ما الذي ينقص مولودية الجزائر لتصبح فريقا عملاقا في القارة؟

تابعنا التحول الذي عرفته الأندية القطرية والسعودية في السنوات الأخيرة، وحركه المال، وتجلى في انتدابات لأشهر لاعبي العالم العربي والقارة الآسياوية، وانتقل الآن إلى اللاعبين الذائع صيتهم في المعمورة، إذ لا يكاد فريق قطري أو سعودي وبدرجة أقل إماراتي يخلو من لاعب عالمي من الذين صنعوا الفرجة في ملاعب القارة العجوز أو جنوب القارة الأمريكية.
الأمر لم يتوقف عند تزيين هذه الدوريات باللاعبين الكبار، بل تابعنا تنظيما جيدا ونقلا وتسويقا محترفا للدوريات الخليجية، إضافة إلى المرافق الجيدة التي ستضمن لرياض محرز مثلا مع ناديه السعودي الأهلي، بلعب في كل أسبوع على أرضيات وملاعب جميلة ومنظمة، كما تختفي من هذه الدوريات الأعمال المشينة من بيع وشراء للمباريات، وطبعا لفوضى البرمجة ومشاكل التحكيم التي تسيء للعبة وتفسدها.
الأنظار متجهة في هذا الصيف الحار، نحو فريق مولودية العاصمة الذي قام في الميركاتو الصيفي ببعض الانتدابات التي أثارت ولازالت الجدل والاختلاف، وهي صورة مصغرة لما قام به فريق كوسموس الأمريكي في سبعينيات القرن الماضي وما تقوم به بعض الأندية الخليجية حاليا وما قامت به فرق صينية ويابانية سابقا، وهو انتداب لاعبي مرحلة الاعتزال، من أجل بعث الإثارة في دورياتها ومنح الفرصة للاعبين الناشئين للأخذ منهم، وقد يتحول هؤلاء النجوم إلى التدريب في نفس البلد كما حدث في قطر.
فمجرد تواجد يوسف بلايلي وجمال بلعمري وكلاهما من صانعي انتصار القاهرة الكبير منذ أربع سنوات، مع إمكانية دعمهما بمبولحي وسليماني برفقة لاعبين مغتربين وآخرين من دوليي بلدان إفريقيا، هو دليل على أن المولودية تريد أن تجعل من موسمها استثنائي سواء كان الأمر مغامرة أو محاولة لتغيير حالها خاصة أنها الآن صارت في سابقة في القارة الإفريقية تمتلك ملعبا خاصا بها بأمر رئاسي يتسع للآلاف من أنصارها ويمنحها صورة جميلة بعد سنوات وعقود عذاب ملعب بولوغين، إضافة إلى تسييرها من أكبر شركة في القارة السمراء وهي سوناطراك المنتعشة في سنوات استقرار أسعار النفط وتحول الغاز إلى ألماس يسيل اللعاب، وحديث عن تزاوج الفريق مع شريك أجنبي قيل بأنه هو من تكفل بصفقة يوسف بلايلي المليارية وربما ببعث قناة خاصة بالفريق الشعبي مولودية العاصمة.
لا أحد يضمن نجاح التجربة من الناحية الفنية، لأن الأمر يتوقف على احترافية وكفاءة المسيرين جميعا والطاقم الفني بكل أفراده وما سيقدمه اللاعبون الذين قدموا للمولودية ومدى صبر الأنصار وتعاملهم مع البرمجة والحكام وبقية الأندية الـ 15 المنافسة على الدوري، ولكن المولودية في العموم تمتلك متطلبات النجاح التي جاءت جاهزة من دون أي ابتكار أو عبقرية من مسيريها في هدية غالية جاءتها من الدولة وتنتظر التجسيد ورد الجميل حتى تصبح مولودية العاصمة أحسن من الأهلي المصري والوداد البيضاوي وسان دوانز الجنوب إفريقي والترجي التونسي. وذاك أضعف الإيمان.