-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بلماضي انتقد ذهنية بلايلي وحالة مسعود تعكس سوء تسيير المشوار

لاعبون نالوا الملايير يعانون الفقر وآخرون ضيّعوا الاحتراف بسبب الانحراف

صالح سعودي
  • 11048
  • 4
لاعبون نالوا الملايير يعانون الفقر وآخرون ضيّعوا الاحتراف بسبب الانحراف
ح.م

كشفت التصريحات الأخيرة للهداف السابق لجمعية الشلف والبطولة الوطنية محمد مسعود عن الواقع البئيس للكثير من اللاعبين الموهوبين الذين لم يحسنوا تسيير مشوارهم الكروي. ورغم أنهم قبضوا الملايير، إلا أن نهايتهم كانت مأساوية بعد اعتزال الميادين، بسبب سوء تسيير مشوارهم وحياتهم الشخصية، حتى أن بعض المواهب الكروية ضيّعت فرصا كبيرة للاحتراف بسبب عديد أساليب الانحراف، فيما يعاني بعضهم من ذهنية الهواة رغم إمكاناتهم الفنية الكبيرة، وهو ما ذهب إليه المدرب الوطني جمال بلماضي الذي انتقد يوسف بلايلي الذي لم يحسن حسب قوله وجهته الكروية المناسبة من أجل تكريس التألق والتميز.

يعرف المحيط الكروي مشاهد ومظاهر مأساوية للاعبين كان بمقدورهم الذهاب بعيدا في مشوارهم الكروي، خاصة في ظل بروزهم اللافت بألوان كبار الأندية الناشطة في البطولة الوطنية، حتى أن بعضهم تقمّص ألوان المنتخب الوطني لفترات معينة، ما جعل الكثير من المتتبعين يتنبؤون لهم بمشوار كروي زاهر، إلا أن النهاية كانت مخيبة للآمال، بل مأساوية على أكثر من صعيد، وهذا بسبب عدم تسيير المسار الكروي بالشكل المطلوب أخلاقيا وانضباطيا، حيث كان بمقدورهم الذهاب بعيدا في أعلى مستويات الاحتراف، إلا أنهم ضيّعوا هذا المكسب بسبب عديد التصرفات والسلوكات والذهنيات التي تصنف في خانة الانحراف، حتى أن بعض اللاعبين الذين كانت أسماؤهم متداولة بين الأنصار وفي مختلف الملاعب أصبحوا يعانون وضعا معيشيا صعبا، وآخرون نادمون على الأخطاء الجسيمة التي ارتكبوها حين كانوا في أوج عطائهم، والأكثر من هذا فإن الكثير منهم قد صرح عن أخطائه وانحرافاته علنيا عير الجرائد والقنوات التلفزيونية، على غرار المهاجم حميد مراكشي وفاهم بوعزة وعبدوني والقائمة طويلة، فيما يؤكد العارفون في شؤون الجلد المنفوخ ببلادنا بأن هناك مواهب كروية لامعة من طينة محمد مسعود كان بمقدورها الذهاب بعيدا، إلا أن إغراءات المال جعلها تهمل الجانب الرياضي بذهنية احترافية، ناهيك عن سوء تسيير الحياة الشخصية، مثلما اعترف به الهداف محمد مسعود الذي برز بشكل لافت في البطولة خلال السنوات الماضية، سواء بألوان فريقه الأصلي شبيبة تيارت أو مع جمعية الشلف الذي منح له فرصة البروز في المستوى العالي.

عناصر بارزة تعاني الفقر رغم الملايير.. أين الخلل؟

وفي الوقت الذي أحدثت التصريحات الأخيرة للاعب السابق مسعود ضجة وردود أفعال متباينة، لم يتوان بعض اللاعبين السابقين في إبداء رأيهم في هذا الجانب، حيث قال اللاعب السابق بلال صميدة “اللاعب مسعود هو زميلي سابقا في المنتخب الوطني أواسط وأتمنى أن تقف معه الفرق التي لعب لها، وهو ليس اللاعب الوحيد الذي أكمل مشواره الكروي وصرف دراهم وبقي بطالا، أمثاله كثيرون وفي كل ولاية تجد مسعود. أنا شخصيا دائما ما أسأل عن أصدقائي الذين لعبت معهم وأفرح للذين أمورهم متيسرة ومستورة وأحزن على مثل حالة مسعود وأمثاله كثر”، وأضاف بلال صميدة بالقول “صحيح عندما تكون لاعبا تريد اللباس والسيارة، لكن كل شيء في محله والدنيا فرص ويجب استغلالها، إنك لاعب في الجزائر وليس في أوروبا، تكمل المشوار الكروي ينسوك”، داعيا كل لاعب إلى ضرورة التفكير في ما بعد كرة القدم، وأحسن شيء للاعبين الشبان حسب قوله هو الاهتمام بالدراسة ثم الدراسة. وفي السياق ذاته ذهب اللاعب السابق أمين بوخلوف إلى القول “أنا ألوم اللاعبين بالدرجة الأولى، لأن بعضهم لا يحسنون تسيير مشوارهم الكروي، ويصرفون أموالهم في أمور لا تفيد ولا تنفع، وحين ينتهي مشواره الكروي لا أحد يقول له كيف حالك، لكن في الوقت نفسه يوجد لاعبون أخلاقهم عالية وعرفوا كيف يسيرون مشوارهم بعقلانية وهم بخير حاليا ماديا وعائليا”.

