-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لن ينجح الحاقدون على المقاومة

لن ينجح الحاقدون على المقاومة

ما لم يكن في الحسبان وقع، والحرب الصهيونية التي قيل إنها خاطفة، صارت حرب سنوات، والأحقاد التي تمثلت في الإبادة والتجويع والتهجير، تطوّرت إلى زرع فتنة، في محاولة لجعل أروع ما في الأمة، بشاعة ونذالة بأسماء مختلفة.

لقد نجحوا في سنوات ماضية في جعل القضية الفلسطينية، فلسطينية فقط، ونجحوا في وضع دول عربية وإسلامية تحت الراية السداسية، وهم يبذلون حاليا، بمساعدة من جعلوهم تحت رايتهم، آخر خراطيش المكائد، لأجل أن يقاتل الفلسطينيُّ الفلسطينيَّ، وحينها سيعلنون انتصارهم الكبير.

عندما وصف رجال المقاومة غداة تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، أن ما تحقق بعد أكثر من سنة من الدمار، هو انتصار للمقاومة التي صمدت وبخّرت كل مخططات العدوان الصهيوني، الذي كان مدعما من مختلف القوى الكبرى، لم يكونوا مخطئين، بعد أن راجع المعتدون شريط أفعالهم، وما وصلت إليه الحال، فنقضوا عهودهم كما كانت حالهم دائما، وعادوا إلى المعركة، لكن بزرع مزيد من الفتنة من أجل تحقيق ما عجزوا عنه بالسلاح والإعلام والخيانات التي منحتهم التمكّن من رموز المقاومة في فلسطين ولبنان، وما يحدث حاليا تحت أسماء “الحراك” و”الرفض” و”السلام”، ومنحه بعض “البهرجة” الإعلامية من فضائيات عربية تجاوزت بغبطتها، الفضائيات الصهيونية، هو القذيفة الدامية التي تريد عبرها الصهيونية العالمية تحقيق ضربتها المدمِّرة للأمة وليس لأهل فلسطين فقط.

لا نظن أنّ هناك من يفهم في العالم النفس الصهيونية أكثر من الفلسطينيين، فقد ذاقوا منهم كل الويلات، وأي فلسطيني في العالم، يعلم بأن أهل الكيان وقادته لن يحلو لهم عيش، إلا بإبادة آخر فلسطيني، ولن يهنأ لهم مستقبل إلا بتأمين الكيان باقتطاع مزيد من الأراضي العربية، ليس في محيط الكيان، من الأردن وسوريا إلى لبنان ومصر، وإنما في قلب الأمة إلى غاية محيطها، والشعب السوري وحتى المغربي يعلم بأن التوسع والبطش والتجرّد من الأخلاق هو “كروسومات” هذا الكائن.

ما يُدمي القلب، أن الذين وهبوا شبابهم وأنفسهم، ومنهم من استُشهد ومعه العشرات من أبنائه وأحفاده والأقربين، لا يُجازون حتى بدعاء الرحمة، أو ذكر محاسنهم، وأن الشعب الذي قاوم وصبر وقدّم أروع الملاحم في تاريخ البشرية، صار يُنعت بالساكت عن الحق والمتورّط في ما سموه “الانتحار”. وبدلا من أن يحارب المقاومون والشعب الفلسطيني، الصهيونية العالمية الممتدة في كل قارات العالم، صاروا يحاربون إلى جانبهم، بعض المقرّبين منهم، وحرب الأقربين أصعب وأكثر إيلاما.

في حروب الحق، لا أحد يعرف منتهاها، ولا مسارها، ولكنها في كل الأحوال هي معارك قد تبتسم في الكثير من الجولات لصالح الظالم، ولكنها، طال الأمد أم قصر، ستعلن انتصار الحق. وفي التاريخ نماذج كثيرة، قد تكون ثورات الجزائر وانتفاضاتها أهم صورها، فقد امتدّت قرنا وثلث قرن، وضيّعت فرنسا خلالها الملايين وشردت وجوّعت وأبادت وجيّشت الخونة، ولكنها في النهاية منحت الحق لأهله، والخذلان للظالمين، الذين مازالوا إلى حد الآن يبتلعون غيظهم، وعندما عجزوا تقيؤوا.. على أنفسهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!