مباحثات مع “شيري” لتصنيع السيارات في الجزائر

بحث وزير الصناعة سيفي غريب، مع وفد عن مجموعة شيري الصينية “المجموعة الأم” استراتيجية تصنيع السيارات في الجزائر، بغية تلبية حاجيات السوق الوطنية.

وفي إطار تجسيد استراتيجية الدولة الرامية إلى تعزيز صناعة المركبات في الجزائر، والعمل على تلبية حاجيات السوق الوطنية كمرحلة أولى، استقبل وزير الصناعة، سيفي غريب، السبت 15 مارس 2025، بمقر الوزارة، ممثلين عن الشركة الأم لعلامة شيري الصينية.

وحسب بيان تلقت “الشروق” نسخة منه، فقد تم خلال هذا اللقاء التباحث حول سبل إرساء صناعة حقيقية لمركبات علامة شيري في الجزائر، مع التركيز على دعم وتطوير نسيج صناعي وطني يتميز بالكفاءة التقنية والاقتصادية، خاصة في مجال تصنيع قطع الغيار، باعتبارها ركيزة أساسية لأي صناعة ميكانيكية محلية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد.

من جهتهم، أعرب ممثلو العلامة الصينية عن استعدادهم التام للانخراط في الاستراتيجية الطموحة للدولة الجزائرية في هذا المجال، مشددين على أهمية توفير بيئة استثمارية مستقرة ومحفزة لتعزيز الإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا، بما يسهم في تطوير قطاع السيارات وجعله أكثر تنافسية على المستويين المحلي والدولي.

وتأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة من اللقاءات التي عقدها وزير الصناعة منذ بداية سنة 2025، حيث سبق أن استقبل مسؤولو وزارة الصناعة وفدين من شركتي “جيلي” و”هيونداي”، اللتين أبدتا اهتمامًا كبيرًا بالسوق الجزائرية واستعدادهما للاستثمار في التصنيع المحلي للمركبات، بما يتماشى مع توجهات الدولة الجزائرية نحو تحقيق نسبة إدماج مرتفعة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

وفي سياق متصل، قام وفد من مجموعة “فولكسفاغن” الألمانية بزيارة تفقدية لعدد من مصانع قطع الغيار في الجزائر، للوقوف على الإمكانيات المحلية ومدى جاهزيتها للمساهمة في تطوير صناعة السيارات، ما يعكس اهتمام الشركات العالمية بالشراكة الصناعية مع الجزائر في هذا القطاع الحيوي.

وتسعى الجزائر، من خلال هذه اللقاءات والمشاورات مع الشركات العالمية، إلى تنفيذ استراتيجية جديدة تهدف إلى إنشاء منظومة تصنيع سيارات متكاملة، ترتكز على نقل التكنولوجيا، تكوين الكفاءات الوطنية، ورفع نسبة الإدماج الصناعي. هذه الاستراتيجية تعكس التوجه الحكومي نحو تحويل الجزائر إلى قاعدة صناعية إقليمية في مجال السيارات، قادرة على تلبية الطلب المحلي والتوجه نحو التصدير مستقبلا لقطع الغيار.