لاعبون يتحمّلون مسؤولية وضعهم على طريقة النملة والصرصور

لم يتوان الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزيد في تحميل اللاعبين أنفسهم مسؤولية الوضع الذي وصلوا إليه، خاصة وأنهم تقاضوا أموالا طائلة صرفوها بشكل غريب وفي النهاية يشتكون، حيث قال في هذا الجانب “في بعض الأحيان، وأنا أتابع لوم بعض اللاعبين السابقين عن وضعهم الحالي وعدم اهتمام فرقهم بهم، وكثيرا ما يأتي في تصريحاتهم أنهم قدموا حياتهم من أجل فرقهم أو الجزائر وكأنهم كانوا يلعبون لهذه الفرق بالمجان، وهم الذين كان راتبهم لا يقل عن 100 مليون سنتيم شهريا مع المبيت والأكل في أحسن الفنادق.. إذن ماذا يقول الطبيب والمحامي والشرطي والدركي والعسكري الذي يحرس الحدود وكان في الصفوف الأولى في العشرية السوداء وهم الذين رواتبهم لا تتجاوز 10 ملايين”، وخلص فريد نزار إلى القول بأن الشهيد هو من قدم حياته لهذه البلاد، أما الباقي “خالص عليها” ويتحمّل مسؤوليته في وضعه الحالي. وهي إشارة إلى ضرورة تحمّل اللاعبين لمسؤولياتهم، خاصة وأن الكثير منهم نالوا ملايير ممليرة في عزّ العطاء، لكن عدم تسيير مشوارهم الكروي باحترافية جعلهم يبحثون عن دنانير معدودة للعيش بعد الاعتزال.

الأخلاق سرّ النجاح وبلماضي يؤكد على الاحتراف الذهني قبل الكروي

وإذا كان الكثير من العارفين لمحيط الكرة يجمعون بأن العبرة في تسيير اللاعب لمشواره الكروي، وهذا يتطلب في نظرهم التحلي بالانضباط وحفظ الخبز الأبيض لليوم الأسود، وبالمرة التعلم من النملة وحفظ الدروس من شطحات وحماقات الصرصور. فإن الكرة الجزائرية تحتفظ بنماذج مميزة للاعبين عرفوا بأخلاقهم العالية ومستواهم الراقي، ما جعلهم قدوة، على غرار فضيل مغارية الذي حقق إنجازات مهمة مع المنتخب الوطني رغم أنه يلعب في القسم الثاني، مثلما وقف الكثير حاليا على لاعبين يعملون في صمت ووصلوا الى المستوى العالي، على غرار كريم عريبي وبوداوي وبن سبعيني وعطال، وقبلهم صالح عصاد ورابح ماجر، في الوقت الذي يتعين على المواهب الكروية أن يكون تفكيرها احترافيا حتى تواصل مسار التميز والتألق، وهو ما يحرص عليه المدرب بلماضي الذي لا يتوانى في انتقاد وتوجيه لاعبيه، بدليل ما قاله بخصوص بلايلي الذي يملك حسب قوله مستوى العلب في أوروبا ما يتطلب في نظر بلماضي التحلي بذهنية احترافية لتجسيد هذا الطموح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • فارس ادم

    يا اخي لو كانوا يتلقونا مالهم من رعاة الخواص لا يهمني ان يصرفوه في المخدرات و الخمر و.... ولكن الكارتة العظمة من الموءسسات العمومية و اعانات الدولة لترقية الرياضة فلا الرياضة ارتقت و مال الزوالي صرف في كل مظاهر الانحاف

  • larbi

    السبب هو أنهم يتقاضون أموالا لا يستحقونها لاعب صاحب 20 سنة مستوى صفر يتقاضى أكثر من 100مليون شهريا .. يلعب 60 دقيقة أسبوعيا ...و عامل يعمل 40ساعة أسبوعيا مستوى جامعي يتقاضى 20000 د.ج شهريا...

  • سيف الحجاج

    مشكل هؤلاء اللاعبون يتلخص في خطأ واحد فقط ... وهو الهدف ، اذا لم يكن لك هدف معين تسعى اليه فعليك السلام وعظم الله اجرك ......

  • سيف الحجاج

    مشكل هؤلاء اللاعبون يتلخص في خطأ واحد فقط ... وهو الهدف ، اذا لم يكن لك هدف معين تسعى اليه فعليك السلام وعظم الله اجرك ...