-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا “غبرطة” بعد اليوم

لا “غبرطة” بعد اليوم
ح.م

ما إن غادرت وزيرة التّربية السّابقة نورية بن غبريط رمعون حتى بدأ قطار التّربية يعود إلى سكّته الطبيعية، ولأول مرة منذ سنوات تُجرى امتحانات نهاية السنة دون فضائح ولا مناورات تستهدف مواد الهوية من تاريخ ولغة عربية وتربية إسلامية وغيرها.

وآخر بشائر العهد الجديد هو التّكريم الذي حظيت به اللّغة العربية في امتحانات البكالوريا لشعب العلوم التجريبية والرياضيات والتسيير والاقتصاد والتقني رياضي، إذ تم اختيار نص للشّيخ “فضيل الورتيلاني” يدافع فيه عن اللّغة العربية، ويعدّد جرائم الاستعمار الفرنسي في طمس هوية الجزائريين من خلال استهداف لغتهم.

“احتل الفرنسيون الجزائر… فوجدوا أهلها يدينون بالإسلام ويتكلّمون بالعربية ويقدّسونها… فعزّ على المستعمِرين أن يكون لهذه الأمة مقدّسات، أو مقوّمات حياة، لأنهم بيّتوا قتلها، وإفناءها أو مسحها على الأقل”… هذه فقرة من الامتحان الذي ذكّر الطلبة بما ارتكبته فرنسا لطمس هوية الشّعب الجزائري.

والغريب أن هذا النّص الذي يدافع عن لغة الجزائريين الوطنية والرسمية أثار حفيظة بعض المستلبين ثقافيا ولغويا ودخلوا في حالة من الهستيريا الغامضة وكأنَّ النص يدافع عن لغة غير لغة الجزائريين!

واليوم نقولها صريحة: إن مشروع نورية بن غبريط رمعون ومن جاء بها لضرب هوية الجزائريين فشل فشلا ذريعا، بذهاب هذه الوزيرة، وكان لنا الشرف في “الشروق” للتصدي لكل المناورات التي قامت بها بدءا باستقدام خبراء فرنسيين للإشراف على “الإصلاحات” المزعومة، مرورا بمحاولة اعتماد اللهجات العامّية في السنوات الأولى من التعليم الابتدائي، وانتهاءً بالقرارات الخطيرة التي حضّرتها في السّر وحاولت فرضها في الواقع، بتقليص الحجم الساعي للتربية الإسلامية ومحاولة إلغائها من امتحانات البكالوريا وفرْنَسة المواد العلمية للتعليم الثانوي، وغيرها من القرارات التي كانت تُسرَّب إلى “الشروق” من مكاتب الوزارة على يد شرفاء رفضوا السّكوت عن الجريمة وأبلغوا “الشّروق” بتفاصيلها، بل زوَّدوها بوثائق رسمية عليها ختم الوزارة.

واليوم، ذهبت بن غبريط وسقط مشروعها في الماء، والعلامة الكاملة لأبناء القطاع من أساتذة وإطارات تربوية، هؤلاء قاوموا عملية المسخ الممنهج، وتحدّوا الوزيرة وطاقمها، وهي التي كانت تحظى بدعم مطلق من العصابة التي أسقطها الحراكُ الشعبي، وكل الجزائريين يتذكرون كيف ظهرت الوزيرة على شاشات التلفزيون في نفس اليوم الذي شهد فضيحة تسريب أسئلة البكالوريا، وهي في كامل الأريحية إلى جانب رئيس المخابرات حينها بشير طرطاق!

لقد طوى الجزائريون صفحة سوداء من تاريخهم كادت فرنسا تعود خلالها من الباب بعد أن طردها الثوارُ من النافذة، عبر السيطرة على عقول أبنائنا وطمس هويتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!