مبادرة التلاحم… التفاف حول مؤسسات الدولة والمواقف الاستراتيجية

دعت مبادرة “تعزيز التلاحم وتأمين المستقبل”، الشعب الجزائري بكل فئاته إلى التماسك واليقظة من أجل تقوية الجبهة الداخلية، والالتفاف حول مؤسسات الدولة ودعم مواقفها الاستراتيجية.
وقالت المبادرة في ختام اجتماعها، السبت، بحضور أزيد من 1300 مشارك، إنها وجهت الدعوة “لجميع المشاركين في المبادرة إلى توحيد الصفوف والمواقف من أجل تحمّل أعباء المرحلة والدفاع عن المصالح العليا للوطن”، وطلبت من السلطات الرسمية “تسهيل عمل المنخرطين في المبادرة ومختلف شرائح المجتمع لفتح ورشات الحوار الشامل حول أبعاد المبادرة”.
كما خاطبت المبادرة في توصياتها مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة داعية “إلى التعاون مع رجال الإعلام والثقافة والمراجع الدينية والنخبة لتنبيه الرأي العام الوطني إلى طبيعة المخاطر المهددة للوطن وسبل مواجهة تحدياتها”.
وبخصوص النخب السياسية والأكاديمية، فدعتهم “إلى بلورة أفكار المبادرة في صيغة مشاريع وبرامج وآليات عمل مشترك لتعزيز التلاحم الوطني على كل المستويات وتأمين مستقبل الأجيال على جميع الأصعدة”.
وشددت المبادرة على كل المكونات السياسية والمجتمعية لـ”احتضانها والترويج لها وإقامة الفعاليات المتنوعة حول أهدافها وطنيا ومحليا لبث الوعي بمقتضياتها”، و”تفعيل التواصل واستمراره مع جميع الشركاء والمكونات قصد الانضمام إلى المبادرة”.
وقبل ذلك، افتتحت أعمال المؤتمر العام لمبادرة “تعزيز التلاحم وتأمين المستقبل”، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، في الضاحية الغربية للعاصمة، الذي وصف بأنه أكبر تجمع سياسي للقوى الوطنية في الجزائر، حضره أكثر من 1300 مشارك، يمثلون عددا كبيرا من الأحزاب والقوى السياسية والمدنية والمنظمات والنقابات والشخصيات المستقلة ونخب وأكاديميين ومرجعيات دينية محلية، بهدف تحصين الجبهة الداخلية وحماية البلاد من التوترات الإقليمية، وإسناد مؤسسات الدولة، ودعم السياسات التي ينتهجها الرئيس عبد المجيد تبون.
وبالمناسبة، وصف رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة المبادرة السياسية التي أسس لها حزبه في البداية بأنها “أكبر مبادرة شهدتها الساحة الوطنية منذ الاستقلال، وهي ليست بالحدث الظرفي ولا رهانا حزبيا، بل هي استحقاق وطني والتزام جماعي مسؤول”.
ودعا بن قرينة الرئيس تبون إلى تبني مخرجاتها السياسية، قائلا: “ندعو الرئيس إلى احتضان المساعي الوطنية الرامية إلى تمتين الجبهة الداخلية، ورص الصف الوطني”، وتابع “إننا نؤكد هنا أهمية مثل هذا الاحتضان الذي نتطلع إلى ترقيته إلى فضاء حوار وطني، يستوعب كل القوى الوطنية، حول رهانات الوطن وتحدياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
وأضاف بن قرينة: “إننا، كمكونات سياسية ومجتمعية، واعون بجديةِ المَخاطرِ والتحديات، ومؤمنون بأهمية تمتينِ الجبهةِ الداخليةِ لمواجهتها، ولدينا مقترحاتنا الجماعية لتحمل أعبائها وتكاليفها، وسيجد منا رئيس الجمهورية كل الدعم في أي جهد ومسعى لإسعاد المُواطنين، وفي كل قرار يحافظ على الأمن والاستقرار ويكرس الحقوق والحريات، وفي كل توجيه دبلوماسي لحماية المصالح الحيوية للجزائر”.
وشاركت في المبادرة أحزاب حركة البناء الوطني، وجبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة المستقبل، وصوت الشعب، إضافة إلى الفجر الجديد، والكرامة، وتجمع أمل الجزائر، والتحالف الجمهوري، وجبهة الجزائر الجديدة.
كما ضمت المبادرة النقابات، ومن ذلك الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وأخرى مستقلة، علاوة على منظمات وطنية كالمجاهدين وأبناء الشهداء والتنظيمات الطلابية، والكشافة الإسلامية، وفعاليات من المجتمع المدني.