-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تقدمت صفوف جيش التحرير وخلدت اسمها مع المغاوير:

لاليام نفيسة حمود.. المجاهدة التي مارست الطب في معاقل الثورة

جواهر الشروق
  • 9083
  • 7
لاليام نفيسة حمود.. المجاهدة التي مارست الطب في معاقل الثورة
ح.م

لم تنطفئ قناديل البيوت، ولم تخل من الأثافي، ومن مواقعات الوعي والعزيمة، ظلت الجزائر رافعة هامتها بجيل ذهبي تُهاب فيه الأجنّة في أحشاء الحرائر.. نعم إنّها المرأة الجزائرية إبّان الاحتلال الفرنسي، لا مماراة في دورها الناصع، المندرج ضمن أفق أرشيف تاريخي تشهد دفّاته بثقافة أمّة، ليدحض كل ما يمكن أن يعتريه من تأويلات مؤدلجة ورؤى محدودة، لقد كانت ربة البيت، والطبيبة، والصحفية، والمجاهدة، والسياسية، والفنانة؛ كلها أدوار أدّتها بعفوية تتسق ومتطلبات المجتمع.

والنموذج اليوم مع المجاهدة الناشطة السياسية والطبيبة لاليام نفيسة المولودة حمود، التي حمل اسمها مستشفى حسين داي بمدينة الجزائر.

ولدت لاليام نفيسة المولودة حمود في 1924 بالجزائر العاصمة، من عائلة معروفة ميسورة الحال، واصلت دراستها مكللة بالنجاح، وكانت من بين أوائل دفعات تخصص الطب سنة 1944، في جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا.

احتلم عقلها على مظالم الاستعمار وسياساته العنصرية، فحملت على عاتقها هم بلادها، وأمضت عقد الالتزام بالنضال، حيث شاركت في مظاهرات أول ماي 1945 بمدينة الجزائر، وباشرت نشاطها النضالي في جمعية الطلبة المسلمين لشمال أفريقيا، التي تقلدت منصب النائبة فيها سنة 1947، قبل أن تنتخب أمينة عامة لجمعية النساء المسلمات الجزائريات، وبعدها انخرطت في حزب الشعب الجزائري كعضو الخلايا السرية الأولى.

وإلى جانب مهنة الطب، كانت تستغل فرصة كل تجمع نسائي كحفلات الزفاف والختان، لنشر الوعي القومي وتعرف النساء بما يستطعن تقديمه في سبيل تحرير الوطن، رفقة مناضلات أخريات على غرار عزة بوزكري، زبيدة وفريدة ساكر، زبيدة سفير وباية لارات، بالإضافة إلى الاهتمام بمشاغلهن ومحاولة تفعيل دور المرأة الجزائرية في المجتمع، حيث اتصلت بالفدرالية العالمية للنساء لإحياء احتفالية 8 مارس لأول مرة بالجزائر وكان ذلك سنة 1950.

اِلتحقت نفيسة حمود بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1954، وأصبحت رائدة في صفوفه، كما كانت تعالج الجرحى والمرضى في معاقل الثورة، حتى ألقي عليها القبض بالولاية الثالثة سنة 1957، ثم أطلق سراحها قبيل الاستقلال، بموجب عفو شامل أصدرته السلطات، ثم تزوجت الدكتور لاليام الطبيب الرئيسي للولاية الثالثة سنة 1962، وظلت يدها ممدودة لخدمة وطنها، إلى أن وافتها المنية في 2002 عن عمر يناهز 78 عاما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • كريم - الجزائر العظمى -

    تحية حارة لإبنها امين الذي رافقته في المدرسة من 1970 الى 1973 بالعاصمة . رحم الله والديك المجاهدين يا صديقي، اتذكر بحنين هذه السنوات الباهية التي قضيناها معا في بلادنا الحبيبة

  • .سامع

    لاكمال حياتها الداتية لا ننسا انها سنت قانون نزع الحجاب فى مصلحة امراض النساء والتوليد التى كانت تشرف عليها فى مستشفى parnet فى التسعينيات اوالالفنيات -انعم سيدى-

  • بنت عمران

    رحم الله الشهداء والمجاهدين المخلصين نأ سف لتغيب تاريخ بلادي الناصع وعدم تدوينه بأ يدي أصحابه توفيت سنة2002 ولم تاخذ منها شهدات لهذا الجيل الضائع حسبنا الله ونعم الوكيل

  • البرجي

    هي قامة و اول طبيبة نساء في الجزائر فمزيدا يا شروق تعريفا بهؤلاء الافذاذ فالذكرى عمر ثاني

  • البرجي

    ان الذكرى عمر ثاني ننتظر المريد عن مثل هذه القامات فهي اول طبيبة نساء

  • بوشارب محمد الشريف

    السلام عليكم و رحمة الله.
    إخواني أخواتي القراء أني ياسفني و أخجل كثيرا عندما أقرء ما كتب على النساء الصالحات و ما عملنه بجنب
    إخوانهم الرجال من اجلنا و من اجل الجزائر الحبيبة ،هن ّ من اللذين لم يخلفوا ما وعدوا به حتى توفتهنّ المنية ً،أنهالخسارة كبيرة لنا نحن أبناء الجزائر لعدم معرفة علمائنا و أمهاتنا و رجالنا إلا ّ بعد حقبة غليظة من الزمن و هذا إذا أتيحت لنا تلك الفرصة الناذرة التي هي ضءيلة جداّ في كل المجالات ،فواللهِ لمذا تظهرون ضهوركم للتاريخ ؟؟؟؟؟؟؟

  • محند امقران شريف

    زوجها هو طبيب العيون الشهير البروفيسور مصطفى لاليام ل كله رقة وانسانية وطيبة وكرم، وما اجمل ان تتذكر ش جريدة الشروق هؤلاء الابطال وتبرز انسانيتهم، مصطفى لاليام عالج شقيقي منذ اكثر من اربعين سنة وكانت له عيادة بالجزائر وسط وقد ضيقت عليه السلطات الطبية لترك المهنة والتوجه الى القطاع العام فلم يرفض مداواة المرضى وعلاجهم.رحم الله الشهداء والمجاهدين بناة الجزائر.