لهذه الأسباب المدرجات شبه فارغة في مونديال الأندية

وصف مدرب تشيلسي، إنزو ماريسكا، الأجواء في ملعب مرسيدس-بنز بمدينة أتلانتا الأميركية بـ “الغريبة بعض الشيء”، وذلك خلال انطلاق مشوار فريقه في كأس العالم للأندية بفوزٍ بنتيجة 2-0 على لوس أنجلوس إف سي، أمام صفوف شاسعة من المقاعد الفارغة.

فالملعب المتعدد الاستخدامات يتسع لـ71،000 متفرج، إلا أن مباراة دور المجموعات يوم الإثنين، والتي انطلقت عند الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، لم تجذب إلا ما يزيد قليلًا عن 22 ألف مشجع، وهو أقل من توقعات الاتحاد الدولي “الفيفا” بحضور 26 ألف مشجع على أقل تقدير.

وباتت أزمة الحضور الجماهيري في مونديال الأندية طاغية على التقارير الصحافية العالمية، فالمباراة الثانية التي أقيمت بين فلامينغو البرازيلي والترجي التونسي لعبت “في أمسية باردة على ملعب لينكولن فاينانشال فيلد نصف الفارغ” بمدينة فيلادلفيا، وفق ما وصفت وكالة “رويترز”.

وقال للصحافيين بعد اللقاء: “أعتقد أن الأجواء كانت غريبة بعض الشيء، الملعب كان شبه فارغ، لم يكن ممتلئًا”.

وتوقع المدرب الإيطالي حضورًا جماهيريًا أكبر في المباراة المقبلة أمام الفريق البرازيلي فلامنغو، والتي ستُقام على ملعب “لينكولن فاينانشال فيلد” في فيلادلفيا يوم الجمعة، وذلك بسبب حضور الجماهير البرازيلية لمواكبة فريقها، لكن توقعه لا يبدو أنه صائب وفق ما ظهرت به مدرجات مباراة الفريق البرازيلي مع الترجي.

وتعزو بعض التقارير هذا الإحجام الجماهيري إلى ارتفاع أسعار التذاكر بداية، حيث بلغت التذكرة العادية للجمهور 349 دولارًا أميركيًا في بعض المباريات، ما أعطى فكرة للعامة في بلاد لا تشكل كرة القدم، اللعبة الأولى شعبيًا، بأن هذه البطولة موجهة لفئة خاصة من الجمهور.

إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم تدارك الأمر سريعًا، بخفض قياسي لأسعار التذاكر، ليبلغ سعر التذكرة 55 دولارًا أميركيًا بسبب عدم بيع التذاكر بوفرة، لكن هذه الخطوة لم تكن كافية، وقابلها توقيت المباريات بحسب صحيفة “غارديان” البريطانية.

وتقام بعض المباريات في أيام منتصف الأسبوع، وفي ساعات دوام العمل لمعظم الأميركيين، إضافة لمشكلة الانتقال إلى الملعب، في وقت الذروة عند المدن الأميركية واسعة المساحة.

وفتح تعاقد مع شبكة “دازن” لنقل المباريات بشكل مجاني عبر التطبيق، المجال للعديد من عشاق كرة القدم، لمشاهدة المنافسات عبر الهواتف من بيوتهم.

وكان الفيفا قد تعاقد قبل البطولة مع منصة البث الرياضي دازن لتكون الناقل العالمي الحصري لكأس العالم للأندية 2025، الذي يشارك فيه 32 فريقًا، وذلك في صفقة قدّرت تقارير قيمتها بمليار دولار.

وتأتي البطولة في ظل قيود مشددة فرضها الرئيس دونالد ترمب على الهجرة، والتأشيرات، ما جعل البلاد المشاركة تدقق في تأشيرات الجماهير المتجهة للولايات المتحدة، ومنها الأرجنتين التي تشارك بناديين يحظيان بشعبية جارفة مثل بوكا جونيورز وريفير بليت.

وقبيل المونديال، سلمت وزيرة الأمن الأرجنتينية باتريسيا بولريتش، سفارة الولايات المتحدة في بوينس آيرس قائمة تضم 15 ألف مشجّع كرة قدم لمنعهم من دخول الملاعب خلال البطولة.