-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماكانش الدراهم!

جمال لعلامي
  • 1806
  • 0
ماكانش الدراهم!

وزير المالية “وعد” بصرف مكافآت مالية لكلّ من يُودع أمواله في البنوك، ومثل هذا “الوعد الصادق”، يستدعي التساؤل عن أساب رفض الجزائريين أو تخوّفهم من إيداع أموالهم بالبنوك العمومية والخاصة؟

من المفروض، وهذا هو المعمول به في كلّ بلدان العالم، أن البنك هو الحصن الأمين والمضمون للتاجر والمستثمر ورجل الأعمال والموظف والزبون والبائع والمشتري، لكن لأسباب مكشوفة، يعلمها العام والخاص، تحوّل البنك عندنا إلى مصدر للقلق والفرار!

بعض البنوك ـ شفاها الله وعافاها ـ وهي عمومية وخاصة، تـُصيب قاصديها بالسكـّري والنرفزة، ويكاد الواحد يسقط أرضا من القنطة. والمشكل قد يكون في الموظف المستهتر الذي يجلس إلى الشباك، أو في المنظومة البنكية برمتها، أو بتفصيل من تفاصيلها!

الطابور الفوضوي والعشوائي لا يمكنه أن يبني بنكا، وكلمةماكانش الدراهم، لا يُمكنها أن تغري الناس بالتوجه إلى البنوك، والخدمات الرديئة والمستفزة لا يُمكنها أن تستقطب مداخيل مالية لهذه البنوك!

الأمر يا جماعة الخير مرتبط بالتفسير البيروقراطي لتسيير البنوك، كغيرها من المصالح الإدارية، التي يتنصل فيها الموظف من مواطنته وأحيانا حتى من إنسانيته ويرتدي برنوس المستهتر الذي ينفـّر ولا يستقطب، لا بتطبيق القانون ولا بالكلمة الطيبة!

المكافآت المالية قد تستدرج بعض الزبائن والطمّاعينإلى البنوك، لكنها تبقى بالنسبة إلى آخرين مجرّدفخلاصطيادهم واصطياد أموالهم، خاصة أولئك الذين تعوّدوا على دسّ أموالهم فيالوسادةكضمان يعتقدون أنه الأسلم لحماية سيولتهم وتفادي مشاكل البنوك وتأخير الدفع!

انتحار الثقة وعدم وجودضماناتمؤكدة وثابتة إلى الأبد، وغير قابلة للمراجعة والإلغاء، هي التي حرّضت وتحرّضالبقارةوأصحابالشكارةوالموظفالكحيانوصاحبالبوملياروالمستأجر بالدينار والأورو والدولار، على عدم دخول البنوك ومقاطعتها!

المطلوب إعادة النظر في التفكير البنكي، والتسيير البنكي، وفي كلّ المنظومة البنكية، والتعاملات البنكية، وعلاقات البنوك بالمستثمر والتاجر والموظف والمواطن والخزينة العمومية، وقد يكون أقصر طريق إلى معالجة الخلل بأقلّ الأضرار وإقناعالهاربينوالمقاطعينبالعودة!

عندما تحلّالوسادةمحلّ البنك، يجب التحرّك العاجل والعادل، حتى لا تضيع الملايير وتجمّد أخرى وتصبح البنوك تتسوّل لملء أرصدتها وحساباتها ضمانا للصيرورة العادية والطبيعية لعجلة الاقتصاد!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • رشيد - Rachid

    نسيت أن تذكر أن هذه "المكافآت المالية" ما هي إلى الفوائد الربوية مغلفة بتسمية مبتكرة لتضليل الناس...
    المنظومة المصرفية الجزائرية لا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع عقلية المواطن الجزائري، وهذا هو السبب الأول في فشلها...
    يريدون نسخ ما هو موجود في الدول الأوروبية وتطبيقه على النظام الاقتصادي الجزائري، وهذا طبعا لن يتحقق إلا في أحلامهم.

  • rida21

    عن أي سيولة مالية نتحدث ؟
    عن 50 مليون التي يوفرها موظف بعد 10 سنوات من الكد والجهد؟ أم عن 500 مليون ربما يجمعها تارجر التجزئة بعد 10 سنين من الهم والمشاكل، أم عن 05 مليار ربما يستطيع تاجر الجملة أن يجمعها في 10 أو 20 سنة، ثم يموت ويتركها لتوزع على الورثة فتصبح لا شيء.
    أم تتحدث عن 300 مليار دولار التي أخدتها بنوك أمريكا وفرنسا وسويسرا ودبي ؟ أم عن آلاف المليارات الدولار التي سرقت على مدار السنوات الماضية باسم إعادة الجدولة والتصحيح الإقتصادي إعادة التصحيح الاجتماعي.
    كيف لصاحب 18000 أن يحاسب م

  • خيون

    إن المشكلة الأساسية هي انعدام الثقة بين المواطن والدولة. وفي ظل هذه الأجواء لايمكن لأصحاب الشكارة إيداع أموالهم في البنوك .

  • لخضر

    استسمح السيد كاتب المقال ان اعاتب عليه عنوانه المكتوب بالعامية بالأمس فقط كنا نلوم وزيرة التربية واليوم تطلع علينا بهذا العنوان فهل بهاته السرعة وصلت افكار وزيرة التربية للتطبيق .