لا أحقر من نتانياهو
كلما تحدث زعيم الإرهاب ونازي العصر، بنيامين نتانياهو، إلا وحطّم رقما قياسيا في الكذب والزندقة والحقارة، وكان واضحا في آخر ندوة صحفية على سبيل المثال، من أسئلة الصحافيين الإسرائيليين، عدم تصديقهم أي “قذارة” كان يقذفها، حتى إن الأسئلة كانت تبدأ دائما بجملة: “سبق وأن قلت منذ أشهر، أو هل أنت مقتنع؟”، وتكمن الحقارة في أن الرجل يريد أن يبدو مرتاح البال ومطمئنا، إلى أن ذكّره صحافي بحالته الصحية المتدهورة، وبقوله للمقربين منه، بأنه لا ينام أكثر من ساعتين منذ السابع من أكتوبر من السنة الماضية.
الإرهابي نتانياهو قال بأن الجيش الإسرائيلي هو أنظف الجيوش في تاريخ البشرية، وهو إنسانيّ إلى درجة لا تصدق، وقال بأنه مستعد للتضحية بكل شيء والتفريط فيه، ولكنه لن يتخلى عن إنسانيته اتجاه الأبرياء الفلسطينيين، وأعطى رقما فلكيا عن إدخال مليون طن من الغذاء لأبناء غزة، وكيف تركهم ينزحون قرب البحر، وأمدهم بالخيم، في أحقر تصريح من أحقر الناس على الإطلاق.
عرف الفلسطينيون منذ نكبة 1948 وما قبلها العديد من الزعماء الصهاينة، من الذين كان همّهم الأول هو إبادة الشعب الفلسطيني وتمكين الصهاينة من إقامة “دولتهم”، من دافيد بن غوريون، إلى يانير لبيد، مرورا بزعماء نحتوا جرائمهم على قبة الصخرة المشرفة، مثل غولدا مايير وبيغن وشامير وشارون، ولكن “الكائن” الحالي، رفع سقف الحقارة إلى درجة، ستُرهق حقراء الزمن القادم من بعده. فالذي يرى ما حدث منذ قرابة سنة، قمّة الإنسانية، إما أن يكون مخبولا، أو إنه نوع جديد من الكائنات، ما عرفته الإنسانية من قبل.
ولأن الصهاينة أنفسهم ملّوا من علك الكلام ومن إدمان السماع، فقد نصح أحدهم أبناء جلدته، بأن يستمعوا لخُطب نتانياهو، عندما رأس حكومة الصهاينة في العهدة الأولى ما بين 1996 و1999 قبل باراك وشارون وأولمرت، وفي العهدة الثانية، ما بين 2015 و2019 قبل بينيت ولابيد، وسيرى بأن الرجل له نفس الجمل الحقيرة، لا يغيرها، سواء صفعته حماس في السابع من أكتوبر، أم ارتكب الجرائم في المستشفيات والملاجئ.
كلام نتن النتانة عن إنسانيته ووقوفه إلى جانب أبناء وعجائز فلسطين، وعن نظافة جيشه ورقيّه، لم نقرأ مثيلا له في سيرة فرعون وهامان وجنكيز خان وهولاكو وهتلر، من الذين أبادوا الملايين من البشر، وتبقى “حسنته” الوحيدة، أنه كشف وساخة المطبعين، الذين اختاروا أحقر رجل في تاريخ البشرية، ليعلنوا معه خيانة حقارة التطبيع، فكانوا مثله وربما أحقر منه.
لا أحد في العالم يظن أن نتايناهو يمتلك بعض الدهاء أو الذكاء أو القوة، فالذي يتابع قليلا من رغيه الكثير، يدرك من دون فحص سريري ولا تشخيص إكلينيكي، أن الرجل خليط بين الهبل والمغامرة غير محسوبة العواقب، وسيجرفه الطوفان، كما جرف اليمّ فرعون، أو يقتله الصرع، كما قتل هولاكو، أو ينتحر حسرة، كما انتحر أدولف هتلر.