ماذا يحدث في الكرة الجزائرية؟
عرفت البطولة المحترفة الأولى في مرحلة الذهاب العديد من الأحداث التي تضرّ بكرة القدم الجزائرية، فبالإضافة إلى العنف في بعض اللقاءات والأخطاء التحكيمية في مباريات أخرى، والتصريحات غير المسؤولة لبعض اللاعبين والمسيّرين، حدثت تغييرات غير مبررة لمدربين عديدين، إذ أقيل أو استقال 12 مدرّبا من أصل 16 الذين ينشطون في البطولة المحترفة الأولى، ولم يبق سوى سمير زاوي في أولمبي الشلف، ونبيل معلول في اتحاد العاصمة، ورضا بن دريس في وفاق سطيف وخير الدين مضوي في شباب قسنطينة، وهو رقم لم يسبق وأن حطّم من قبل، ويدل على أن بعض المسيّرين لا يهمهم الحفاظ على استقرار أنديتهم، ومساندة الأطقم الفنية التي اختاروها مع مطلع كل موسم، بل يتأثرون بما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تتحكم في مصير الأندية واللاعبين.. وهي أمور قد تعود بالسلب على الكرة الجزائرية.
وإذا كانت الدولة الجزائرية ترافق الأندية من خلال منحها شركات وطنية تتكفّل بكل مصاريفها، وملاعب عالمية من المفترض أنها تساعد على تطوّر الكرة الجزائرية، إلا أن الواقع أمر آخر، فعندما تسند مهمة تسيير الأندية إلى أشخاص لا تهمهم مصلحة النادي ويمنحون رواتب خيالية للاعبين تفوق قيمتها المليار سنتيم، وكتل شهرية تقارب العشرة ملايير سنتيم في بعض الأندية، علينا أن نقرأ السّلام على كرتنا.. أمور أجبرت الوزير الجديد إلى الاجتماع بمسؤولي هذه الأندية من أجل تسقيف أجور اللاعبين إلى 250 مليون سنتيم، وهو قرار يستحق الثناء والتقدير من وليد صادي الذي يعرف خبايا كرة القدم الجزائرية، والمطالب أيضا بإرجاعها إلى السكة الصحيحة، باتخاذ قرارات ردعية ضد المتطفلين الذين أصبحوا يتلاعبون بمصير الأندية التي كانت في السابق خزان مختلف المنتخبات الوطنية، حتى أصبحنا اليوم نبحث عن العصافير النادرة خارج الجزائر رغم أنهم أبناء هذا الوطن، لكن علينا أن نعمل بجد، ففي سنوات الثمانينيات، مثلا، كان اللاعب المحلي هو العمود الفقري لكل المنتخبات الوطنية، وتمكّننا من المشاركة في كأسي العالم 1982 و1986، وحققنا نتائج لا تزال راسخة في الأذهان، مثل الفوز على ألمانيا بهدفين من لاعبين محليين هما بلومي وماجر، وبمساعدة عصاد ومرزقان وغيرهم.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي عقد اجتماعات عديدة مع رؤساء الأندية بهدف إعادة النظر في بعض القضايا الشائكة، أعطى تعليمات صارمة لكل الأندية للعمل على تطوير الكرة الجزائرية بعيدا عن الحسابات الضيّقة والقرارات الارتجالية، فهي مسؤولة عن محاسبة كل المتخاذلين والذين يعطون صورة سيئة عن الرياضة الأكثر شعبية.. زد على ذلك معاقبة كل من يدلي بتصريحات تضرّ بكرتنا، مثلما حدث بين رئيس مجلس إدارة شبيبة القبائل ولد علي ومدرّبه المستقيل عبد الحق بن شيخة، وبين عبد الكريم بيرة، المدير الرياضي والتقني السابق لفريق وفاق سطيف، وبعض المسيّرين السابقين.. على الجميع أن يتحمّل مسؤوليته، لأن هؤلاء الأشخاص وغيرهم يتقاضون أجورا ضخمة مقابل إشرافهم على الفرق وليسوا متطوّعين مثلما كان عليه سابقا عليق وحناشي وتحانوني وآيت قرين وليمام وغيرهم من الذين كانوا يحبّون فرقهم حتى النخاع.