-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بحسب تقريره الاستراتيجي السنوي،فلسطين،سوريا،قطر

كيف يرانا العدو الصهيوني وماذا يخطط لنا؟

ياسر أبو هلالة
  • 539
  • 0
كيف يرانا العدو الصهيوني وماذا يخطط لنا؟

كيف يرانا العدو ؟

عرض لأهم ما ورد في التقرير السنوي لمعهد الأمن القومي الإسرائيلي (2025-2026) وهو يعطي فرصة لفهم العقلية التي تفكر فيها ” المؤسسة ” الاسرائيلية، بعيدا عن الاستقطاب والصراع الداخلي في إسرائيل، وهو يضع المخاطر والفرص أمام دولة الاحتلال بعقلانية .

مهم أن نعرف كيف يفكر عدونا ، هنا أعرض في هذا الجزء ، كيف يرى التغيير في سوريا وكيف يرى الصراع مع حماس، وكيف ينظر لقطر ودورها .

حماس وقطاع غزة

يرى أن 7 أكتوبر 2023 أحدث تحولًا جذريًا في البيئة الأمنية لإسرائيل، حيث تم توجيه ضربات قاسية لحركة حماس، مما أدى إلى إضعافها عسكريًا وسياسيًا. ومع ذلك، يؤكد التقرير أن فكرة مقاومة إسرائيل لم تُهزم بالكامل، وأن الحركة قد تسعى إلى إعادة بناء قوتها في ظل الفراغ السياسي والأمني في غزة.

يقترح التقرير عدة استراتيجيات لمنع إعادة تأهيل حماس، ومنها:

1. الاستمرار في الحملة العسكرية والاستخباراتية ضد قادة حماس وعناصرها المسلحة داخل غزة وخارجها.

2. منع إعادة التسلح عبر فرض رقابة صارمة على المعابر الحدودية ووقف أي دعم مالي أو لوجستي يصل إلى الحركة، خاصة من إيران وقطر.

3. إقامة إدارة مدنية غير تابعة لحماس تتولى إعادة إعمار غزة، بشرط عدم وجود أي دور للحركة أو حتى حركة فتح فيها، بل يتم الاعتماد على لجنة فلسطينية مدعومة إقليميًا ودوليًا.

4. ضمان حرية العمل العسكري الإسرائيلي في غزة لمواجهة أي تهديدات جديدة ومنع حماس من إعادة تنظيم نفسها.

5. الاعتماد على التدخل العربي، خصوصًا من مصر، السعودية، الإمارات، والأردن، لضمان استقرار القطاع ومنع حماس من استغلال أي فراغ إداري أو أمني.

يحذر التقرير من خطر “صوملة غزة”، حيث يمكن أن تتحول إلى منطقة خاضعة لسيطرة فصائل متناحرة، مما قد يخلق بيئة فوضوية تسمح بعودة الإرهاب، وهو ما يتطلب إجراءات وقائية مستمرة.

سوريا والتغيرات الاستراتيجية

يشير التقرير إلى أن سقوط نظام بشار الأسد خلال الحرب الإقليمية التي وقعت عام 2024 يمثل تحولًا دراماتيكيًا في المشهد الأمني، حيث فقدت إيران وحزب الله أحد أهم حلفائهما الإقليميين ، ومع ذلك فإن الوضع في سوريا ما زال غير مستقر، مع احتمال نشوء عدة سيناريوهات للمستقبل:

1. استقرار سوريا تحت حكومة معتدلة: في هذا السيناريو ستسعى الحكومة الجديدة إلى إعادة بناء علاقاتها الدولية، وهو ما قد يوفر فرصة لإسرائيل لتعزيز أمن حدودها الشمالية.
2. ظهور نظام إسلامي متطرف: في حال سيطرة جماعة الإخوان المسلمين أو السلفية الجهادية على الحكم، فقد يصبح التهديد أكبر، خاصة إذا حصلت الجماعات المتطرفة على دعم من تركيا وقطر.
3. تقسيم سوريا إلى كيانات طائفية: قد تشهد البلاد انقسامًا إلى مناطق نفوذ كردية،سنية، وعلوية، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار المستمر، وهو ما قد تستغله الجماعات الإرهابية أو الميليشيات المدعومة من إيران.

الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا

• إحباط أي تهديدات حدودية، سواء من بقايا “محور المقاومة” أو الجماعات الإسلامية المتشددة.
• منع نقل الأسلحة المتطورة من إيران إلى حزب الله، عبر استمرار الضربات الجوية والعمليات الاستخباراتية.
• تعزيز العلاقات مع القوى المعتدلة، مثل الأكراد والدروز وبعض الفصائل السنية،لضمان عدم تحول سوريا إلى ساحة تهديد لإسرائيل.
• إقامة قنوات اتصال سرية مع الحكومة الجديدة، في حال كانت تسعى للاستقرار،بهدف إبعاد النفوذ الإيراني والتهديدات الإرهابية.
• التعاون مع الأردن وتركيا ودول الخليج لضمان عدم عودة سوريا إلى دائرة النفوذ الإيراني.
يرى التقرير أن انهيار النظام السوري يمثل فرصة استراتيجية لإسرائيل، لكنه يحمل في طياته مخاطر كبيرة إذا لم يتم التعامل معه بحذر. أما في قطاع غزة، فإن القضاء العسكري على حماس وحده لن يكون كافيًا، بل يجب تعزيز استراتيجية عزلها سياسيًا واقتصاديًا ومنعها من إعادة بناء قوتها، مع التركيز على دور الإدارة الفلسطينية البديلة والدعم العربي.
في التقرير يمكن رؤية قطر بعيون الاستراتيجيين الإسرائيليين، وبمعزل عن دقة الصورة التي رسمها التقرير لقطر ، فهي الصورة المعتمدة لدى مؤسسات دولة الاحتلال وحلفائها الذين يتبنون رؤيتها .فهو لا يضع موقف قطر في سياق الالتزام بالقضية الفلسطينة بل يضعها في محور تركيا والإخوان ، وهذه محاولة للشيطنة في أميركا والغرب .

