-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

“كوكوشانيل” و”دوارة” العيد!

سمية سعادة
  • 2480
  • 18
“كوكوشانيل” و”دوارة” العيد!
ح.م

رغم مرور أكثر من أسبوع على عيد الأضحى، مازلت أتساءل عن السبب الذي جعل عشرات العائلات الجزائرية تتخلص من “دوارة” الكباش على قارعة الطريق وكأن الأمر يتعلق بمسابقة بين الأحياء لرمي أكبر عدد من “الدواوير”!.
كان المشهد مقززا فعلا، ومثيرا للدهشة، بالنظر إلى الظروف الاقتصادية السيئة التي تعانيها الأسر الجزائرية، ناهيك عن الطريقة التي ألقيت بها هذه “الدوارة” التي رميت مباشرة على الأرض بدون أن توضع في أكياس بلاستكية تحفظها من تجمع الذباب أو تسهل على عمال النظافة جمعها، وأكاد أجزم أنها شكلت، أي “الدوارة”، تحالفا مع جلود الأضاحي التي غزت الشوارع هي الأخرى لتتسبب في انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مباشرة بعد العيد!.
وبعدما كُنّا نلتمس الأعذار للنساء في رميهنّ جلود الأضاحي، قبل أن تبادر وزارة الصناعة لإطلاق حملة جمعها، وكنّا نقول، حينئذ، بأنّ هؤلاء المسكينات، لا يُتقنّ نتف الصوف لاستغلاله في ملء الوسائد مثلا، مثلما كانت عادة أمهاتنا وجداتنا، تطورت الحكاية المأساوية، أو المهزلة ربما، إلى ما هو أخطر، حيث صارت النسوة لا يقمن بغسل “الدوارة”، ويُفضّلن التخلُّص منها كاملة مثلما تُستخرج من بطن الأضحية، تفاديا لمعركة تنظيفها التي تأخذ منهن بعض الوقت والجهد، وربما كان الدافع وراء رميها هو تفادي الرائحة التي تنبعث من “الدوارة” عند فتحها نتيجة بقايا الشعير والتبن الذي يكون الكبش قد استهلكه قبل نحره، وطبعا فإن أنوف هؤلاء المسكينات تعوّدت فقط على اشتمام روائح العطور الباريسية مثل “دافنشي” و”لنكوم تريزور” و”كوكوشانيل”، بينما تتسبب رائحة “الدوارة” في إصابتهن بالغثيان و”الدوخة”، ولذلك فإنّ أفضل طريقة لتفادي كلّ تلك المنغصات هي رميها دون أسف أو لحظة تردُّد.
وشيئا فشيئا، سيجد رب الأسرة في الجزائر، يُضحّي من أجل أن يكون مصير ثلث أضحيته في مكبّات القمامة، ولسنا ندري ما هو المصير الذي يأخذه الثلثان المتبقيان من الأضحية.
لا شك أنّ الكثير من النساء طربن لدى سماعهنّ تلك الانتقادات التي وجّهها الروائي أمين الزاوي للبداوة الإسلامية، وتزامنت مع عيد الأضحى، وراح الكثير من الناس يُقرُّ بأحقيّة تلك الانتقادات وشرعيتها، مع رؤية مظاهر أكوام “الدوارة” وهي تحتلُّ شوارع المدن بشكل مقزّز، كما طربن لتلك الدعوة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن الروائي الآخر، ياسمينة خضرا، ودعا فيها إلى تبني فكرة اختيار كبش واحد للتضحية به عن كلّ مدينة، بدل نحر الآلاف من الكباش في يوم واحد، وهذا من شأنه أن يُريح الكثيرات من عناء تنظيف وطهي لحوم الأضاحي، بعدما تعوّدن على خدمات “الديليفري” و”ساندويتشات” “الفاست فود”، التي عادة ما يُحضّرها طبّاخون رجال، ويستهلكها نساء ماكثات بالبيت رفقة أفراد العائلة..
من كان يُصدّق أنّه بعد كلّ هذه السنوات، تُصبح المرأة الجزائرية عاجزة عن كلّ شيء، حتى عن غسل “الدوارة” التي تأتي مرة واحدة كلّ عام، ولم تعد، أفضلهنّ إحساسا بالمسؤولية إزاء الأسرة والمجتمع، ترى أكثر من أظافر يديها وأرجلها، تتعهّدُها بالعناية، صباح مساء، خشية أن تتشقّق من كثرة غسل الصحون وتحضير الخبر وتدبير شؤون البيت العائلي الذي يكاد ينهار ويفقد بهجته بفعل تنازل المرأة عن مهامها الأساسية، مهام المرأة” الفحلة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • ن

    ربي يشفي أختنا العزيزة الغالية أنايا ويمدها بصحة جيدة وعافية ويحفظها لأسرتها الكريمة ولكل محبيها وهم بزاف ، أتمنى أن تبقى دائما أنايا الذات الجزائرية الأصيلة نبراسا منيرا .

