-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مايلة و”الهدرة” ساهلة!

جمال لعلامي
  • 896
  • 0
مايلة و”الهدرة” ساهلة!

فتحنا نقاشا حادا وجادا مع زملاء وأصدقاء، وكانوا 3 أنواع: نوع أعزب، نوع متزوّج بأبناء حديثي الولادة، نوع بأولاد دخلوا المدارس.. وكان موضوعنا التربية، والعلاقات الأسرية بالبيت وكذا علاقات الأولاد بأقربائهم في المدارس وخارج البيت، والدرة على التحكم في زمام الأمور في ظلّ متغيرات ورياح هوجاء وزوابع رملية وأخرى ثلجية، تضرب المجتمع في العمق، وتعزل العائلة والمسجد وغيرهما من القدرة على محاربة فساد الأخلاق!
المتزوّجون ممّن لهم أبناء في المدرسة، أجمعوا أن مهمة السيطرة على الوضع، أصبحت صعبة، وهذا لا يعني تبرير استقالتهم من واجبهم في التوجيه والزجر والعقاب وحتى الترهيب والترغيب!
المتزوّجون الجدد، هوّنوا من القضية، واتهموا النوع الأوّل، بأنه “مرعوب” وغير “قادر على شقاه”، وأنه استسلم للأمر الواقع واستقال من مهامه، وعليه بأن يراقب ابنه مراقبة لصيقة لا تختلف عن المطاردة البوليسية!
العزاب، منهم من التزم الصمت، لأنه يحترم نفسه، ولا يقدر على الخوض في قضية لا يعرفها ولا يعيشها، وقديما قالوا “سال المجرّب ولا تسال الطبيب”، فيما جزء منهم، خاض في الموضوع، وانقسم إلى قسمين: قسم مع المتزوجين القدماء، وقسم مع المتزوّجون الجُدد!
في خضم هذا النقاش “البيزنطي” الساخن والحار، والذي أشعل النار، تذكّرت “شهادة” أو “اعترافا” ورد قبل أسابيع على لسان طبيب نفساني، اتصل بحصة إذاعية، وكان النقاش فيها مشابها لنقاشنا، فقال: أنا طبيب نفساني أرافق التلاميذ عبر عدد من المؤسسات التربوية، اشتغلت سنوات، وتأكدت بعد زواجي، وبعد أن رزقني الله بالذرية “الصالحة”، تأكدت أن النظري هو غيره الواقع والتطبيق.. فرجاء لا تتكلموا كثيرا!
فعلا، يا جماعة الخير، من الصعب أن ترافق ابنك، وتحرسه، وتعاتبه، وتعاقبه، لأن من يقول بأن الوالدين والبيت، هم من يربون وحدهم، فهو مخطئ.. إن المدرسة والشارع والمسجد و”أولاد الحومة” والجيران والرفقة والمرافقين، كلهم يشاركون في التربية، إلى جانب الوالدين، وإلاّ لقلنا ما قاله الأوّلون “المربّي من عند ربّي”!
مثلما تغيّر المجتمع، تغيّرت كذلك الأسرة، وتغيّر دور المسجد، ولم يعد شارع اليوم هو شارع الزمن الجميل، كما انقرض جيران “بكري” ولم يعد للأحياء والأزقة كبارها الذين تـُسمع كلمتهم ولا تردّ نصيحتهم، وهل مازال المعلم معلما مثل سنوات “النية” والاحترام والتقدير؟ وهل بقي الإمام ذلك “شيخ الجامع” الذي كانت كلمتة كالرصاصة، إن خرجت لا تعود؟
إذا أجبنا بكلّ صراحة عن هذه الأسئلة المحرجة والمزعجة، قد نقف على أسباب ومكامن الخلل الذي سينتهي بالجميع إلى الهبل إن استمرّ والعياذ بالله!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!