لقاء بوتين وعراقجي.. هل تقدم روسيا مزيدا من الدعم لإيران؟

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال محادثات في موسكو، اليوم الاثنين، إن العدوان على إيران لا مبرر له، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم مزيد من الدعم.
وشدد بوتين في بداية محادثاته مع عراقجي بالكرملين على أن وزارة الخارجية عبرت عن موقف موسكو من الأحداث الجارية، مضيفا أن الاجتماع سيمنح الفرصة لإيجاد سبل للخروج من الوضع الحالي.
من جانبه وصف الوزير الإيراني موسكو بأنها “تقف مع الجانب الصحيح من التاريخ”، وذلك بعد تاكدي بوتين على مساعدة الشعب الإيراني.
في ذات السياق قالت وكالة رويترز، إن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بعث عراقجي إلى موسكو لطلب المزيد من المساعدة من حليفته روسيا بعد العدوان الأمريكي على طهران.
🔴 لقاء بوتين وعراقجي في موسكو pic.twitter.com/fDRvGkGvr3
— شبكة الأبدال الإعلامية | البحرين (@abdalnet) June 23, 2025
وفي وقت سابق من اللقاء، كشف عراقجي، الذي وصل إلى العاصمة الروسية موسكو، مساء الأحد، أنه سيبحث مع بوتين سبل مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، بعد التطورات الأخيرة.
وقال عراقجي فور وصوله: “لطالما جمعتنا بروسيا هواجس وأعداء مشتركون، وقد اعتدنا على التعاون والتشاور الوثيقين لمواجهة التحديات المشتركة، وهذا ما سنقوم به خلال لقائي مع الرئيس بوتين يوم الإثنين”.
وأضاف: “في ظل الظروف الدقيقة والخطيرة التي تهدد النظام الدولي، فإن المشاورات بين إيران وروسيا تحظى بأهمية بالغة، وسنسعى إلى تنسيق المواقف بين البلدين”.
وأكد أن “الأوضاع الخاصة التي تمر بها المنطقة تتطلب أن تكون المشاورات بين طهران وموسكو أدق وأعمق وأكثر قرباً من أي وقت مضى”.
والأحد، علقت روسيا، على ضرب الولايات المتحدة الأمريكية لمنشآت إيران النووية، بعدما حذرتها في وقت سابق من التدخل في الحرب، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني عن زيارته لموسكو.
وقال دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، عبر قناته على “تيليغرام”: “ترامب، الذي جاء رئيسا صانعا للسلام، بدأ حربا أمريكية جديدة”، مضيفا أن “الشعب الإيراني يتوحد الآن حول القيادة الدينية بعد الضربات الأمريكية”، مشددًا على أن “إيران ستواصل تخصيب المواد النووية ردا على الضربات الأمريكية”.
وتابع أن “الولايات المتحدة تورطت في صراع جديد قد يتطور إلى عملية برية” وأن “عدة دول مستعدة الآن لتزويد إيران بالذخائر النووية مباشرة”.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إنه سيزور روسيا مساء اليوم، لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتباحث حول الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية فجر اليوم.
وأوضح عراقجي، خلال مؤتمر صحفي من إسطنبول التركية اليوم، إن روسيا دولة صديقة ولدى طهران شراكات استراتيجية معها، مشيرا إلى أنه سيبحث مع الرئيس الروسي آليات الرد على الهجوم الأمريكي وتنسيق المواقف بالخصوص.
والخميس 19 جوان، قالت الرئاسة الروسية “الكرملين”، إن إيران لم تطلب أي مساعدات عسكرية من روسيا لكن دعم موسكو لطهران موجود بشكل عام.، مضيفة أن موسكو تحافظ على شراكتها مع إيران وعلاقات الثقة مع تل أبيب.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن “أي تدخل أمريكي في الصراع بين إيران وإسرائيل سيمثل دوامة تصعيد رهيبة”.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن عددا من الخبراء الروس ما زالوا موجودين في موقع بوشهر النووي الإيراني، نافيا أن تكون طهران قد طلبت دعما عسكريا من موسكو خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية الحالية.
وقال بوتين، الخميس في لقاء مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية في سان بطرسبورغ، إن الخبراء الروس الذين يعملون في منشأة بوشهر النووية في إيران يبلغ عددهم 250 شخصا وقد يصل عددهم إلى 600، وأضاف أنه تم الاتفاق مع إسرائيل على ضمان سلامتهم.
وأضاف أنه لا يوجد في اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الموقعة بين روسيا وإيران أي بند يتعلق بالدفاع، مشيرا إلى أن السلطات الإيرانية لم تطلب أي مساعدة عسكرية من موسكو.
وأوضح أنه “لا يرغب حتى في مناقشة” احتمال اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي على يد الاحتلال الإسرائيلي أو الولايات المتحدة، وذلك ردا على سؤال خلال اجتماع مع كبار المحررين من مختلف المؤسسات الإعلامية على هامش منتدى اقتصادي.
وشدد بوتين على أنه “يمكن إيجاد حل” مناسب لكل من تل أبيب وإيران يضمن مصالح الطرفين، بحيث يمكن ضمان مصالح إيران النووية وتبديد مخاوف الكيان الصهيوني.
وجاءت هذه التصريحات في وقت تتعرض فيه موسكو لانتقادات متزايدة بسبب موقفها “المتراخي” تجاه دعم حليفتها إيران خلال الهجمات الصهيونية الأخيرة، رغم أن طهران وفرت دعماً عسكرياً حيوياً لروسيا في أوكرانيا عبر تزويدها بمسيرات وصواريخ.
والأربعاء 18 جوان، وجّهت روسيا، تحذيرا شديد اللهجة للولايات المتحدة الأمريكية من مساعدة تل أبيب عسكريا في الحرب على إيران.
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من أن المساعدة العسكرية الأمريكية المباشرة للكيان الصهيوني ربما تزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري، بالقول: “نحذّر أمريكا من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة الى إسرائيل أو حتى مجرد التفكير في الأمر”.
وأضاف: “أي مساعدة عسكرية مباشرة محتملة من واشنطن لإسرائيل قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط جذريًّا”، مشيرة إلى أن روسيا على اتصال مع كل من إيران وتل أبيب.
ومساء الثلاثاء 17 جوان، أفادت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، نقلاً مصدر مطلع على مواقف الكرملين، بأن إيران لم تطلب المساعدة من روسيا في حربها ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما لا تعتزم موسكو تقديم أي دعم دفاعي لطهران.
وأشار المصدر إلى أنه “لا أحد قادر على إيقاف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مواصلة القصف”، وأن روسيا “لن تتمكن من لعب دور الوسيط لوقف الصراع، إذا كان الهدف هو تغيير النظام الإيراني”.
ورفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤشر التهديد إلى سقف غير مسبوق، وطالب إيران بالاستسلام غير المشروط، ملوحا بإمكانية قتل المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي، الذي قال إن الولايات المتحدة تعرف أين يعيش.