-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا مكان لـ”دزو معاهم”!

جمال لعلامي
  • 974
  • 0
لا مكان لـ”دزو معاهم”!
ح.م

من الطبيعي أن يعود الحديث عن تشريعيات ومحليات مسبقة أو مبكرة، وهذا يعني فيما يعنيه، “حلّ” برّ- لمان الحالي والمجالس المخلية، ودعوة الناخبين إلى اختيار ممثليهم مجددا، والحال، أن العملية ستكون بلا فائدة ونسخة من الطبعات السابقة، لو لم يتم اعتماد تغيير جذري لقانون الانتخابات، وأيضا عقلية الإدارة وذهنيات الأحزاب والمترشحين أنفسهم!

إذا استمرّ العمل على ترشيح النطيحة والمتردية وما أكل السبع، فلسان حال العقلاء يقول بأنه لا داعي لهذه الانتخابات الجديدة، فقد غرقت المجالس المنتخبة في “الرداءة” لسنوات طويلة، وتحوّلت في نظر المواطنين إلى “محالس” للاستفادة وجمع الغنائم وإبرام الصفقات تحت الطاولة وفوقها، ولذلك من الضروري تغيير التنظيمات المسيّرة لدخول هذه المؤسسات إذا أريد لها أن تسترجع الثقة والمصداقية!

لم يعد النائب والسيناتور والمير والمنتخب البلدي والولائي، في نظر الأغلبية المسحوقة من الزوالية، سوى نموذج للبزنسة والسمسرة وقضاء المصالح الشخصية والعائلية، وهذا التشخيص، حتى وإن كان فيه بعض التجنّي بالنسبة لعدد من “ممثلي الشعب”، إلاّ أنه يبقى حالة موضوعية لواقع مرّ، أصبح فيه هذا وذاك و”إيّاك” يتنافسون على مقعد في البرلمان أو حتى “طابوري” في المجالس البلدية والولائية، بما أثار إنّ وأخواتها وبنات عماتها!

لا يُمكن لعاقل أن يصدّق بسهولة، من آلاف المترشحين والمتحرّشين، يتزاحمون ويتهافتون ويتقاتلون على عضوية ورئاسة المؤسسات التشريعية والتمثيلية، من أجل تمثيل المواطنين والدفاع عنهم، مقابل أجرة زهيدة لا تكفي ربما لشراء “كوستيم” شيك مثلما يريده أولئك الذين يتبخترون ذات اليمين وذات الشمال عندما يركبون المناصب والحقائب!

العركة إذن، في غالب الظن، لها أسباب أخرى، متعلقة بالطول والعرض في إرادة مدسوسة، ورغبة مكتومة من أجل استغلال السلطة والمنصب وقضاء مصالح ضيقة لا علاقة لها بمشاكل البلدية ولا الولاية ولا الجزائر برمتها ولا هم يحزنون، ولذلك كره الناخبون المواعيد الانتخابية، وأصبحوا بين مقاطع وزاهد ومتنازل عن حقه ومتخلّ عن واجبه، والسبب طبعا تتحمّله تلك الكائنات السامة والمسمومة بفساد الروح والضمير!

من الضروري تغيير الذهنيات والقوانين معا، حتى تتوقف حملة قطف الرقاب التي أينعت، عند المتورطين في الفساد والعبث و”الحقرة” والإهمال والتسيّب واللامبالاة وسوء التسيير، وحتى تكون التشريعيات والمحليات القادمة، واجهة فعلية لبداية التغيير الحقيقي الممهّد لتشييد مشروع “الجزائر الجديدة” التي من الصعب بناؤها بوجوه تصرّ إلحاحا على أن المسؤولية تشريف وليست تكليفا، وتتعامل مع الناس بمنطق “دزو معاهم”!

يجب أن تنتهي الحلقات الكوميكية لمسلسل “دزو معاهم”، وذلك بتشديد شروط الترشح لعضوية البرلمان والمجالس المحلية، فمثلما يقول المثل الشعبي الشهير “قوم وإلاّ طلـّق”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!