وروح كوميدية أيضًا؛ حتى أستطيع أن أرسم البسمة على وجوه الجمهور.

الشروق: من هو النجم الذي تحبين تكرار العمل معه؟

– أنا على علاقة طيبة مع معظم النجوم الذين عملت معهم، ولهذا حبذا لو أمتنع عن الإجابة..

بتنا نرى بشراً هدفهم الوحيد هو نشر الكراهية دون أي سبب

الشروق: برأيك، حلا، هل غيابك كل السنوات الماضية أثر على مسيرتك؟

– تأثر بالطبع، ولكني لا أؤمن بالفشل، والحمد لله جمهوري دائما يشجعني وأشعر بحبهم ودعمهم لي، وهو ما يشجعني أيضا، وأرى أن القدر يلعب دورا كبيرا، وكل مرحلة فيها الحلو والصعب، فالتجارب في الحياة نمر بها ونتعلم منها.

الشروق: وهل هناك عودة قريبة إلى السينما؟

– الوقت الآن مناسب للعودة إلى السينما، خاصة أن هناك تنوعا كبيرا وهناك أسواق جديدة تواجدت، وأكيد سيكون هناك فرصة جيدة لأعمال جديدة ومختلفة.

الشروق: كيف تتعاملين مع مَن يهاجمك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

– ما من اتفاق على أي إنسان في الكون، ولذلك أعلم جيداً أن هناك مَن يحبني ومَن يكرهني، وربما تكشّف ذلك مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الماضي لم يكن الفنان يعرف شيئاً عن “سوداوية” الناس، حيث كان يلتقي الجمهور في الشارع لكي يتحدث معهم ويوقّع لهم على “الأوتوغراف”، لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، بتنا نرى بشراً هدفهم الوحيد هو نشر الكراهية دون أي سبب.

فخورة بأولادي وأجمل شيء في علاقتي بهم.. أننا أصدقاء بالدرجة الأولى

الشروق: على جانب الحياة الأسرية، ومن منطلق الحديث عن حلا الأم.. كيف يستطيع أولادك التكيف مع ظروف مهنة التمثيل القاسية؟

– أولادي متفهمون لطبيعة عملي جدا، ودائما ما يشجعونني عليه، وهم بالمناسبة كانوا منتظرين أول عرض مسلسل إمبراطورية ميم بحماس شديد لمشاهدته.

الشروق: نعلم جيدا مقدار الترابط بينك وبين أولادك، فإذا مزجنا بين أحداث العمل الذي يتناول مشاكل الأبناء، هل تجدين نفس التفاصيل مع أبنائك أيضا؟ وماذا تقول حلا كأم لأبنائها؟

– التفاصيل متشابهة وكل أسرة لديها أطفال تواجه نفس التحديات والصعوبات وشخصيات أولادها المتباينة، التي تشكل تحديا للأم والأب، فأقول كأم إني فخورة بأولادي، وأجمل شيء في علاقتي بهم أننا أصدقاء بالدرجة الأولى،

وأنا أشعر بأني صديقتهم وأختهم قبل أن أكون أمهم، وهناك متعة أخرى اكتشفتها عندما كبرت بناتي. وأحب أن أتشاور معهم، وأستمتع بصحبتهم، وهي نعمة من الله.

الشروق: في النهاية.. هل تنظرين لغيابك الفني طوال السنوات الماضية بشكل متفرق، أنه أثر على مسيرتك الفنية وعلى حب جمهورك لكِ كفنانة؟

– بالطبع، أتأثر بهذا الغياب، لكني لا أومن بالفشل، وأحمد الله أن جمهوري دائم التشجيع لي، وأشعر بحبهم ودعمهم لي، وهذا من شأنه أن يشجعني، وأرى أن القدر يلعب دورا كبيرا في حياتي، فكل مرحلة بها الحلو والصعب، وهي تجارب حياتية نمر بها ونتعلم منها.