ذكرت قطر في عدة سياقات، أبرزها:

1. دعم قطر لحماس ودورها في غزة
• “يجب على إسرائيل أن تستمر في الحملة ضد حماس والجهاد الإسلامي حتى بعد انتهاء الحرب في غزة، وكذلك خارج أراضي القطاع. ويجب على إسرائيل أن تحافظ على حرية العمل العملياتي ضد التهديدات والبنية التحتية الإرهابية. وحتى لو تم التوصل إلى ترتيبات لإنهاء الحرب، فإنه يتعين على إسرائيل أن تتحمل مسؤوليتها في تنفيذ هذه الترتيبات.”
• “ويجب وقف محاولات حماس لتجديد قوتها، من خلال إحكام السيطرة على الحدود والمعابر، ومنع نقل الأسلحة والأموال إليها من إيران وقطر.”
2. يدرج التقرير قطر بوصفها جزءً من “محور الإسلام السياسي” بقيادة تركيا
• “في منطقتنا إيران التي تنتمي إلى “جبهة المقاومة” و تقود “محور المقاومة”الذي يشكل معارضة وجود إسرائيل والرغبة في القضاء عليها أحد العناصر المركزية فيه ومع ذلك هناك منافسة على الهيمنة في الشرق الأوسط بين ثلاث مجموعات رئيسية:
1. “محور المقاومة” بقيادة إيران
2. جماعة الإخوان المسلمين بقيادة تركيا وقطر
3. مجموعة الدول المعتدلة التي تضم دول الخليج (باستثناء قطر) ، ومصر، والأردن،وإسرائيل”
3. العلاقة بين قطر وحماس وتهديد الأمن الإسرائيلي
• “بالنظر إلى شبكة التمويل التي تحافظ عليها حماس، فإن أحد العوامل الرئيسية التي مكنت الحركة من إعادة بناء قوتها في السنوات التي سبقت حرب السيوف الحديدية كان الدعم المالي المستمر الذي تلقته من إيران وقطر ، ويجب على إسرائيل العمل مع شركائها الإقليميين،بما في ذلك مصر ودول الخليج، لضمان أن أي تدفق مستقبلي للأموال إلى قطاع غزة لن يستخدم في إعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحماس.”
• “يجب أن تستمر إسرائيل في الضغط على قطر لتقليل دعمها المالي لحماس، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية التي جعلت بعض الدول العربية أقل حماسة لدعم التنظيمات الإسلامية المتطرفة.”
4. قطر وتركيا ودورهما في سوريا
• “إن العلاقات العميقة التي تربط تركيا بالحكام الحاليين في سوريا تجعلها العامل الأكثر تأثيراً في البلاد ، وتتبنى تركيا بالتعاون المحتمل مع قطر أيديولوجية مماثلة لأيديولوجية القوى الصاعدة (الإسلام السياسي من خلال حوزة الإخوان المسلمين) ، إن التطرف التركي في السنوات الأخيرة، و الذي يعزز الرؤية العثمانية الجديدة بقيادة الرئيس أردوغان، يشكل تهديداً متنامياً لإسرائيل يتطلب المراقبة والاستعداد.”
• “يجب على إسرائيل أن تراقب التدخل التركي المتزايد في الأراضي السورية، وخاصة علاقاتها الوثيقة مع حركة حماس، والقلق من محاولة المنظمة استغلال حالة عدم الاستقرار لترسيخ وجودها على أراضي البلاد ، وفي هذا السياق تلعب قطر أيضًا دورًا رئيسيًا في تقديم الدعم السياسي والمالي لمثل هذه الجماعات.”
◾️◾️يرى التقرير أن قطر تلعب دورًا مزدوجًا في المنطقة، حيث إنها من جهة تحتفظ بعلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية، ومن جهة أخرى توفر دعمًا سياسيًا وماليًا لحركات إسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين، بالتنسيق مع تركيا. كما أن دورها في سوريا وغزة يعد مصدر قلق استراتيجي لإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بإمكانية تعزيز نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة ، ويوصي التقرير بأن تعمل إسرائيل على الحد من النفوذ القطري في غزة وسوريا،وذلك من خلال الضغط الدبلوماسي والتعاون مع الدول العربية المعتدلة التي لا تتبنى نهج الإخوان المسلمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!