كوستاريكا تنقل سفارتها من القدس إلى تل أبيب
قال أوسكار آرياس رئيس كوستاريكا إن بلاده ستنقل سفارتها في إسرائيل من القدس إلى تل أبيب، في محاولة لكسب صداقة العرب والمسلمين.
وقال آرياس الفائز بجائزة نوبل للسلام في كلمة الأربعاء 16-8-2006 بمناسبة مرور المائة يوم الأولى في ولايته: “حان الوقت لتصحيح خطأ تاريخي يلحق ضررا بنا على المستوى الدولي ويحرمنا تقريبا من أي شكل للصداقة مع العالم العربي والحضارة الإسلامية التي ينتمي إليها سدس البشرية”.
شروق أون لاين/وكالات
وأشار رئيس كوستاريكا إلى أن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز اتصل به ليطلب منه إعادة النظر في القرار، غير أنه قال إنه اتخذ هذا القرار لكسب المزيد من الأصدقاء في الشرق الأوسط والتقيد بقرارات الأمم المتحدة.
وتعتبر إسرائيل القدس “عاصمتها الموحدة الأبدية”، واستولت الدولة اليهودية على الشطر الشرقي من القدس في حرب عام 1967 وضمته إليها في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
أسف إسرائيلي
وعبرت إسرائيل عن أسفها للقرار الذي اتخذته كوستاريكا بنقل سفارتها من القدس إلى تل أبيب.
وقال مارك ريجيف الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية معلقا: “نأسف لهذا القرار الذي اتخذته حكومة كوستاريكا، لقد كانت العلاقات بين البلدين متميزة لسنوات عديدة”.
لكن الزعيم الكوستاريكي أصر على أن الخطوة “لا تعني تشكيكه البتة في أن لإسرائيل الحق في العيش في سلام، بعيدا عن التهديد الإرهابي” على حد قوله.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن المدير التنفيذي لمنظمة اللجنة اليهودية الأمريكية ديفيد هاريس قوله إنه في ظل كون كوستاريكا إحدى دول أمريكا اللاتينية الأكثر ديمقراطية فإن “إقدامها على مثل هذا العمل ضد دولة ديمقراطية أخرى هو أمر مؤلم”.
يُذكر أن أرياس الحائز على جائزة نوبل للسلام لوساطته التي تكللت بالنجاح في إنهاء الحرب الأهلية في نيكاراجوا، كان قد تعهد قبل انتخابات الرئاسة في فبراير 2006 بإعادة سفارة بلاده إلى تل أبيب، وكانت كوستاريكا قد نقلت سفارتها إلى القدس عام 1982 إبان ولاية الرئيس الأسبق لويس البرتو مونج في عرض للتأييد لإسرائيل، مما حدا بالدول العربية إلى قطع علاقاتها بها.
ويعني قرار كوستاريكا أن السلفادور هي الدولة الوحيدة المتبقية التي تحتفظ بسفارتها في القدس. ونقلت السلفادور سفارتها إلى القدس عام 1984.
يذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش وقع في سبتمبر 2002 قانونا أقره الكونجرس يتضمن بندًا يلزم إدارته باعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، لكنه عاد وأعلن أنه يحتفظ بحق تجاهل ذلك البند.
ويذهب مشروع قانون الكونجرس الأمريكي الجديد بشأن القدس إلى مدى أبعد من مشروعات القوانين السابقة التي وافق عليها، والتي حث خلالها رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين على نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وقد وعدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة باتخاذ هذه الخطوة، لكنها أرجأتها مرارًا بسبب المشاعر التي قد تثيرها في العالم العربي الذي يعتبر القدس عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.