-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أئمة ومواطنون يستنكرون

لصوص يسرقون شواهد القبور الرخامية للبزنسة فيها

الشروق أونلاين
  • 3310
  • 0
لصوص يسرقون شواهد القبور الرخامية للبزنسة فيها
الأرشيف

كل شيء يصلح للبزنسة في الجزائر، فتخيّل أن بعض الأشخاص يسرقون شواهد القبور ويمحون منها بيانات المُتوفّى، ويعيدون بيعها لعائلة مُتوفّ جديد. فكثير من العائلات تفاجأت باختفاء شاهد قبرها عندما قصدت المقبرة صباحا.

تحرصُ كثير من العائلات على وضع شاهد فوق قبر المتوفى أو كما يسمى “الدالة”، يكون مصنوعا من الخشب أو الرّخام، وتُدوّن عليه بيانات المُتوفّى من اسم ولقب وتاريخ الميلاد والوفاة.

وحسب عامل بإحدى مقابر العاصمة، أوضح لنا أن الشواهد الخشبية الموضوعة على كثير من القبور يتبرع بها نجارون للمقابر، وحسبه “يحضرون لنا يوميا أو شهريا حتى 40 لوحة خشبية، وعندما تحضر العائلة لدفن متوف من أقاربها، تقصد مكتبنا على مستوى المقبرة، للبحث عن شاهد خشبي تضعه فوق القبر وتدون عليه بيانات المتوفى ليتعرف أقاربهم على مكان القبر أثناء زيارتهم خلال الـ40 يوما التالية للوفاة”.

 ويؤكد مُحدّثنا أنه بعد اليوم الأربعين، كثير من العائلات تعوض الشواهد الخشبية بأخرىرُخاميّة، والأخيرة تختلف أسعارها حسب أحجامها، فاللوحة الرخامية ذات مقاس 30 على 30 سم يبلغ سعرها 1500 دج، وذاتٌ مقاسُ 30 على 40 سم وتحوي نقشا قليلا يصلُ سعرها 2500 دج، أما لوحة الرٌّخام التي يصل مقاسها 30 على 75 وتضم نٌقٌوشا وتزيينا وآية قرانية، فيبلغُ سعرها حتى 5000 دج.

وهذه الشواهد “الفخمة” تٌغري كثيرا لصوص المقابر، فيتحيّنون الفرص، خاصة بالمقابر المعزولة أو التي لا يحيط بها سياج، ويسرقونها ليلا، ويستعينون أحيانا بحرفييّن لإزالة بيانات المٌتوفى المكتوبة غالبا بطريقة “الحفر” على الرّخام، ويُعاودون بيعها بأسعار تتراوح بين 500 و1000 دج للشّاهد الواحد.

وينتظر اللصوص وصول جنازة للمقبرة لعرض شاهدهم على مُرافقي المتوفى.

 

 رئيس جمعية حماية المقابر: حذرنا السلطات من الظاهرة 

 وفي الموضوع، أكّد محمود عرباجي، رئيس جمعية الحفاظ على المقابر لولاية الجزائر، أن سرقة شواهد القبور ظاهرة حقيقية وموجودة، وذهب أبعد من ذلك عندما أكد لنا، أن غالبية لصوص الشواهد، هم من أصحاب المهنة، ويوضح “بعض أصحاب الورشات يصنعون شواهد قبور ويبيعونها بطريقة عادية، وعندما يُركّب الشاهد على القبر، يحرضون لصوصا على سرقة ذلك الشاهد الذي صنعوه، ويمحون منه البيانات ليعاودوا بيعه لآخرين، فيستفيدون على مرتين”.

وحسبه “أثناء زياراتنا المتكررة لكثير من مقابر العاصمة، لاحظنا غياب بعض الشواهد”، وتأسف المتحدث للتدنيس الذي يطال حرمة الموتى يوميا.

 ومن جهة أخرى، كشف عرباجي، عن سعي الجمعية لإحصاء القبور التي تخلى عنها أهلها منذ عقود، وهاجروا للخارج، لفتحها وإعادة استغلالها بدل بقائها مهجورة.

اعتبر المنسق الوطني لنقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، أن الدين الإسلامي أولى أهمية كبيرة للمقابر، وحسب قوله “الأموات لهم حرمة في ديننا الإسلامي ويعاملون مثل الأحياء… وخير دليل إلقاء السلام عليهم عند دخولنا المقابر”.

وتأسّف حجيمي لظاهرة تدنيس القبور، ومن يقدم على هذا الفعل – حسب وصفه –  فقلبه جاحد لم يعتبر من الموت، “فكفى بالموت موعظة” يقول حجيمي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!