-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا شعائر دينية في بلاد “أمير المؤمنين”

لا شعائر دينية في بلاد “أمير المؤمنين”

سنّ الله المواسم الدينية حتى يلتقي الناس، كبيرهم وصغيرهم، فقيرهم وغنيّهم، مريضهم وسالمهم، في المكان والزمان ذاته على هدف واحد، وسنّ أميرا للبلاد أو حاكما، من أجل السهر على وضع هذه المواسم في مسارها السليم وحمايتها من المتربصين بها.

لكن ما يحدث في الجارة الغربية، صار مثيرا للشفقة، على شعب يتعرّض لمؤامرة أشد قسوة وخطورة من معاهدة “سايكس بيكو” التي مزّقت أوصال الدولة العثمانية ودمّرت فلسطين وانتهت بنكبة 1948…

توالي المساس بدين المغاربة الإسلام، وصمت أهل الدار بمثقفيهم ورجال الدين فيهم، بلغ درجة أصبحت فيها ضروريات التغريب والتصهين، تبيح كل المحظورات،

النظام المخزني يصرّ، منذ سنوات، على أن يكون يوم صوم أبناء البلد ويوم إفطارهم، مختلفين عن بقية شعوب العالم، والغريب أن الإعلان عن يوم الصوم مثلا أوعيد الفطر، لا يكون إلا بعد الإعلان عن رؤية الهلال في البلاد الإسلامية، ليس من باب خالف تعرف، وإنما من باب خالف لأجل أن يعرف الجميع بأن البلاد تريد لنفسها أمرا آخر، لا علاقة له بالأمة.

ومنذ فترة قصيرة، صدر بيان من القصر الملكي في الرباط، تحدث عن صحّة محمد السادس، التي بدت في التشخيص الطبي مختصرة على عدم القدرة على الجلوس فترة طويلة، وعرف الناس بعد ذلك بأن الإعلان، هو تحضير لإلغاء عادة ملكية رمضانية، في قراءة القرآن في القصر الملكي، ودعوة بعض شيوخ البلاط للتلاوة وشرح القرآن الكريم، وهي جلسات كان يبثّها التلفزيون ويحضرها أهل القصر، وهذا بحجة مرض الملك.

وإذا كان الشائع لدى المغاربة بأن إلغاء حلقات الذكر -كما تسمى- بسبب المرض الخطير الذي أقعد الملك، فإن إلغاء جلسات الذكر ثم أضحية العيد الذي يفصلنا عنه شهران، هو مساس بدين المغاربة؛ فمرض الملك لا يسقط عادة الذّكر، وأزمة المغرب الاقتصادية لا تسقط شعيرة النحر.

إلغاء سنّة الأضحية ليست الأولى في بلاد “أمير المؤمنين”، فقد حدثت مرة في عهد الجد محمد الخامس ومرتين في عهد الأب الحسن الثاني، وورثها شكلا محمد السادس وقد يجعلها حالة مزمنة، لأنها هذه المرة مقرونة بمخطط لإخراج أبناء البلد عن دينهم الإسلامي، من خلال تحجيم أرقام الحج، وتوقيف سفريات العمرة، وعدم منح تراخيص بناء المساجد، وانتهاء بمخالفة الأمة في زمن الصوم، وإلغاء حلقات الذّكر والأضحية، موازاة مع منح تراخيص بناء دور اليهود والسماح ببيع الخمور وممارسة العهر وتجارة الحشيش، في أيام الشهر الفضيل، في أقبح انحدار تعرفه المملكة العلوية التي نجحت في جعل هذه الأهوال تمرّ بسلام، بل وبمباركة أئمّة البلاد ومفكريها بل وعامة الشعب الذي كتم غيظه في قلبه في انتظار الهول الكبير.

حال بلاد مراكش لا يختلف عن حال فلسطين قبل سنة 1948، لكن المليون يهودي الذين سيجري توطينهم في المغرب يريدون أن يعيشوا من دون حساسية ولا تعصب ولا إسلاميين.. بل ولا إسلام في بلاد “أمير المؤمنين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!