-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سرطان في بيوتنا، أمراض عضوية وأخرى نفسية

ما لا تعرفونه عن هوس التنظيف والإفراط في استخدام المعقمات والمطهرات

نسيبة انتصار علال
  • 1165
  • 0
ما لا تعرفونه عن هوس التنظيف والإفراط في استخدام المعقمات والمطهرات

البيت المرتب النظيف على الدوام، هو حلم كل أفراد العائلة، ومسؤولية ربة البيت. هذه القاعدة، جعلت نساء كثرا يصبن بهوس الإفراط في التنظيف، واستخدام المنظفات التي يحتوي جلها على مواد وعناصر كيماوية فائقة الخطورة. هذه الأخيرة، التي تزداد بتكرار الاستعمال، مخلفة أمراضا مستعصية، بسبب تساهل ربات البيوت في استخدامها والتهاون في الوقاية من أخطارها.

الإفراط في التنظيف اضطراب نفسي يجب علاجه

الآلات الحديثة، كالشفاط الكهربائي والروبوتات الذكية، لا تستهوي فئة من السيدات اللواتي قد يأخذ فرك الأرضية بالفراشي ومساحيق التلميع نصف يومهن، ليكررن العملية غدا، إنه الخوف من ترك بعض الميكروبات على الأسطح، أو الهلع من فكرة وجود حشرات دقيقة لا ترى بالعين، يسمى هذا، بحسب خبراء في علم النفس، بالوسواس القهري، ومن أعراضه، أن تستمر المرأة في الشعور بوجود ملوثات في كل ما يحيط بها، ما يجعلها كثيرة القلق، متعطشة إلى التنظيف، متأهبة مستنفرة ودائمة البحث عن وسائل لحماية نفسها وعائلتها، من بينها الاحتماء بالكثير من عبوات الكلور والمطهرات، على اختلاف أنواعها، خاصة تلك التي تعمل على تعقيم الهواء والأسطح، إذ قد يصل الأمر بمريض وسواس النظافة إلى الخوف من استنشاق الهواء في بعض الأماكن لاحتمالية تلوثه، وقد زادت حالات المصابين بهذا الاضطراب بشكل ملفت، بعد جائحة كورونا، التي مست العالم في السنوات الأخيرة، ما دعا الأخصائيين في علم النفس إلى تكثيف حملاتهم ورسائلهم التوعوية من هذا الاضطراب، لكون مضاعفاته تمتد إلى التأثير المباشر على صحة الإنسان البدنية، نتيجة الإفراط في استخدام مواد التنظيف.

هوس النظافة يسبب السرطان وتشوهات الجنين

لا يخفى على الجميع أن الحرص الشديد، حدّ الهوس، على تعقيم الأسطح والأغراض، والتنظيف في أعمق نقاط البيت، يكون بدافع الخوف من الإصابة بالمرض، وقد اتضح أن هذا الأمر بحد ذاته مرض، وخلل نفسي.. والأسوأ من هذا، أنه قد يقود إلى أمراض أخطر، تقول الدكتورة ساري، أخصائية أمراض النساء والتوليد: “أغلب حالات سرطان الرئة لا تتواجد عند الرجال المدخنين، بحسب ما هو شائع، بقدر ما تتواجد لدى السيدات اللواتي يدمنّ على الاستخدام المتكرر لمنتجات التنظيف من دون احتياطات وضع قفازات وتغطية الفم والأنف، حيث يؤدي استنشاقهم المواد الكيماوية الخطيرة بصفة دورية إلى تكوّن خلايا سرطانية على المدى البعيد”.. من جانب آخر، تشير الدكتورة إلى وجود خطر أكبر على النساء الحوامل، جراء احتكاكهن المباشر مع هذه المنتجات، حيث يمكن، بحسب دراسات وتحاليل، أن يسبب استنشاقها تشوهات خلقية لدى الجنين في بطن أمه، منها توقف نمو المخ.

الاستحمام المستمر واستخدام مطهرات الجسم

المبالغة في الاهتمام بالتنظيف والتعقيم، لا يقتصر على المحيط فقط، وإنما هو لدى هذه الفئة من النساء المصابات عادة بما تم وصفه بالوسواس القهري، يبدأ من ذواتهن، وقد يمتد إلى باقي الأسرة، حيث يكررن الاستحمام لأكثر من مرة، ولا يتحملن ملامسة أي سطح ملوث إلا واستخدمن بعده مواد معقمة.. تصرفات قد تبدو للكثير أنها سلوك حضري صحي، لكنها، وبحسب أطباء ومختصين، مضرة أكثر مما هي نافعة ووقائية. تقول الدكتورة ساري: “أجسامنا مصممة بمناعة كافية لحمايتنا من بعض أنواع الميكروبات والأوبئة، والإفراط في استخدام المعقمات والمنظفات، من شأنه أن يضعف المناعة، كما أنه مضر جدا بالجلد”.

إن الاستحمام المتكرر وتعرض الشعر والأطراف للماء ومستحضرات التنظيف والتعقيم يقتل خلايا الجسم تدريجيا، ليسبب تشوهات وأمراضا على البشرة، يمكن أن تتوغل إلى أعضاء الجسم الداخلية أيضا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!