لماذا لم يُمنَع عمورة من دخول مكتب والي جيجل وهو يرتدي سروال “رعاة البقر”؟

على غير العادة، لم يتأفّف والي ولاية جيجل من اللاعب الدولي الجزائري محمد الأمين عمورة، مُرتدي سروال “رعاة البقر” (الجينز)، وهو يستقبله في مكتبه.
وكانت سلطات ولاية جيجل قد نظمّت حفل تكريم رمزي على شرف اللاعب الدولي عمورة، بعد تألّقه مُؤخّرا مع “الخضر”، حيث سجّل هدفَين، ونال كأس سويسرا مع نادي لوغانو.
ولا يقتصر الأمر على مكتب والي الولاية رقم “18”، بل يتعلّق الأمر بِكلّ زملائه في ولايات تراب الجمهورية. حيث يُرفَض استقبال مواطن لا يعتني بِهندامه، ونقصد بِعبارة “لا يعتني بِهندامه” يرتدى سروال “جينز” أو بذلة رياضية. أمّا عندما يتعلّق الأمر بِنجوم “الجلد المنفوخ” و”الشطيح والرديح”، فكل شيء مباح.
وما يُؤسف له أيضا أن هذا التصرّف الإداري المُشين، انتقل فيروسه إلى المؤسسات التربوية، حيث أن بعض مديري المدارس (والمتوسطات والثانويات، بل عمداء الجامعات) مِن “البرجوازيين” الجدد، يمنعون دخول التلاميذ والطلبة بِألبسة غير لائقة (جينز، سروال رياضي/ لا نقصد فاضحة)، لكن لا يُكلّف هذا المسؤول نفسه عناء التفكير في أن التلميذ رُبّما ينتمي إلى الطبقة المسحوقة، ولا يملك والده ما يُمكّنه من اقتناء لباس فاخر لـ “عصفوره”.
كما تنتشر هذه “الآفة” في البرلمان، وكثيرا ما أُبعد صحافيون عن تأدية مهامهم، بِسبب ارتدائهم سراويل “جينز”. ذلك أن النائب الهمام يتأفّف من لباس “لي كوبوي”، لأن المنصب الكبير جعله ينسى وكره.
خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية في ربيع 2017، دارت ملاسنات حادّة بين المترشّح إيمانويل ماكرون وأحد مواطنيه في الشارع وأمام كاميرا التلفزيون (الرابط الإلكتروني المدرج أدناه)، حيث صاح الشاب في وجه الرئيس المستقبلي، وقال له: البذلة الكلاسيكية الفاخرة التي ترتديها لا يستطيع “شعيب الخديم” (النسخة الفرنسية) اقتناءها!
يُفترض أن هذا النّوع من الممارسات الإدارية البائدة انقرض، وإلى الأبد.