ما لا تعرفه عن المجاهدة الراحلة “عائشة استقلال” ابنة مفدي زكريا

بعد تشييع المجاهدة الراحلة “عائشة استقلال”، ابنة شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، إلى مثواها الأخير بولاية غرداية، برزت العديد من التساؤلات بشأن سيرتها ونضالها وسبب حملها لقب “استقلال”.
لمن لا يعرف المجاهدة عائشة، التي توفيت، مساء الثلاثاء 27 ماي 2025، عن عمر ناهز الـ 89 عاما، فهي الابنة البكر للشاعر مفدي زكريا، واسمه الحقيقي زكريا الشيخ، وشقيقة الوزير السابق للثقافة سليمان الشيخ.
وقد قدّم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، تعازيه الخالصة في وفاتها، حيث جاء في كلمته بشأنها: “بقلوب خاشعة ونفوس راضية بقضاء الله وقدره تلقيت نبأ وفاة “الحاجة الشيخ عائشة استقلال”، ابنة شاعر الثورة الجزائرية “مفدي زكريا”، وأرملة الشهيد الرمز “الدكتور إبراهيم تيرشين”، أفاض الله على أرواحهم الطاهرة رحمة ومغفرة وثوابا”.
وأضاف: “أمام هذا المصاب الجلل، أتقدم إلى عائلتها الكريمة، بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة متضرعا للمولى جلت قدرته أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وعميم رضوانه وأن يلهم أهلها وذويها جميل الصبر ووافر السلوان”.
وختم بالآية القرآنية: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.
ولدت المجاهدة الراحلة عائشة الشيخ، المعروفة باسم “عيشة زكري”، عام 1936، وقد أطلق عليها والدها لقب “استقلال”، قبل انطلاق الثورة التحريرية في دلالة إلى تطلعاته الوطنية.
لم يكن الاسم مجرد اختيار، بل كان رمزًا للأمل وتعبيرًا صادقًا عن توق مؤلف النشيد الوطني الجزائري العميق لاستقلال الجزائر، في وقت كانت الحرية حلمًا.
وجسّد مفدي زكريا إيمانه بالوطن حتى في أسماء أبنائه وتوجهاتهم، فكانت حياة نجلته عائشة حافلة بالعطاء، حيث تعلمت التمريض على يد زوجها الثاني وكرّست نفسها خلال الثورة الجزائرية لعلاج المجاهدين والمصابين، وأدّت واجبها الإنساني والوطني بإخلاص حتى بعد الاستقلال.
شُيعت جنازتها وسط حضور شعبي ورسمي كبير، وُوري جثمانها الثرى ملفوفًا بالعلم الوطني، في مقبرة بني يزقن إلى جانب زوجها الثاني الدكتور محمد بافدل، والد أبنائها الأربعة.
بخصوص زوجها الأول فكان الشهيد الدكتور إبراهيم تيريشين، الذي استشهد عام 1957 إلى جانب العقيدين عميروش وسي الحواس، وهو الذي يحمل أكبر مستشفى في ولاية غرداية اسمه.