  • Anaya

    شكرا عزيزتي *، الله يخلي لنا صحيحتنا أجمعين لأن الصحة هي الصح و غير ذلك تفاهات و كماليات.
    اللهم نعوذ بك من عضال الداء و خيبة الرجاء و شماتة الأعداء و سوء القضاء فقنا شر ما قضيت يا رب العالمين. آمييبببن أجمعين.

  • *

    لاباس عليك اختنا Anaya
    ربي يعطيك الصحة والعافية انشالله والجميع

  • Anaya

    لالا اخي العزيز نقاوسي، ما هربتش! ابعدتني عن الموقع مشاكل صحية فقط، عين الحساد نوكل عليها ربي أما المواجهة فلم ولا ولن اتخلى عنها أبدا حتى آخر نفس في حياتي، مادمت أشعر أنني على صواب سأواجه و أواجه، ربما لمست في بعض التعليقات شخصيتي لكنني لا أعلق إلا ب"انايا". الحمدلله أن أمينة كانت دائما هنا و هي سبب بقاءك في الموقع، صراحة أفضل الموقع مثلما كان من قبل... لكنني فرحت كثيرا لما وجدتكم هنا،كأنكم أفراد من عائلتي! الله يدوم قوسطوكم

  • adam

    الجلسة راهي عائلية ربي يدومها بصحتكم وتبقى رايحة الزليف ودوارة من خصائص عيد الأضحى

  • نقاوسي

    صادقا أقول أني لم أكن أتخيل يوما أن أختنا العزيزة أنايا لم تكن متواجدة بيننا في الساحة بإسم آخر ، كنت اعتقد أنها فقط تخلت عن أستعمال إسمها تجنبا لعين الحساد والتخلي عن المواجهة ....وبقوة التلاؤم في الفكر والحسي الوطني كنت أتخيل لمستها في كل تعليق تكون توابله الصراحة والوضوح الجزائري ( أملا أهربتي!؟ الفضل في بقائي في الموقع إذا يرجع إلى أمينة العزيزة التي تحملت عبىء أخطائي واحدها ( أنت كذلك اتمنى لك ولأسرتك النبيلة عيدا سعيدا )

  • *

    الحمد لله كونك بخير توئمي العزيزة ..
    صحيح ورائحة الاحباب اطيب ..
    عن طعم اللحم بانواعه بالايام العادية ايضا لا اجد ذوقه المميز كالذي نتناوله بالعيد
    في المحيط الذي اقطن به لا توجد و الحمد لله هذه الظاهرة العجيبة المنفرة للقلوب
    الملاحظ انها لا تحمل روح المسؤولية عند قصدها للزواج وقد تفهمه كما يروج له التجار وبعض الامهات الفارغات وكانه بهرجة و فسحة دون حدود تظبطها بعض الواجبات البديهية .. وهاته النوعية للاسف ومن زمن قريب هي من تتزوج لتفتح اسر كهاته .. الا اذا كان بعض الرجال (في اضراب) معيدين وحدهم و الله اعلم مع ان اكثر الرجال يتميزون بالنظافة الا قلة وهذه شهادة

  • Anaya

    الحمد لله يا توأمي الغالي، اتمنى ان تكوني بخير انت كذلك و الوالدين الكريمين... عيد بلا رائحة الدوارة و البوزلوف ليس عيدا اختي العزيزة، صدقيني حتى لحم الخروف ذوقه مختلف في ديار الغربة ،ما فيهش البنة! و رائحته قوية، الناس تشكي من الغلاء و ترمي الأحشاء! ناس بكري يقولوا الشيعة تهيج، اليوم رجع التفنيين يهيج! المرأة لم تعد مرأة و عليها الكلام و المشكل تلقاي الرجل يتبع فيها و يشجعها مع أنها تفرغ جيوبه! ما فهمنا والوا!!!!

