-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق المراقبين بتبسة وتقف على واقع صادم

لحوم عفنة ونقانق مجهولة المحتوى في “عاصمة المشاوى”

ب.دريد
  • 1790
  • 0
لحوم عفنة ونقانق مجهولة المحتوى في “عاصمة المشاوى”
ح.م

لم يعد يفصلنا عن هلال شهر رمضان 2023 أكثر من أسبوعين، وهي فترة تعد من المواسم التي بلغ فيها نشاط مديرية التجارة ذروته، بولاية تبسة، على غرار مختلف ولايات الوطن، حيث تحركت آلة الرقابة، تزامنا مع تحرك آلة البيع والشراء بقوة، خاصة في ولاية تبسة، التي لم يعد يعمل تجارها مع أبناء الولاية فقط، وإنما مع عدد من الوافدين من خارج الولاية من أم البواقي وسوق اهراس وبسكرة وحتى قسنطينة وعنابة والعاصمة، حيث يطلبون بعض التوابل وحتى الأواني الفخارية واللحوم، ومن الآلاف من التونسيين الذي يدخلون الجزائر لأسباب أو لأخرى، ويقتنون حاجيات في طريق العودة.
ورافقت “الشروق” إحدى الخرجات الرقابية لمديرة التجارة، خصت هذه المرة بلدية الحمامات التي تبعد عن مقر عاصمة الولاية تبسة بنحو 18 كلم، وهي بلدة تاريخية فيها الكثير من الآثار الرومانية، والمنابع المائية ويختارها الزبائن لشهرة لحوم ماشيتها ذات الذوق الطيب، لأجل ذلك خطفت السياح المحليين والأجانب بمطاعمها وقصاباتها.
عملية المراقبة بدأت منذ صباح الإثنين، وشملت الكثير من المطاعم والجزارين ببلدية الحمامات، حيث صارت عاصمة الشرق في مجال مطاعم المشويات والجزارين، لطبيعتها السياحية، وإقبال الزوار عليها في شهر رمضان بالخصوص، وقد سجل أعوان الرقابة عددا من المخالفات، خاصة ما تعلق بالنظافة ومخالفة الشروط الصحية، والغريب أن غالبية المطاعم لا يحوز أصحابها والعاملون بها سجلات تجارية، أما عن مطابقتها للممارسة التجارية من عرض لحوم للزبائن مجهولة المصدر في ظروف منعدمة النظافة، فحدّث ولا حرج، مصالح المراقبة وجدت قرابة 400 كلغ من أحشاء خروف موضوعة على الأرض في قصابة في قلب البلدة وتعد الأكثر جلبا للزبائن، وعندما طلبت من صاحب القصابة منحها وثائق تثبت صحتها أو مصدرها، بقي صامتا، وقال صاحبها بأنها مخصصة لصناعة النقانق، من دون أدنى مراعاة لشروط النظافة، أو حتى النوعية، التي تصنع بها النقانق، والتي من المفروض كما قال له أعوان التجارة، أنها تصنع من اللحم الخالص، من دون غيره، فالنقانق لا تصنع من الأحشاء، نظرا لحساسيتها وأنها سريعة التلف خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة.
والغريب أن البلدية التي صارت مقصدا لشراء اللحم، قام بعض الأشخاص فيها بوضع طاولات قرب حوانيت مغلقة، وليست في الخدمة، وهم يبيعون لحوما تلقى الرواج الكبير، ولا أحد يعرف مصدرها، وأين ذُبحت وسُلخت ومتى وكيف، ومع اقتراب شهر رمضان تجد حوانيت لا علاقة لها بفن الجزارة ومهنتها، تتحول بين عشية وضحاها إلى بيع اللحوم، مصالح الرقابة لم تنه جولتها الصباحية ليوم الإثنين حتى كانت قد أعدت ملفات لمخالفين عددهم قارب العشرة، لأجل إحالتهم أمام الجهات القضائية، كما وجه أعوان الرقابة تحذيرا لأصحاب المطاعم بخصوص الممارسة التجارية ومختلف المخالفات التي تتعلق بالنظافة بالخصوص، ستؤدي بمحلاتهم إلى الغلق في جولة فجائية قادمة، لأن المحافظة على صحة وسلامة المواطنين بدت غائبة تماما في عاصمة اللحوم ومطاعم الشواء التي تجلب الناس في نهار وليل رمضان كما يقول أهل الحمامات وغالبية أبناء ولاية تبسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!