-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يصورن مطابخهن ويتبعن أخطاءهن

لواسات يعلن الحرب على الكنات على النت

فاروق كداش
  • 2401
  • 0
لواسات يعلن الحرب على الكنات على النت
بريشة: فاتح بارة

بين العروس واللوسة حرب بلا هوادة، تعود جذورها إلى العهد الجوراسي، الشرارة المتيقظة التي تدوم أكثر من شعلة أولمبية… مؤامرات خيانة ودسائس هو ديدنهما اليومي. فمن الشر تستمد كل منهما قوتها، وهاهي الحرب تنقل رحاها إلى فضاء أزرق فسيح، كل الأسلحة فيه مسموح بها.. إنه الفايسبوك… الشروق العربي، تجوب صفحات النت كمراسل حربي لينقل لكم الحدث كما حدث.

 في سابقة غير معهودة، انتقلت الحرب بين اللوسة والعروس، من مجرد سب وشتم إلى تشهير ونشر للغسيل الوسخ على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع وجود عشرات الصفحات النسوية على الفايسبوك، أصبح من السهل التهجم والنقد والفضح والاختباء بعدها وراء الشاشات. الحادثة التي دفعتني إلى كتابة هذا الموضوع حدثت قبل مدة غير بعيدة، وأسالت الكثير من الحبر، أقصد التعليقات… نقرت كعادتي على صفحة تعودت تصفحها، فهالني بوست في غاية القسوة… نشرت لوسة مهووسة صورا خاصة ببيت زوجة أخيها، ونعتتها بأفظع الأوصاف، خاصة في ما يخص نظافة البيت وترتيبه. وكلوسة محترمة، راحت تمجد أخاها وأن المسكين لا يستحق زوجة بهذا الإهمال.. كانت الصور صادمة للغاية حقا، لكن الواقع كان مغايرا تماما… فزوجة الأخ المتهمة كانت في حقيقة الأمر طريحة الفراش في مستشفى تصارع السرطان، منذ ستة أشهر أو نيف، وكم كانت الصدمة عنيفة بالنسبة إليها، ما زادها تعبا ونصبا عند رؤيتها صور بيتها تجوب النت… بعناء كبير، ردت هذه الزوجة المصدومة بيد ترتجف عروقها، موصولة بالسيروم والأدوية الكيماوية:

“حسبي الله ونعم الوكيل فيك، يا عمة أولادي، يا أخت زوجي، يا امرأة يا مسلمة… أنا الآن بين الحياة والموت، أصارع من أجل البقاء بين يدي خالقي، لا أدري كم تبقى لي من وقت… منذ ستة أشهر وأنا أجول المستشفيات من ولاية إلى أخرى تحت رحمة الكيماوي… سقط شعري، وذبل جسدي، وفارقت وجهي ابتسامته.. بينما أواجه بجلد كل هذا، تخونين الأمانة وتصورين دارا هجرتها صاحبتها لدواع صحية… أريدكم أن توصلوا رسالتي إلى كل المجموعات، كما أوصلتموني رسالة تلك الظالمة، ولا تنسوني بخالص الدعاء”.

هذه الرسالة رقت لها أعتى القلوب وأقساها، وحصدت آلاف التعليقات والدعوات بالشفاء العاجل. والغريب في الأمر، أن اللوسة بعد كل ما تسببت فيه من متاعب لهذه المسكينة تحاملت عليها الكرة بعد الكرة.

وما زاد الطين بلة، أنها راحت تشتم باقي عضوات المجموعة وتنعتهم بالمعفونات: “من تقول لي اهتمي ببيتك أقول لها إنني متزوجة وداري تشبه غرفة العمليات من نظافتها… من تدافع عنها مثلها قذرة، ولكن لم تصادف من يفضحها”.

كانت صدمتي كبيرة، لأنني لم أكن أدري أن القلوب تحمل هذا الكم الهائل من الحقد والضغينة، غير أنني طبت بالا عندما رأيت أن الجزائريات الفحلات كن بالمرصاد وهاجمن اللوسة التي فضحت أخاها قبل أن تفضح زوجته.

هاشتاغ # رجعولي محزمتي

قصة أخرى تشهد عليها حيطان الفايسبوك المغلقة، لفتاة في التاسعة عشرة من عمرها، راحت ضحية زوجة أخيها هذه المرة.. تقول هذه الفتاة في رسالتها لإحدى المجموعات النسوية الشهيرة، إن أمها من يوم ميلادها وهي تخبئ لها اللويزات لتصنع لها محزمة تأخذها في جهازها… بعد عناء طويل، اكتملت المحزمة أخيرا، غير أن فرحتها لم تكتمل بعد أن قرر أخوها الزواج، فطلب من أمه أن تعطيه المحزمة ليضعها في الصداق “شباح” على أن يعيدها بعد العرس مباشرة بالاتفاق مع زوجته… بعد أيام، أظهر الأخ ما يضمره من شر، فقد أخلف وعده ورهن المحزمة الثمينة من أجل مشروع حسب مزاعمه، وأنه سيدفع ثمنها بالتقسيط شهريا، وراح يهدد بعد ذلك بأن البنك سيقوم بحبسه إن لم يدفع… المهم، أنه أخذ المحزمة ولم يعدها إلى صاحبتها التي حين طالبته بها، قال إن الأم اشترت اللويزات بنقود والده.. لجأت الأم المسكينة إلى زوجة ابنها وتوسلت إليها أن تعيدها إليها، غير أن هذه الأخيرة رفضت.. فعرف الجميع أنها الرأس المدبر لكل هذه اللعبة القذرة… وهاهي تلبس محزمة من شظايا جهنم في كل عرس وفي كل مناسبة.

 اللوسة حقا سوسة

 في حادثة أخرى، نشرت رعناء أخرى رسالة، تتهم فيها زوجة أخيها بأنها غير مبالية وغير سوية، وأنها لا تستحق أن تدخل عائلة مثل عائلتها الراقية.. والأدهى والأمر، أنها اعترفت بأنها تدس لها في العصير حبوب منع الحمل كي لا تنجب، حسب طلب أخيها العريس، الذي يريد أن يستمتع بالحياة الزوجية قبل الإنجاب… لكن تفكير هذه اللوسة الممسوسة كان يصب في هدف واحد، ألا تنجب العروس قبل أن يحدث طلاق تخطط له في السر…

كلمة من الضمير

 سألت الكثير من الجزائريات عن رأيهن في هذه الظاهرة، فكان الجواب واحدا موحدا: “هذا عيب وسوء خلق”، وحال لسانهن يقول: “النصيحة في الفايسبوك فضيحة”. ورغم أن الكثير منهن ما زلن يمارسن حق الفيتو في البيت ويتآمرن على العروس، والعروس قد تتآمر ضدهن، ولكن في النهاية من الخاسر… الأسرة تتفكك والأمة تتداعى في هاوية الشر السحيقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!