-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما خلف الصورة

ما خلف الصورة

اتفق الذين قيّموا الدخول المدرسي والجامعي، من سلطات محلية وحكومية، على أن النجاح ميّزه، إذ جرت العودة إلى مقاعد الدراسة، هادئة، من دون أدنى مشاكل، ونجحت الجزائر بتعليمها المجاني في أن تكون واحدة من أندر بلدان العالم التي تقدم العلم مع توابله الاجتماعية من نقل وإطعام ومبيت وتطبيب من دون مقابل. وتحدّث مديرو التربية ورؤساء البلديات ووزير التربية والتعليم العالي..

عن أرقام مهولة، تصرفها الدولة سنويا على قطاع التعليم بكل أطواره، فمنهم من تحدث عن اللمجة الساخنة التي استفاد منها تلاميذ الابتدائي من أول يوم دراسي، ومنهم من عدّ الحافلات التي نقلت أطفال مناطق الظل إلى نور العلم، ولم يعلو في هذا التقييم المحلي أو ذاك الحكومي، خطابٌ على خطاب الأرقام التي أبانت فعلا بأن الدولة تقطر كرما، كلما تعلق الأمر بالتربية والتعليم والتعليم العالي.

إلى هنا يمكن منح كل الذين قيّموا والذين ساهموا في النجاح المتفق عليه، العلامة الكاملة. لكننا مازلنا نصرّ على ضرورة إرفاق هذه الصورة المبهرة، بالمضمون، ليس بالتوجيهات والنصائح، وإنما بقوانين جديدة ترفع المدرسة الجزائرية إلى الأعلى، وتُكمل مسارها، الجامعة، ويتم القضاء على المظاهر والظواهر المشينة التي نراها في كل مرة تجلد التعليم عندنا، وتحصره في الخدمات الاجتماعية والجامعية. وإذا كان المُقيّمون للدخول المدرسي والجامعي قد اتفقوا على الصورة البهيّة والجميلة، فإنهم متفقون أيضا على أن المستوى العامّ، ما فتئ ينحدر حتى لامس القاع أو كاد.

سيكون من الرائع أن يلتقي مديرو التربية والجامعات في آخر الموسم، لتقديم فتوحاتهم العلمية، وما أنتجوه من دراسات واختراعات وأدمغة، لأن ما تقوم به الجزائر من بذل مادي، ومن محاولة لبناء اقتصاد قوي ومنظومة اجتماعية وعلمية قوية، يتطلب أولا وأخيرا، هؤلاء الذين يجلسون حاليا على مقاعد الدراسة، لأن الحديث عن تحلية أكثر من مليار متر مكعب من مياه البحر سنويا، وثورة الهيدروجين الأخضر والاكتفاء الغذائي وتصنيع السيارات والأدوية ومحاربة كل أشكال الجريمة، لا يمكن أن يتحقق إلا بمساهمة قوية من الطلبة، والمتخرجين من الجامعات الجزائرية التي اتفق الجميع على نجاح بدايتها.

للجزائر في الوقت الراهن، شركاء من كل البلدان القوية، وهناك تجارب ناجحة في التعليم بكل أطواره، وكل النجاحات الاقتصادية والاجتماعية، في اليابان وألمانيا وإيطاليا والصين والهند، انطلقت من الجامعات، وليس غريبا أن نجد الترتيب العالمي للمدارس وللجامعات يضع الدولَ المزدهرة دائما في المراتب الأولى، وإذا كانت الجزائر قد نجحت في خطف بعض لاعبي الكرة من الذين وُلدوا وتتلمذوا في المدارس الكروية الأوروبية، فليس عصّيا عليها أن تستقدم العلماء والخبراء من الجزائريين، لبناء جامعة قوية لا تشارك فقط في “كأس” العلم، وإنما تراهن على الفوز به، وبأبنائها الذي يصنعون ربيع المخابر ومراكز البحوث في العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!