ليست مهمة شخص..

تمتلئ الصحف هذه الأيام بأخبار الفساد الاقتصادي والمالي الذي استشرى في ربوع الوطن ولم يترك شركة أو إدارة أو مصلحة أو جهازا، إلا وطالته أيادي الفساد والنهب، حتى ليخيل للملاحظ والمتابع للشأن الجزائري أن العشرية الحمراء لم تشهد أو تعرف إلا شركتين ناشطتين هما: شركة القتل والتدمير والتخريب وشركة موازية أخرى للنهب والاختلاس والتزوير، الأولى انضم إليها أدعياء “الإيمان والتقوى” ولكنهم لم يتورعوا في بقر بطون الحوامل ورمي الأطفال في الأفران..
ع/ فضيل
والثانية أسسها المسؤولون وأصحاب القرار ممن كانوا في الجبهة المعادية للشركة الأولى وإن اتضح أخيرا أن هناك تقاطعا بين الشركتين، كما حصل مع قضية “زنجبيل” وشركائه، حيث كان يمول التنظيمات الإرهابية بأموال المخدرات.. لقد تبين أن ملايير الدولارات نهبت واختلست منذ بداية الأزمة، وأنه ما كان لهذه الشركة أن يوضع لها حد لولا توقف شركة القتل والتدمير نسبيا عن النشاط ومحاصرتها، ذلك أن الفوضى واللاأمن هما المرتع الخصب لنشاط وازدهار شركة النهب والاختلاس.
ولذلك، فإن الحملة التي يشنها الرئيس على أوكار الفساد ورموزه لا تؤتي ثمارها، إلا إذا ساهم فيها الجميع، ذلك أن محاربة الفساد ليست مهمة رئيس الجمهورية وحده أو رئيس الحكومة أو وزير العدل أو مسؤولي الأمن فقط، وإنما هي مهمة الجميع من العامل البسيط إلى الموظف إلى رئيس المصلحة إلى الشرطي إلى الدركي الى القاضي إلى المدير إلى الوزير، أي أن شركة النهب والاختلاس يجب أن تواجه وتحارب بشركة مساهمة من الرجال والهيئات النظيفة النقية، مستعملة إذا اقتضى الأمر روح الملح (L’Esprit de sel) لتطهير البلاد من بكتيريا الفساد وميكروبات النهب والسرقة.