-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا.. وإلى متى؟

جمال لعلامي
  • 1161
  • 0
لماذا.. وإلى متى؟

عندما تتحوّل الزحمة إلى “عدوّ” يخنق الجزائريين عبر الطرقات، ويهدد رزقهم وصحتهم، ويعطل المشاريع التنموية ويضرب الاستثمار والاقتصاد الوطنيين في العمق، مثلما يربط الإدارة ومختلف الوظائف والمحن، مثل التجارة والفلاحة والسياحة، فتعمّ الجياحة!

من المسؤول عن هذه الزحمة الملعونة؟ لماذا تعطلت الحلول وتأجلت البدائل؟ هل المشكل في انتعاش وإنعاش الحظيرة الوطنية للسيارات أم في شبكة الطرقات؟ وهل من المعقولتجريمتعدّد امتلاك سيارات داخل العائلة الواحدة؟ وهل من المقبول أن يتنقل أي فرد بسيارته من أجل اقتناء خبزة وشكارةحليب؟ وإلى متى نستمر في عقلية  كل عطلة فيها خير؟

أعتقد وقد أكون مخطئا، أن الإشكالية أعمق، والحلول تبقى ممكنة وليست مستحيلة، لكن لا ينبغي أبدا الاعتقاد بأن معضلة زحمة المرور هي اختراعمايد اين ألجيرياأو أنها ظاهرة حصرية وخاصة بالجزائر فقط!

لكن، من الضروري البحث عن مخارج النجدة، بعيدا عن السفسطائية وتأجيل الحلول، ومسح الموسفي الآخر، ونفض الأيدي من المسؤوليات، ومن المفيد لو اجتمعت كلّ الأطراف المعنية للتنسيق والتباحث بدل التراشق بالاتهامات بما يفرّق دمالأزمةبين هؤلاء وأولئك وتظل الزحمة إلا أبد الآبدين!

عندما تـُعلن الأرقام أن ما لا يقلّ عن 5 ملايين مركبة تحبس أنفاس العاصمة يوميا، وجزء مهمّ من هذه الوسائل قادم من أغلب الولايات، يجب ابتكار الحلّ الجاهز لمواجهة هذاالطوفانقبل فوات الآوان!

نعم، الأكيد أن هناك بدل الحلّ حلولا، لكن قد تكون البيروقراطية هي الأخرى وراء الإبقاء على الوضع القائم إلى أجل غير مسمّى، وهذا لا ينفي تراكم تداعيات التراخي والتسيّب واللامبالاة والإهمال والتقاعس، ولا يعفيهم أيضا من وزر هذه الزحمة التي فرضت على الجزائريين الغمّة!

المخرج ليس أبدا في تحميل مسؤولية الكارثةللمواطن، وإنـّما الأصلح هو إعادة النظر في الكثير من التنظيمات والعقليات البائدة في التسيير بما لا يجعل من الزحمة هاجسا يوميا وغولا ينتظر الجزائريين في كلّ الأوقات خارج بيوتهم، فيصبح الواحد منـّامحتالابالفطرة من خلال تسجيل تأخرات اضطرارية متكرّرة عن العمل والدراسة أو تضييع موعد عند الطبيب أو موعد إقلاع الطائرة أو يتوفى المريض وسط الطريق والعياذ بالله!

 

لن نتطوّر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما لم يصبح لاحترام الوقت قيمة، وهذا لن يحصل إذا استمرت هذه الزحمة التي تجعلنا جميعا نخلط بين الليل والنهار لضمان الحدّ الأدنى من الخدمة!  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!