-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نحو إلزام البلديات بجمعها وغرامات ضد رميها العشوائي

مؤسسات ناشئة لتحويل جلود الأضاحي

مريم زكري
  • 370
  • 0
مؤسسات ناشئة لتحويل جلود الأضاحي
ح.م

تتجدد ظاهرة إهدار ورمي كميات ضخمة من جلود الأضاحي كل سنة، والتي تلقى في المزابل مسببة انبعاث روائح كريهة نتيجة تعفنها تحت أشعة الشمس، وما تخلفه من أضرار بيئية واقتصادية كبيرة، في غياب مخطط شامل لتجميعها وتثمينها، ولتفعيل ذلك أطلقت مؤخرا مبادرات قبيل عيد الأضحى من اجل تدارك هذه الثروة المهدورة وتحويلها إلى مورد للأرباح واستغلالها بالمصانع بدلا من رميها عشوائيا بمكبات النفايات.
وفي هذا السياق، بادرت المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة إلى إطلاق سلسلة أيام دراسية تحت شعار”جمع وتثمين جلود الأضاحي حماية بيئية، كفاءة اقتصادية، وآفاق صناعية”، وذلك ما بين 11 و25 ماي الجاري عبر تسع ولايات نموذجية، بمشاركة واسعة من القطاعات الوزارية والمجتمع المدني.
ومن جهته أكد رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة، عفان سفيان، لـ ” الشروق” أن الهدف من هذه المبادرة هو الانتقال من مجرد حملات موسمية يتم إطلاقها كل سنة إلى مشروع وطني مستدام يربط بين البعد البيئي والبعد الاقتصادي، عبر تثمين جلود الأضاحي بدل رميها، وأضاف المتحدث أن هذه الأيام الدراسية، التي أقيمت برعاية وزارة البيئة وجودة الحياة، تهدف إلى إشراك كل الفاعلين من بلديات، جمعيات، شباب، أئمة، ومهنيين، لتشكيل منظومة متكاملة لتجميع ومعالجة الجلود.

إنشاء مكاتب لتوثيق الكميات المسترجعة
وقد خرجت الأيام الدراسية بحسب ما كشفه المعني بجملة من التوصيات الختامية العملية، أبرزها دعوة الوزارات المعنية منها البيئة، الصناعة، الداخلية إلى إصدار تعليمات تلزم البلديات بإنشاء نقاط جمع منظمة ومجهزة، لا سيما في المناطق والولايات التي تتميز بمناخ حار بثلاجات للحفظ الأولي، وكذا تعيين مسؤولي متابعة على المستوى المحلي لتوثيق الكميات المسترجعة، كما خرجت التوصيات بإنشاء صندوق دعم محلي لشراء الجلود من المواطنين، ومنح حوافز ضريبية للحرفيين والمصانع الذين يستخدمون هذه الجلود في صناعات محلية.

ورشات تكوينية للشباب بمجال الدباغة الخضراء
وأولت التوصيات بحسب ذات المتحدث أهمية خاصة للتكوين والمساهمة في منح الفرصة، حيث اقترحت إدراج ورشات تدريبية للشباب والحرفيين حول تقنيات الدباغة الخضراء وصناعة المنتجات الجلدية، مع توصية بدمج محور إدارة النفايات الحيوانية ضمن مناهج التكوين المهني.
وأوضح عفان أن المبادرة لم تغفل عن أهمية الرقابة، حيث طالبت بفرض غرامات على من يتخلص من الجلود عشوائيا، مع توفير بدائل رسمية وسهلة لتسليمها، كما تم اقتراح إصدار تقرير سنوي حول كميات الجلود التي جمعت ونقلت إلى مرحلة التثمين، كما دعا إلى إبرام اتفاقيات بين وزارتي البيئة والصناعة لربط مراكز الجمع بوحدات التحويل، وتشجيع الشركات الناشئة في الاقتصاد الأخضر على الاستثمار في تحويل الجلود إلى منتجات صناعية، مضيفا أنه تم اقتراح إطلاق منصة إلكترونية وطنية لضمان استمرارية المشروع، تعرض فيها نتائج الحملة والإحصائيات وما تم تحقيقه خلال العملية، إلى جانب تنظيم معرض سنوي يعرض منتجات جلدية مصنوعة محليا أو الجلد “المدور”، لأفضل التجارب، تشارك فيه مؤسسات اقتصادية وأصحاب المشاريع، مصممون وحرفيون، وكذا إعداد تقرير سنوي يقيم كميات الجلود التي تم جمعها ومعدلات التثمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!