-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

.. كويتونا!

الشروق أونلاين
  • 260
  • 0
.. كويتونا!

يا سيّ جمال، لقد أصبحنا نخاف إرسال فلذات أكبادنا إلى المدارس، وإلى الجامعات، وإلى الشارع، وإلى المحلات.. بل أصبحنا نخشى على أرواحنا عندما نركب الحافلات وننزل إلى الأسواق، فالإجرام و”الباندية” والقتل والسرقة والاعتداءات، أصبحت جزءا منـّا، وتصوّر كيف أصبحنا أيضا نخاف من فعل الخير، فلا نتوقف بسيارتنا لعابر سبيل، ولا نتدخل في شجار، ولا نمدّ يد العون حتى امرأة تعرضت للاعتداء بالشارع..”ما بقات رجلة..لا نيف” !

مواطن مكوي

والله يا أخي، لقد وضعت يدك على جرح ينزف، ففعلا لقد أصبت، والأخطر من كلّ ما قلته، أننا أصبحنا نخاف حتى من أولادنا وإخواننا وجيراننا، وهذه هي الطامة الكبرى.. لكن لا ينبغي أن نستسلم للخوف والهلع والرعب، فلكلّ داء دواء، ولكلّ مشكلة حل!

نعم، المجتمع لم يعد ذلك الكتلة التي تحكمها الأخلاق والضمائر الحيّة، ولعلّنا ما زلنا ندفع، ولو بأثر رجعي، فاتورة عشرية المأساة الوطنية، والجيل الذي يخرج منه اليوم “المجرم” و”السارق” و”المعتدي” و”الخوّاف” و”اليائس” و”المقنوط” و”المتهوّر”، وغيرهم من الأصناف التي وُلدت بذرتها خلال سنوات الدم والدموع!

هؤلاء هم “ضحايا” ينبغي التفطن من طرف الهيئات الرسمية والعائلة والمسجد والمدرسة والجامعة وسائر مكوّنات المجتمع، إلى طريقة التعامل معهم، بعيدا عن الاستفزاز والضغط والمساومة، ومثلما قالوا قديما “بالرزانة تنباع الصوف”، و”اللسان الحلو يرضع اللبّة”!

ما يحصل من انحرافات وتجاوزات في الجامعة والمدرسة والشارع والسوق، هو في غالبه وأصله وفصله امتداد لما يحدث داخل البيت بين أفراد الأسرة، وبين الأولياء وأبنائهم، فأليس من المحن أن يصبح الابن متمردا عن وليّه؟ وأليس من المآسي أن يفقد الوليّ السيطرة على ابنه؟

كاذب هو من يعتقد بأن تسيير “جيل الواي واي” و”التيك توك” و”الحوت الأزرق”، مهمة سهلة واستعراضية، وبدون تكاليف وخسائر، فالحرب أصبحت مفتوحة على تفشّي فساد الأخلاق وانتشار المخدرات والمهلوسات والاعتداءات، ولعلّ أرقام مصالح الأمن بشأن مختلف الجرائم، تؤشر إلى تغييرات عميقة ضربت أعماق مجتمعنا في مقتل !

لا يُمكن لا لقوانين ولا لإجراءات أمنية وقضائية، ولا لمواعظ المدارس، ولا تحسيس وسائل الإعلام، أن توقف النزيف، ما لم تعود الأسرة إلى دورها وواجبها، قبل أن ترسل ولدها أو بنتها إلى المدرسة التي فقدت هي كذلك القدرة على التحكم في تركيبة جديدة ترفض أن ترى أو تسمع أو تقول إلاّ ما تريد حتى وإن كانت على ضلالة !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!