-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا بدعة ولا زندقة!

جمال لعلامي
  • 419
  • 0
لا بدعة ولا زندقة!
ح.م

أثبت طلبة الجزائر، أنهم مفتاح كلّ الحلول والبدائل، وأنهم جزء لا يتجزأ من الشعب، وأنهم رقم فاعل في معادلة أيّ بناء أو تغيير، وأنهم ليسوا بتلك “الفزاعة” أو الإمّعة أو الصورة النمطية التي أراد البعض إلصاقها بهم خلال عدّة مراحل، وهاهم في عيدهم الوطني، يؤكدون أنهم امتداد لطلبة الثورة التحريرية، ممّن تركوا مقاعد الدراسة والتحقوا بإخوانهم لتحرير البلاد!

الأكيد أن المعطيات والمتغيرات والظروف والأسباب، مختلفة، وربما متناقضة، بين الأمس واليوم، لكن الأهداف متلاقية ممزوجة ببعضها البعض، من أجل المشاركة في بناء “جزائر جديدة” تكون فيها الكلمة للطلبة كغيرهم من فئات المجتمع، الذي تفكر له نخبته، وتبنيه كلّ السواعد الخيّرة التي لا تؤمن بغير هذا البلد كمحضنة وحضن يأويهم في البرد والحرّ!

في مثل هذه الظروف الاستثنائية والخاصة، لا يُمكن بأيّ حال من الأحوال، ولا بأيّ شكل من الأشكال، تجاوز الطلبة، وإبعادهم عن المساهمة في ابتكار الحلول وتنفيذها، وهذا ليس بالبدعة ولا الزندقة، وإنّما أحد مخارج النجدة الآمنة والسلمية والسليمة، في إطار “الحوار مع الجميع” من أجل الخروج من النفق، بعيدا عن منطق الإقصاء وعقلية النكران!

سماع صوت الطلبة، هو في حدّ ذاته بداية ردّ الاعتبار لهم، بعد سنوات من التهميش والتمييز والمفاضلة و”البهدلة”، بسبب سوء تسيير المنظومة الجامعية من طرف وصاية تعتقد مخطئة بأن الطالب هو محاضرات في المدرّجات ودروس تطبيقية ومذكرات تخرّج ونقاط، والأخطر من ذلك، “طابور” للتزاحم في الأحياء الجامعية الرديئة على وجبات قاتلة أحيانا!

هاهو الطالب يعكس وعيه ووطنيته وتحضره وسلميته، ويكشف بأن بعض المظاهر والتصرّفات المشينة، التي أريد لها أن تلتصق بالجامعة وروّادها، هي أفعال معزولة وفردية وشاذة، والشاذ طبعا يُحفظ ولا يُقاس عليه، علما أن هذا الطالب هو الطبيب والمهندس والقاضي والصحفي والباحث والأستاذ والسياسي والإطار والمسؤول، ولم لا الرئيس مستقبلا!

سقطت كلّ الأقنعة، وكشفت الأيام منذ 22 فيفري، أن الطلبة هم فعلا وقولا وعملا طلبة للعلم، وللخير والتغيير ولغد أفضل، وهو ما يضع مسؤولي القطاع خلال السنوات الماضية، بوزرائه ومديريه وعديد مسؤوليه، في الزاوية الحادة، وفي ورطة تعرّيهم بالجملة والتجزئة، وتلفّ حولهم أسباب مشاكل الجامعة، وتبرّئ الطلبة منها براءة الذئب من دم يوسف!

حتى وإن كان الطلبة، ضحايا أيضا لمنظومة تغبوية مريضة بالحشو و”الهفّ” والتغريب والتشريق وسياسة “البريكولاج” ومبدأ “تعلّم الحفافة في روس اليتامى”، إلا أن هؤلاء الطلبة هم شعلة وخطوة أولى في طريق الألف ميل لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه وإصلاح ما أفسده العطار والفجّار!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!