الجزائر
بعد رواج مزاعم حول علاقتها بالماسونية

مؤسسة الأمير عبد القادر ترد على الجدل بشأن النجمة السداسية

الشروق أونلاين
  • 14837
  • 16
ح.م

ردّت مؤسسة “الأمير عبد القادر الوطنية”، على ما وصفتها بمزاعم تدعي بوجود نجمة سداسية في أحد الأعلام أيام فترة حكمه وربطها بالحركة الماسونية.

وفي منشور لها على صفحتها الرسمية، تحت عنوان “مئة عام من التضليل الثقافي”، قالت المؤسسة: “الحقيقةُ لا يوجدُ البتةَ علَمٌ أو رايةٌ رُفِعت بالنجمةِ السُّداسيَّةِ، بل إنَّ أحدَ أختام حكومة الأمير تضمن إشارة مؤلفة من ستة أسماء فتم وضع مُحتواها في رايةٍ تزينيةٍ مؤلفة من نَجمةً سداسيَّةً، وقد وَضَّحها الفريقُ محمد باشا في كتابِهِ تُحفة الزَّائر”.

وذكرت المؤسسة أن “النجمةُ السداسيَّةُ الإسلاميَّةُ خذلتها النُّظُمُ التعليميةُ والثقافيةُ العربيةُ، وتآمرتْ عليها  لأغراضٍ تابعةٍ لمشروعِ سايكس بيكو: ممَّا أفضى إلى تكوينِ قناعةٍ مُحدَّثةٍ مُركَّبةٍ مُتَوارثةٍ لدى المسلمين وغير المسلمين، بأنَّ شعارَ كيانِ العدو الصهيونيﱢ له شيءٌ من الصحةِ التَّاريخيَّة”.

أوضحت أنه “إبانَ مكوثِ الأميرِ عبد القادر في بورصةَ العُثمانيَّةَ، تمَّتْ حِياكةُ رايةٍ قماشيَّةٍ مُؤلفةٍ من خَتْمٍ مُكَبرٍ، تحملُّ دلالاتٍ خاصةٍ كثيرةٍ، منها أن النجمةُ السداسية: أصلٌ ثابت، وآثارها منتشرةٌ في أغلبِ الحواضرِ العربيَّة، والإسلاميَّةِ القديمةِ منها: دمشقُ، وبغداد، والقاهرة، واسطنبول، حيث بنى المسلمونَ الأوائلُ أكثرَ من أربعمائةِ مسجدٍ ومأذنةٍ، ونقشوا على جُدرانها بكل فخرٍ (النَّجمةَ السُّداسيَّةُ) كبُعدٍ روحيﱢ، وعَقَائديِ”، حسب المؤسسة.

وأفادت أن “أول مئذنة حملَتْ (النَّجمةَ السُّداسيَّةَ) في عاصمةِ الخلافةِ الأمويَّةَ سنةَ 90 للهجريِّ هي (مئذنةُ العروس) الواقعةُ في منتصفِ الحائطِ الشَّمالي للجامعِ الأُمويﱢ، وقد شيَّدها الخليفةُ الأمويُّ (الوليدُ بن عبد الملك)، وطلاها بالذَّهبِ، وغدَّت فيما بعد أُنموذجاً للمآذن في بلاد الشام، وشمالِ أفريقيةَ، وقد نُقِلَ طِرازها إلى الأندلس، وتُعَدُّ أقدمُ مئذنةٍ مازالت قائمةٌ، وقد خضعت للترميمِ في العصرِ الأيوبيِّ والمملوكيِّ والعباسيِّ والعثماني، ومشى من تحتها صلاحُ الدِّين الأيوبي، وجُلُّ زعماءِ التّاريخ الإسلاميِّ ينظرون إليها كجزءٍ من فنونِهم وتراثِهمُ الإسلاميﱢ، ولم يخطرُ ببالهم يوماً أنّه ستخرجُ أجيالاً لما بعد سايكس بيكو تتنصلُ شارةَ النجمةِ السُّداسيَّةِ، بل وتتحسسُ منها..”.

وأضافت أنه بعد سطوِ العدوِ عليها مطلعَ القرنِ العشرينَ، تخلّتْ الأُمة الإسلاميةُ عنها تُراثيّاً وثقافيّاً وبصمت عجيب.

وأوضحت أنه “في ظلِّ النُّظمِ العربيّةِ التي تعايشت وتماشت مع مفرزاتِ ما تمخضَ إلى ثقافات دخيلةٍ جراءَ مشروعِ سايكس بيكو الذي بموجبِهِ عُزِلَ وَطُمِسَ كلُّ ما يتعلقُ بالنَجمَة السُّداسيةِ في المناهجِ التعليميةِ والدَّينية، بلغَ الجهلُ لدى الكثيرين حين تَقعُ أعينِ المسلّمينَ على النّجمةِ المنحوتةِ على جّدران المساجدِ، يعتقدون أنّها نجمةُ داود، كَمَا زَعَمْتَ وروجت الآلة الإعلاميّة الصُّهيونّية وأذنابهم، الأمرُ الذي عززَ قناعةً لدى الأجيالُ الحاليَّةُ بأنّها نجمةُ اليهودِ، والبعضُ الآخرُ يربطُها بالماسونيَّةِ، إلى آخر هذه النَّظرياتِ العبثيةِ التّي لا أساس لها من الصّحةِ، وحتّى النجمةُ الخماسيةِ تستخدمها المحافلُ الماسونيةِ بكثرةٍ، فلا يُعقلُ ربطُ كلﱢ شَكلٍ هندسيﱟ يعتقدُ به المسلمون بإشارات ومحتوى معين، بأن نتنازلَ عنهُ لمجرد اتخاذِ غير المسلمينَ شعاراً لهم ومعتقداً بمحتوى آخر..”.

وتابعت أن “هذا النَّهجُ أدخلَ الرّيبة حول ذاتنا، وانتمائنا القديم لآثارنا وتُراثنا، ولا نستبعدُ بعدَ هذا المسخِ الثقافي مستقبلاً خروجَ بعضِ الأصواتِ التي تدّعي أنﱠ المسجدَ الأمويﱠ من التراثِ اليهوديﱢ بسبب النجمة السداسية المنقوشةِ على مئذنةِ العروس”.

وذكرت أن “هذا الإهمال لإقصاءِ الشعوبِ عن إدارةِ ثقافتِها التاريخيةِ بحريةٍ، وقد يستمرُ العقلُ الإسلاميُّ في التراجعِ، وتضخيمِ نظريةِ المؤامرةِ على الأصعدةِ كافةً”.

مقالات ذات صلة