  • *

    اختي الغالية Anaya
    كيف حالك اكيد بخير رفقة الوالدين .. صحيح رائحة العيد لا تكون الا في بلدنا العزيز رفقة الاحباب. .
    كيف حال القمرين نشالله يكونو بخير عزيزتي لك الف تحية ?

  • امينة

    على السلامة نعرفك شاطرة وتقدي لكلش عيدك مبارك وسعيد وكل عائلتك الكريمة

  • Anaya

    15سنة مضت ولم اقضي عيد الأضحى في الجزائر، هاته السنة ومع العطلة الصيفية قضيت العيد مع أبي العزيز وامي الحنون أطال الله في عمرهما، فرحتي كانت كبيرة، شوطت البوزلوف و نقيت الدوارة و درت العصبان مع أنني لا آكل شيئا من ذلك ولا أولادي ولا زوجي، لكنها رائحة العيد، رائحة افتقدتها سنوات وهي لا تضاهي أبدا كوكو شانيل، رائحة الأصل لمن تتمسك بأصالتها، سلامي لأمينة و*و ن و واقعية و لامية و مسيلمة و حتى كوكو شانيل و كل من يعرف أنايا. لم انساكم يوما! تحياتي الخالصة و كل عام و انتم بخير

  • *

    لا ارى ان انسانا راشدا رجلا او امراة يرمي او ترمي او يسمحون لاطفالهم ان يقومو برمي اشياء كهذه بهذه السهولة شيئا طبيعيا ابدا !!!!
    بدون خوف من الله لانها كما نعلم تتاثر بالحرارة و تؤذي الناس لرائحتها وتجلب الحشرات و الفئران..
    على الدولة ان تتدخل لردع هذه الفئة التي تتسم باللامسؤولية فكيف يعيش مواطن صالح وسط هؤلاء و من المفروض هذه الامور يتكلم فيها الاولياء لابنائهم من الصغر ويجب ان يكونو قدوة حسنة في الطريق ,الغابة,الشاطئ,, وفي اي مكان يقصدونه يتركونه نقيا احتراما لانفسهم اولا فهم يرجعون الى المكان نفسه ثم واجبا احتراما لغيرهم من الناس مثلهم و للبيئة التي تشمل الحيوان ,النبات و الانسان !!!!

  • جثة

    شكرا على النصيحة يا شيخ ...

  • الشيخ عقبة

    4 سبق أن طلبت منك سنة 2016 تجنب هذه الصفة ، وجهات نظرك أجدها منطقية وتوحي أن فكرك جد سليم وهو الأهم ( أجدك تتاثر أحيانا بما يرويه بعض الدراوش فقط ) ، حتى وإن كنت مريض أو ملازم للفراش او مصاب بعجز ما ، لاتترك الأمل ينفلت منك فهو الحياة

  • جثة

    كي نشم ريحت الدوارة نحب نتقيا ... ييييععععع .

  • saida fahla

    qui a dit que le menage et le lavage des abats du mouton sont des travaux de femme d apres l islam la femme n est meme pas obliger de cuisiner pour son mari mhebet khater berk

  • الواضح الصريح

    ( ذلك من فوائد ممارسة الطقوس البدائية ) المشكل ليس في رمي بقايا الأضحية وغيرها من الذبح خفية في أماكن غير مراقبة وهي الأغلبية وإن كان فعل بدائ مقزز إنما الكارثة في الأمراض الخطيرة التي تنقل عن طريق الأطفال القصر المتشردين في الشوارع والاحياء نتاج الأسر الفقيرة والمحرومة من ابسط شروط الحياة الإنسانية والذين يقضون اوقاتهم في البحث داخل تلك القمامات وهم طبعا نفس الفئة التي تستغل جمع الخضر والفواكه وتعبئتها للتجار الذين لا يخضع في أنشطتهم للمراقبة الصارمة .

  • كوكو شنيل الحقانية بنت البلاد

    قالوا ناس بكري ( عيفة وتعيف خادم وتنيف) بصح حنا خدمنا الكرفي والميناج وغسلنا الدواوير شوطنا البزاليف يا اختي بزاف علينا وانا عن نفسي كان الزوج الكريم وأقول الكريم لانه كان كريما معي ويشترلي الدوارة من غير مناسبة العيد مع العلم انه لا يطيق رائحتها الكريهة ليضرب بذلك عصفرين بحجر لينتقم مني وليقال عنه كريم ( ولي في ايده كل يوم عيده )